إِخْمِيم
بالكسر، ثم السكون، وكسر الميم، وياء ساكنة، وميم أخرى: بلد بالصعيد في الإقليم الثاني، طوله أربع وخمسون درجة، وعرضه أربع وعشرون درجة وخمسون دقيقة، وهو بلد قديم على شاطئ النيل بالصعيد، وفي غربيّه جبل صغير، من أصغى إليه بأذنه سمع خرير الماء، ولغطا شبيهابكلام الآدميين، لا يدرى ما هو. وباخميم عجائب كثيرة قديمة، منها البرابي وغيرها. والبرابي أبنية عجيبة فيها تماثيل وصور، واختلف في بانيها، والأكثر الأشهر أنها بنيت في أيام الملكة دلوكة، صاحبة حائط العجوز، وقد ذكرت ما بلغني من خبرها، وكيفية بنائها، والسبب فيه في البرابي من هذا الكتاب، وهو بناء مسقف بسقف واحد، وهو عظيم السعة، مفرطها، وفيه طاقات ومداخل، وفي جدرانه صور كثيرة، منها صور الآدميين، وحيوان مختلف، منه ما يعرف، ومنه ما لا يعرف، وفي تلك الصور، صورة رجل لم ير أعظم منه، ولا أبهى، ولا أنبل، وفيها كتابات كثيرة، لا يعلم أحد المراد بها، ولا يدرى ما هي، والله أعلم بها. وينسب إليها ذو النون بن ابراهيم الإخميمي المصري الزاهد، طاف البلاد في السياحة، وحدّث عن مالك بن أنس، والليث بن سعد، وفضيل بن عياض، وعبد الله بن لهيعة، وسفيان بن عيينة، وغيرهم، روى عنه الجنيد بن محمد وغيره، وكان من موالي قريش، يكنّى أبا الفيض، قال: وكان أبوه ابراهيم نوبيّا. وقال الدارقطني: ذو النون بن ابراهيم روى عن مالك أحاديث في أسانيدها نظر، وكان واعظا، وقيل: إن اسمه ثوبان، وذو النون لقب له، ومات بالجيزة من مصر، وحمل في مركب حتى عدي به خوفا عليه من زحمة الناس على الجسر، ودفن في مقابر المعافر، وذلك في ذي القعدة سنة 246، وله أخ اسمه ذو الكفل. وإخميم أيضا: موضع بأرض العرب، قال أبو عبد الله محمد بن المعلّى بن عبد الله الأزدي في شرحه لشعر تميم بن أبيّ بن مقبل، وذكر اسماء جاءت على وزن إفعيل، فقال: وإخميم موضع غوريّ نزله قوم من عنزة، فهم به إلى اليوم، قال شاعر منهم: لمن طلل عاف بصحراء إخميم، عفا غير أوتاد وجون يحاميم
[معجم البلدان]
إخميم
بلدة صغيرة عامرة بالنخيل والزروع على النيل الشرقي. من عجائبها الجبل الذي في غربيها، من أصغى إليه سمع صوتاً كخرير الماء ولغطاً شبيهاً بكلام، ولم تعرف حقيقة ذلك. وبها البرابي التي هي من عجائب مصر. والبربا عبارة عن بيت عمل فيه شجر أو طلسم. وبربا اخميم بيت فيه صور ثابتة في الحجارة بادية إلى الآن موجود. ذكر في كتاب أخبار مصر انه لما أغرق الله تعالى فرعون وجنوده في البحر، خلت مصر عن الرجال الأجناد. وكانت امرأة من بيت الفراعنة يقال لها دلوكة أرادت أن يبقى عليها اخميم، لا يطمع فيها الملوك لعدم الأجناد. وكان في زمانها ساحرة يقدمها سحرة مصر في علم السحر، يقال لها تدورة، فقالت لها دلوكة: احتجنا إليك في شيء تصنعينه يكون حرزاً لبلادنا ممن يرومه من الملوك، إذ بقينا بغير رجال. فأجابتها إلى ما أرادت وصنعت لها بربا، وهو بيت له أربعة أبواب إلى أربع جهات، وصورت فيها السفن والرجال والخيل والبغال والحمير وقالت: قد عملت لك شيئاً يغنيك عن الرجال والسلاح والحصن، فإن من أتاكم من البر يكون على الخيل والبغال والحمير، وان من أتاكم من البحر يكون في السفن، فعند ذلك تحركت الصور التي هي مثلهم وتشاكلهم فما فعلتم بالصور أصابهم مثل ذلك في أنفسهم. فكان بعد ذلك إذا أتاهم عدو تحركت الصور فقطعوا سوق الدواب، وفقأوا عيون الرجال وبقروا بطونهمفيصيبهم مثل ذلك. وهذه الحكاية وإن كانت شبه الخرافات لكنها في جميع كتب أخبار مصر مكتوبة والبيت باق إلى الآن. وينسب إليها أبو الفيض ذو النون المصري ابن إبراهيم الاخميمي. انه كان أوحد وقته علماً وورعاً وأدباً. وله حالات عجيبة أعجب من البرابي، حكى سالم بن عبد الله المغربي قال: سألت ذا النون عن سبب توبته فقال: انه عجيب لا تطيقه! فقلت: وحق معبودك الا أخبرتني! فقال: خرجت من مصر أريد بعض القرى، فنمت في بعض الطريق ففتحت عيني، فإذا أنا بقنبرة عمياء سقطت من وكرها على الأرض، فانشقت الأرض فخرجت منها سكرجتان إحداهما ذهب والأخرى فضة، وفي إحداهما سمسم وفي الأخرى ماء، فجعلت تأكل من هذا وتشرب من هذا، فقلت: حبي لزمت الباب حتى قبلني. توفي سنة خمس وأربعين ومائتين. وحكى يوسف بن الحسين قال: بلغني أن ذا النون يعرف اسم الله الأعظم، فقصدت مصر وخدمته سنة ثم قلت له: أيها الأستاذ أثبت عليك حق الخدمة، أريد أن تعرفني اسم الله الأعظم ولا تجد له موضعاً مثلي. فسكت حتى أتى على هذا ستة أشهر، ثم أخرج لي يوماً طبقاً ومكنةً مشدوداً في منديل، وكان ذو النون بالجيزة، قال لي: أتعرف صديقنا فلاناً بالفسطاط؟ قلت: نعم. قال: أريد أن تؤدي إليه هذا. قال: فأخذت الطبق وامشي طول الطريق وأتفكر في ذلك، فلم أصبر حتى حللت المنديل ورفعت المكنة، فإذا فأرة على الطبق أفلتت ومرت فاغتظت من ذلك وقلت له: إنه يسخر بي! فرجعت إليه مغتاظاً، فلما رآني عرف ما في وجهي فقال: يا أحمق ائتمنتك على فأرة فخنتني! أفآتمنك على اسم الله الأعظم؟ مر عني لا أراك.
[آثار البلاد وأخبار العباد]
إخميم
بالكسر، ثم السكون، وكسر الميم، وياء ساكنة، وميم أخرى: بلد بصعيد مصر، على شاطىء النيل، فى غربيّه جبل من أصغى إليه بأذنه سمع خرير الماء ولفظا شبيها بكلام الآدميين، لا يدرى ما هو. وفيه عجائب كثيرة منها البرابى، وهى أبنية قديمة فيها تماثيل وصور، منها ذو النون المصرى.
[مراصد الاطلاع على اسماء الامكنة والبقاع]