إِسْبِيْلُ
بالكسر ثم السكون، وكسر الباء الموحدة، وياء، ولام: حصن بأقصى اليمن، وقيل: حصن وراء النّجير، قال الشاعر يصف حمارا وحشيّا: بإسبيل كان بها برهة، من الدهر، لم ينبحنه الكلاب وهذا صفة جبل لا حصن، وقال ابن الدّمينة: إسبيل جبل في مخلاف ذمار، وهو منقسم بنصفين، نصفه إلى مخلاف رداع ونصف إلى بلد عنس، وبين إسبيل وذمار أكمة سوداء بها حمّة تسمى حمّام سليمان والناس يستشفون به من الأوصاب والجرب وغير ذلك. حدّث مسلم بن جندب الهذلي، قال: إني لمع محمد بن عبد الله النّميري ثم الثّقفي بنعمان، وغلام يشتد خلفه يشتمه أقبح شتم، فقلت له: من هذا؟ فقال: الحجاج بن يوسف، دعه فإني ذكرت أخته في شعري، فأحفظه ذلك، فلما بلغ الحجاج ما بلغ، هرب منه إلى اليمن ولم يجسر على المقام بها فعبر البحر، وقال: أتتني عن الحجاج، والبحر دوننا، عقارب تسري، والعيون هواجع فضقت به ذرعا وأجهشت خيفة، ولم آمن الحجاج، والأمر فاظع وجلّ به الخطب الذي جاءني به سميع، فليست تستقرّ الأضالع فبتّ أدير الرأي والأمر، ليلتي، وقد أخضلت خدي الدموع الدوافع فلم أر خيرا لي من الصبر، إنه أعفّ وخير إذ عرتني الفجائع وما أمنت نفسي الذي خفت شرّه، ولا طاب لي، مما خشيت، المضاجع إلى أن بدا لي حصن إسبيل طالعا، وإسبيل حصن لم تنله الأصابع فلي عن ثقيف، إن هممت بنجوة، مهامه تعمى بينهنّ الهجارع وفي الأرض ذات العرض عنك، ابن يوسف، إذا شئت منّا، لا أبا لك، واسع فإن نلتني، حجاج، فاشتف جاهدا، فإنّ الذي لا يحفظ الله، ضائع وكان عاقبة أمره أن عبد الملك بن مروان أجاره من الحجاج في قصة فيها طول ذكرتها في كتاب معجم الشعراء بتمامها.
[معجم البلدان]