أَيْلَة
بالفتح: مدينة على ساحل بحر القلزم مما يلي الشام، وقيل: هي آخر الحجاز وأول الشام، واشتقاقها قد ذكر في اشتقاق إيلياء بعده، قال أبو زيد: أيلة مدينة صغيرة عامرة بها زرع يسير، وهي مدينة لليهود الذين حرّم الله عليهم صيد السمك يوم السبت فخالفوا فمسخوا قردة وخنازير، وبها في يد اليهود عهد لرسول الله،
ﷺ، وقال أبو المنذر: سميّت بأيلة بنت مدين بن إبراهيم، عليه السلام، وقال أبو عبيدة: أيلة مدينة بين الفسطاط ومكة على شاطئ بحر القلزم تعدّ في بلاد الشام، وقدم يوحنّة بن رؤبة على النبي،
ﷺ، من أيلة وهو في تبوك فصالحه على الجزية وقرّر على كل حالم بأرضه في السنة دينارا فبلغ ذلك ثلاثمائة دينار، واشترط عليهم قرى من مرّ بهم من المسلمين وكتب لهم كتابا أن يحفظوا ويمنعوا، فكان عمر بن عبد العزيز لا يزداد على أهل أيلة عن الثلاثمائة دينار شيئا، وقال أحيحة بن الجلاح يرثي ابنه: ألا إن عيني بالبكاء تهلّل، جزوع صبور كلّ ذلك يفعل فإن تعتريني بالنهار كآبة، فليلي إذا أمسى أمرّ وأطول فما هبرزيّ من دنانير أيلة، بأيدي الوشاة، ناصع يتأكّل بأحسن منه يوم أصبح غاديا، ونفّسني فيه الحمام المعجّل الوشاة الضّرّابون، وناصع مشرق، ويتآكل أي يأكل بعضه بعضا من حسنه، وقال محمد بن الحسن المهلّبي: من الفسطاط إلى جبّ عميرة ستّة أميال، ثم إلى منزل يقال له عجرود، وفيه بئر ملحة بعيدة الرشاء، أربعون ميلا، ثم إلى مدينة القلزم خمسة وثلاثون ميلا، ثم إلى ماء يعرف بثجر يومان، ثم إلى ماء يعرف بالكرسيّ فيه بئر رواء مرحلة، ثم إلى رأس عقبة أيلة مرحلة، ثم إلى مدينة أيلة مرحلة، قال: ومدينة أيلة جليلة على لسان من البحر الملح وبها مجتمع حج الفسطاط والشام، وبها قوم يذكرون أنهم من موالي عثمان بن عفان، ويقال: إن بها برد النبي،
ﷺ، وكان قد وهبه ليوحنّة بن رؤبة لما سار إليه إلى تبوك، وخراج أيلة ووجوه الجبايات بها نحو ثلاثة آلاف دينار، و في الإقليم الثالث وعرضها ثلاثون درجة، وينسب إلى أيلة جماعة من الرّواة، منهم: يونس بن يزيد الأيلي صاحب الزّهري، توفي بصعيد مصر سنة 152، وإسحاق بن إسماعيل بن عبد الأعلى بن عبد الحميد بن يعقوب الأيلي، روى عن سفيان بن عيينة وعن عبد المجيد بن عبد العزيز بن روّاد، حدّث عنه النسائي، مات بأيلة سنة 258، وحسّان بن أبان ابن عثمان أبو علي الأيلي ولي قضاء دمياط وكان يفهم ما يحدّث به، وتوفي بها سنة 322، وأيلة أيضا: موضع برضوى وهو جبل، قال ابن حبيب: أيلة من رضوى وهو جبل ينبع بين مكة والمدينة، وهو غير المدينة المذكورة هذا لفظه، وأنشد غيره يقول: من وحش أيلة موشيّ أكارعه والوحش لا ينسب إلى المدن وقال كثيّر: رأيت، وأصحابي بأيلة، موهنا، وقد غار نجم الفرقد المتصوّب لعزّة نارا ما تبوخ، كأنها إذا ما رمقناها من البعد كوكب تعجّب أصحابي لها، حين أوقدت، وللمصطليها آخر الليل أعجب إذا ما خبت من آخر الليل خبوة أعيد لها بالمندليّ، فتثقب ومما يدلّ على أن أيلة جبل، قول كثيّر أيضا: ولو بذلت أمّ الوليد حديثها لعصم برضوى، أصبحت تتقرّب تهبّطن من أركان ضاس وأيلة إليها، ولو أغرى بهنّ المكلّب
