الأُرْبُسُ
بالضم ثم السكون والباء الموحدة مضمومة وسين مهملة: مدينة وكورة بافريقية، وكورتها واسعة، واكثر غلّتها الزعفران، وبها معدن حديد، وبينها وبين القيروان ثلاثة أيام من جهة المغرب، قال أبو عبيد البكري: الأربس مدينة مسوّرة، لها ربض كبير، ويعرف ببلد العنبر، وإليها سار إبراهيم بن الأغلب، حين خرج من القيروان في سنة 196، وزحف إليها أبو عبد الله الشيعي ونازلها، وبها جمهور أجناد إفريقية، مع إبراهيم بن الأغلب، ففرّ عنها في جماعة من القوّاد والجند إلى طرابلس، ودخلها الشيعيّ عنوة، ولجأ أهلها ومن بقي فيها من فلّ الجند إلى جامعها، فركب بعض الناس بعضا، فقتلهم الشيعيّ أجمعين، حتى كانت الدماء تسيح من أبواب الجامع، كسيلان الماء بوابل الغيث، وكان في المسجد ألوف، وكان ذلك من أول العصر إلى آخر الليل، وإلى هذا الوقت، كانت ولاية بني الأغلب لأفريقية، ثم انقرضت، وينسب إليها أبو طاهر الأربسي الشاعر من أهل مصر، وهو القائل لابن فياض سليمان: وقانا الله شرّة لحية لي ست تساوي، في نفاق الشّعر، بعره ويعلى بن إبراهيم الأربسي شاعر مجوّد، ذكره ابن رشيق في الأنموذج، وذكر ان وفاته كانت بمصر في سنة 418، وقد أربى على الستين.
[معجم البلدان]
الأربس (1)
مدينة بينها وبين قيروان إفريقية مسيرة ثلاثة أيام وبينها وبين باجة مرحلتان، وهي في وطاء من الأرض، بوسطها عين جارية لا تجف منها شرب أهلها وماؤها صحيح، وبها معدن حديد ولا شجر بها إنما هي مزارع الحنطة والشعير ويدخر منها الكثير، وهي مدينة مسورة ولها ربض كبير وبأرضها يكون أطيب الزعفران، وتعرف ببلد العنبر، وإليها سار إبراهيم بن الأغلب حين خرج من القيروان، وفي سنة ست وتسعين ومائتين زحف إليها أبو عبد الله الشيعي فنازلها وبها جمهور أجناد إفريقية مع إبراهيم ففر عنها إبراهيم في جماعة من القواد والجند إلى طرابلس، ودخلها الشيعي أبو عبد الله عنوة، ولجأ أهلها ومن بقي فيها من الجند إلى جامعها وقيل إنه قتل بداخل المسجد ثلاثون ألفاً وذلك من وقت صلاة العصر إلى آخر الليل، فكانت ولاية بني الأغلب بإفريقية مائة سنة وإحدى عشرة سنة، ومدينة الأربس في وطاء من الأرض (2) وعليها سور تراب وهي على اثني عشر ميلاً من مدينة أبة وهي بغربي الأربس. (1) الإدريسي (د) : 117، ونزهة المشتاق: 86، والبكري: 46 (اربس). (2) كذلك أورده مكرراص، وكله عن نزهة المشتاق.
[الروض المعطار في خبر الأقطار]