أُحُدٌ
بضم أوله وثانيه معا: اسم الجبل الذي كانت عنده غزوة أحد، وهو مرتجل لهذا الجبل، وهو جبل أحمر، ليس بذي شناخيب، وبينه وبين المدينة قرابة ميل في شماليّها، وعنده كانت الوقعة الفظيعة التي قتل فيها حمزة عمّ النبي،
ﷺ، وسبعون من المسلمين، وكسرت رباعية النبي،
ﷺ، وشجّ وجهه الشريف، وكلمت شفته، وكان يوم بلاء وتمحيص، وذلك لسنتين وتسعة أشهر وسبعة أيام من مهاجرة النبي،
ﷺ، وهو في سنة ثلاث، وقال عبيد الله بن قيس الرّقيّات: يا سيّد الظاعنين من أحد! حيّيت من منزل، ومن سند ما إن بمثواك غير راكدة سفع، وهاب، كالفرخ ملتبد وفي الحديث: أن النبي،
ﷺ، قال: أحد جبل يحبّنا ونحبّه، وهو على باب من أبواب الجنة. وعير جبل يبغضنا ونبغضه، وهو على باب من أبواب النار. وعن أبي هريرة،
رضي الله عنه، أنه قال: خير الجبال أحد والأشعر وورقان. وورد محمد بن عبد الملك الفقعسي إلى بغداد، فحنّ إلى وطنه وذكر أحدا وغيره من نواحي المدينة، فقال: نفى النوم عنّي، فالفؤاد كئيب، نوائب همّ، ما تزال تنوب وأحراض أمراض ببغداد جمّعت عليّ، وأنهار لهنّ قسيب وظلّت دموع العين تمرى غروبها، من الماء، دارأت لهنّ شعوب وما جزع من خشية الموت أخضلت دموعي، ولكنّ الغريب غريب ألا ليت شعري، هل أبيتنّ ليلة بسلع، ولم تغلق عليّ دروب؟ وهل أحد باد لنا وكأنّه. .. حصان، أمام المقربات، جنيب!يخبّ السّراب الضّحل بيني وبينه، . .. فيبدو لعيني تارة، ويغيب فإن شفائي نظرة، إن نظرتها إلى أحد، والحرّتان قريب وإني لأرعى النّجم، حتى كأنني، على كل نجم في السماء، رقيب وأشتاق للبرق اليمانيّ، إن بدا، وأزداد شوقا أن تهبّ جنوب وقال ابن أبي عاصية السّلمي، وهو عند معن بن زائدة باليمن، يتشوّق المدينة: أهل ناظر من خلف غمدان مبصر ذرى أحد، رمت المدى المتراخيا فلو أنّ داء اليأس بي، وأعانني طبيب بأرواح العقيق شفانيا وكان الياس بن مضر قد أصابه السّلّ، وكانت العرب تسمّي السّل داء اليأس.
[معجم البلدان]
أَحَدٌ
بالتحريك، يجوز أن يكون بمعنى أحد الذي هو أوّل العدد، وأن يكون بمعنى أحد الذي هو بمعنى كتيع وأرم وعريب، فتقول: ما بالدار أحد، كما تقول: ما بالدار كتيع، ولا بالدار عريب. قيل: هو موضع بنجد، وقيل الأحدّ، بتشديد الدال: جبل له ذكر في شعرهم.