[معجم البلدان]
أيلة
مدينة على ساحل بحر القلزم مما يلي الشام، كانت مدينة جليلة في زمن داود، عليه السلام، والآن يجتمع بها حجيج الشام ومصر من جاء بطريق البحر، وهي القرية التي ذكرها الله تعالى حاضرة البحر. كان أهلها يهوداً حرم الله تعالى عليهم يوم السبت صيد السمك، وكانت الحيتان تأتيهم يوم السبت شرعاً بيضاً سماناً كأنها الماخض حتى لا يرى وجه الماء لكثرتها، ويوم لا يسبتون لا تأتيهم. فكانوا على ذلك برهة من الدهر، ثم إن الشيطان وسوس إليهم وقال: إنما نهيتم عن صيدها يوم السبت فاتخذوا حياضاً حول البحر، وسوقوا إليها الحيتان يوم السبت، فتبقى فيها محصورة واصطادوا يوم الأحد، وفي غير يوم السبت لا يأتيهم حوت واحد، ففعلوا ما أمرهم الشيطان خائفين. فلما رأوا أن العذاب لا يعاجلهم أخذوا وأكلوا وملحوا وباعوا. وكان أهل القرية نحواً من سبعين ألفاً فصاروا أثلاثاً: ثلث ينهون القوم عن الذنب، وثلث قالوا: لم تعظون قوماً الله مهلكهم أو معذبهم؟ وثلث يباشرون الخطيئة. فلما تنبهوا قال الناهون: نحن لا نساكنكم. فقسموا القرية للناهين باب وللمتعدين باب، ولعنهم داود، عليه السلام. فأصبح الناهون ذات يوم في مجالسهم لم يروا من المتعدين أحداً، فقالوا: إن للقوم شأناً، لعل الخمر غلبتهم! فعلوا الجدار ونظروا فإذا هم قردة فدخلوا عليهم، والقردة تعرف أنسابها والأنساب لا يعرفونها. فجعلت القردة تأتي نسيبها من الانس فتشم ثيابه وتذرف دمعة، فيقول نسيبها: ألم أنهك عن السوء؟ فتشير القردة برأسها يعني نعم. ثم ماتت بعد ثلاثة أيام.
[آثار البلاد وأخبار العباد]
باب أبلة وأيلة وأثلة
أما اْلأَوَّلُ بِضَمِّ الْهَمْزَة والباء المُعْجَمَة بواحدةٍ، وتَشْدِيْدِ اللاَّمِ: فالبلدُ المعروف قُربَ الْبَصْرَة في جانبها البحريِّ، وهو أقدمُ من الْبَصْرَة، وقال الأصمعيُّ: هو اسم نبطيٌّ. ويُنْسَبُ إِلَيْهِ نفرٌ من رواة الحديث، منهم شيبان بن فروخ الأُبليُّ. وأما الثَّاني بِفَتْحِ الْهَمْزَة وسكون الياء المُعْجَمَة باثنتين من تحتها، وتخفيف اللام فهي بلدةٌ بحريةٌ أيضاً، وقيل: هي آخرُ الحِجاز وأول الشام. ويُنْسَبُ إليها جَمَاعَة من المتقدمين نحو يونس بن يزيد الأيليِّ، وعُقيل بن خالدٍ وَغَيْرِهِمَا. وأما الثَّالِثُ على وزن ما قبلهُ غير بدل الياءِ ثاءً مثلثة: مَوْضِعٌ حجازي من ناحية المدينة قال قيس بن الخطيم: بَل لَيْتَ أَهْلِيْ وأَهْلَ أَثْلَةَ في. . . دَارٍ قَريْبٍ مِنْ حَيْثُ نخْتَلِفُ
[الأماكن، ما اتفق لفظه وافترق مسماه للحازمي]
أيلة (1)
