مهنا (الثاني) بن عيسى بن مهنا ابن مانع الطائي، حسام الدين، من آل...
مُهَنَّا بن عِيسى
[الأعلام للزركلي]
مهنا (الثاني) بن عيسى بن مهنا ابن مانع الطائي، حسام الدين، من آل فضل، ويلقب سلطان العرب: أمير بادية الشام، وصاحب (تدمر). وآل فضل من طيِّئ، ازداد عددهم بانضمام أحياء من زبيد وكلب وهذيل ومذحج إليهم، يتنقلون بين الشام والجزيرة ونجد، طلبا للمراعي. واتصلوا بالحكومات في بدء عهد الدولة الأيوبية، فكانت توليهم على أحياء العرب وحفظ السابلة بين الشام والعراق. وكانت إمارة صاحب الترجمة بعد وفاة أبيه (سنة 683 هـ ولاه السلطان المنصور قلاوون. واستمر إلى أن سار الأشرف بن قلاوون إلى الشام ونزل حمص، فوفد عليه مهنا في جماعة من قومه، فقبض عليه الأشرف وأرسله إلى مصر (سنة 692) فحبس بها إلى أن أفرج عنه العادل كتبغا (سنة 694) فرجع إلى إمارته. وأرسل ابنه (موسى) إلى ملك التتر (خربنده) في العراق، مع (قراسنقر) وجماعته وهم فارون من السلطان الناصر محمد بن قلاوون فأكرمهم خربنده، وأرسل إلى مهنا أموالا وخلعا وأعطاه البلاد الفراتية. وعلم الناصر بهذا، فأمر بعزله من الإمارة (سنة 712) وتولية أخيه (فضل) مكانه. وتوجه مهنا إلى خربنده (سنة 716) فقرر معه أمر الركب العراقي. وعاد إلى تدمر. وأظهر الناصر (وهو بمصر) رغبته بحضوره إليه فتمهل مهنا وسوّف واكتفى بأن كان يرسل إليه إخوته وأولاده، والناصر يغدق عليهم إنعامه، والمراسلات بينه وبين الناصر لا تنقطع. وأعيد إلى إمارته (سنة 717) ولكن السلطان ما لبث أن سخط عليه، لصلته بالتتر فطرد آل فضل من البلاد (سنة 720) فابتعد بهم مهنا عن الحواضر. ثم توسّل بالملك الأفضل صاحب حماة، فصفح الناصر عنه ورد إليه إقطاعه، فعاد وأخلص الولاء لأصحاب مصر. ومات بالقرب من سلمية، وقد أناف على الثمانين. قال الذهبي: كان وقورا متواضعا، لا يحفل بملبس، ديّنا حليما ذا مروءة وسؤدد. وقال ابن كثير: كان يحب الشيخ تقي الدين ابن تيمية حبا زائدا، هو وذريته وعربه، وله عندهم منزلة وحرمة وإكرام، يسمعون قوله ويمتثلون، وهو الّذي نهاهم أن يغير بعضهم على بعض، وعرفهم أن ذلك حرام، وللشيخ في ذلك مصنف جليل 1. ابن خلدون 5: 438 وصبح الأعشى 4: 206 والدرر الكامنة 4: 368 - 370 والبداية والنهاية 14: 172 وغربال الزمان - خ. وعرفه بملك عرب الشام. وتاريخ العراق بين احتلالين 1: 429، 515 والسلوك للمقريزي 1: 784، 803 وراجع عشائر الشام 1: 101 - 104 وفيه: . قلت: في أخباره وتواريخها اختلاف بين المصادر، لصعوبة استقراء أخبار البادية في ذلك العصر وكل عصر.