[معجم البلدان]
احِدٌ
بلفظ العدد ال جبل لكلب، قال عمرو ابن العدّاء الاجداري ثم الكلبي: ألا ليت شعري هل أبيتنّ ليلة بإنبط أو بالروض شرقيّ واحد بمنزلة جاد الربيع رياضها، . .. قصير بها ليل العذارى الرواقدوحيث ترى الجرد الجياد صوافنا. .. يقوّدها غلماننا بالقلائد
[معجم البلدان]
باب أحد وأحد
أما اْلأَوَّلُ بِضَمِّ الْهَمْزَة والحاء المُهْمَلَة -: الجَبَلُ المشهور بالمدينة وعنده كانت الوقعة الفظيعة التي قُتل فيها حَمْزَةُ وسبعون من المُسلمين، وفي الحديث قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (هَذا جَبَلٌ يُحِبُّنا ونُحِبُّهُ). 26 -
[الأماكن، ما اتفق لفظه وافترق مسماه للحازمي]
أحد
جبل بظاهر مدينة النبي
ﷺ في شمالها على مقدار ستة أميال وهو أقرب الجبال إليها، وهو مطل على أرض فيها مزارع وضياع كثيرة لأهل المدينة، وفيه قال النبي
ﷺ: " هذا جبل يحبنا ونحبه ". ولما خرج النبي
ﷺ إلى غزوة أحد نزل الشعب من أحد في عدوة الوادي إلى الجبل، فجعل عسكره وظهره إلى أحد؛ قيل سمي بهذا الاسم لتوحده وانقطاعه عن جبال أخر هنالك؛ قيل: أراد بقوله صلى وسلم الله عليه " يحبنا ونحبه " أهله وهم الأنصار، وقيل: لأنه كان ينشرح إذا رآه عند قدومه من أسفاره بالقرب من أهله ولقائهم وذلك فعل المحب؛ وقيل: بل حبه حقيقة وضع الحب فيه كما وضع التسبيح في الجبال المسبحة مع داود عليه السلام وكما وضعت الخشية في الحجارة التي قال الله تعالى فيها " وان منها لما يهبط من خشية الله " وفي بعض الآثار المسندة أن أحداً يوم القيامة عند باب الجنة من داخلها، وفي بعضها أنه ركن لباب الجنة. وعند أحد كانت الوقعة بين النبي
ﷺ وقريش في سنة ثلاث في شوال بعد بدر بسنة، حضرها من المسلمين ستمائة رجل وكانت قريش في ثلاثة آلاف فيهم سبعمائة دارع، وقتل فيها حمزة عم النبي
ﷺ، قتله وحشي، وحكى وحشي بعد أن أسلم، قال: جئت فشهدت شهادة الحق عند رسول الله
ﷺ فقال: " اجلس فحدثني "، فحدثته كيف قتلت حمزة، فقال: " غيب وجهك عني فلا أراك "، وفي قصة أحد نزلت الآيات من سورة آل عمران " وإذ غدوت من أهلك تبوئ المؤمنين مقاعد للقتال " إلى آخر الآيات، ووقف النبي
ﷺ على حمزة
رضي الله عنه، وقد مثل به، فقال
ﷺ: " لولا جزع النساء لتركته حتى يحشر من حواصل الطير وبطون السباع فيكون أعظم لأجره وأفضل لدرجته في الجنة " ثم بكى حتى اغرورقت عيناه واخضلت لحيته من دموعه، وبكى الناس لبكائه وكثر الضجيج، فهبط جبريل
عليه الصلاة والسلام فعزاه به وقال: يا محمد قد بكى لبكائك أهل السموات ولعنوا قاتل عمك، والله
عز وجل يقول " وللآخرة خير لك من الأولى " و " العاقبة للمتقين "، فاسترجع رسول الله
ﷺ ثم أمر بالقتلى فجعل يصلي عليهم وجعل يضع تسعة وحمزة فيكبر عليهم سبع تكبيرات ثم يرفعون ويترك حمزة
رضي الله عنه، ثم يجاء بتسعة كذلك حتى فرغ منهم
ﷺ، فلما دخل
ﷺ المدينة سمع النياحة في دور الأنصار والبكاء، فقال: لكن حمزة لا بواكي له، فمن أجل ذلك يبدأ في المدينة ومكة بحمزة قبل ميتهم.
[الروض المعطار في خبر الأقطار]
أحد
بِضَمِّ الْهَمْزَةِ وَالْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ، وَآخِرُهُ دَالٌ مُهْمَلَةٌ: تَرَدَّدَ كَثِيرًا فِي السِّيرَةِ وَإِلَيْهِ تُنْسَبُ إحْدَى غَزَوَاتِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، غَزْوَةُ أُحُدٍ فِي السَّنَةِ الثَّالِثَةِ لِلْهِجْرَةِ. وَهُوَ مِنْ أَشْهَرِ جِبَالِ الْعَرَبِ، يُشْرِفُ عَلَى الْمَدِينَةِ مِنْ الشَّمَالِ، يُرَى بِالْعَيْنِ، وَلِأَهْلِ الْمَدِينَةِ بَهْ وَلَعٌ وَحُبٌّ، وَهُمْ يُسَمُّونَهُ «حِنٌّ» مِنْ بَابِ التَّدْلِيلِ! وَقَدْ وَرَدَتْ فِي فَضْلِهِ أَحَادِيثُ، وَلَوْنُهُ أَحْمَرُ جَمِيلٌ، وَهُوَ دَاخِلٌ فِي حُدُودِ حَرَمِ الْمَدِينَةِ.
[معجم المعالم الجغرافية في السيرة النبوية]