في طريق مكة، حاطها الله، من مصر، وهي أول حد الحجاز، وهي مدينة جليلة القدر على ساحل البحر الملح بها يجتمع حاج مصر والمغرب، وبها التجارة الكثيرة وأهلها أخلاط من الناس. وسميت بأيلة بنت مدين قالوا: وهي القرية التي كانت حاضرة البحر المذكورة في القرآن. قال ابن إسحاق (2): ولما انتهى رسول الله
ﷺ إلى تبوك أتاه يحنة بن رؤبة صاحب أيلة فصالح رسول الله
ﷺ وأعطاه الجزية وكتب له كتاب أمنه هو مذكور في سير ابن إسحاق. وروى أبو حميد الساعدي في خبر تبوك أن صاحب أيلة أهدى للنبي
ﷺ بغلة بيضاء وكساه برداً وكتب له. وتسير من أيلة فتلقى العقبة التي لا يصعدها راكب لصعوبتها ولا تقطع إلا في طول اليوم لطولها ثم تسير مرحلتين في فحص التيه، وأيلة حد مملكة الروم في الزمن الغابر وعلى ميل منها باب معقود لقيصر قد كان مسلحة يأخذون عنده المكوس ومن أيلة إلى بيت المقدس ست مراحل، والطور الذي كلم الله تعالى عليه موسى عليه السلام على يوم وليلة من أيلة، وينزلها اليوم قوم من بني أمية وأكثرهم موالي عثمان
رضي الله عنه كانوا سقاة الحاج، وبها علم كثير وآداب ومتاجر وأسواق عامرة، وهي كثيرة النخل والزرع واصلح عقبة أيلة فائق مولى خمارويه بن أحمد بن طولون وسوى طريقها وردم ما استرم فيها، وبأيلة أسواق ومساجد، وفيها كثير من اليهود يزعمون أن عندهم برد النبي
ﷺ وأنه وجهه إليهم أماناً وهم يظهرونه رداء عدنياً ملفوفاً في الثياب قد أبرز منه مقدار شبر فقط. ثم أصلحها السلطان الأشرف قانصوه الغوري آخر ملوك الجراكسة من جملة ما أصلح في طريق الحجاج في أواخر عمره قبل العشرين والسبعمائة (3). (1) رحلة الناصري: 201 - 202. (2) ابن هشام 2: 525. (3) ما بين معقفين سقط من ع، وقد نقله الناصري؛ اقرأ ((والتسعمائة)).
[الروض المعطار في خبر الأقطار]
أيلة
بِفَتْحِ الْهَمْزَةِ وَسُكُونِ الْمُثَنَّاةِ تَحْتُ وَفَتْحِ اللَّامِ وَهَاءٍ: جَاءَتْ فِي النَّصِّ الَّذِي ذَكَرْنَاهُ فِي «الْكَوْثَرِ»، وَذِكْرُهَا فِي كُتُبِ التَّارِيخِ مُسْتَفِيضٌ، وَتُعْرَفُ الْيَوْمَ بِاسْمِ «الْعَقَبَةِ» مِينَاءُ الْمَمْلَكَةِ الْأُرْدُنِّيَّةِ الْهَاشِمِيَّةِ، عَلَى رَأْسِ خَلِيجٍ يُضَافُ إلَيْهَا «خَلِيجُ الْعَقَبَةِ»، وَهِيَ عَامِرَةٌ كَثِيرَةُ التِّجَارَةِ مِينَاؤُهَا يَزْدَحِمُ بِالسُّفُنِ، وَبِهَا فَنَادِقُ وَمُتَنَزَّهَاتٌ عَلَى الشَّاطِئِ وَخَلِيجُ الْعَقَبَةِ أَحَدُ شُعْبَتَيْ الْبَحْرِ الْأَحْمَرِ. وَقَدْ أَفَضْت الْحَدِيثَ عَنْهَا وَخَلِيجِهَا وَالْبَحْرِ الْأَحْمَرِ فِي «مُعْجَمِ مَعَالِمِ الْحِجَازِ». وَلَهَا ذِكْرٌ فِيمَا قَدَّمْنَا فِي رَسْمِ (جَرْبَاءَ). وَكَانَ الِاسْمُ يُطْلَقُ عَلَى كَعْبَةٍ كَأَدَاءِ تَأْتِي الْمَدِينَةَ مِنْ الْجَنُوبِ، وَكَانَ فَمُهَا يُسَمَّى الْبُوَيْبُ، ثُمَّ أُضِيفَتْ الْمَدِينَةُ إلَى تِلْكَ الْعَقَبَةِ، فَقِيلَ: مَدِينَةُ الْعَقَبَةِ، وَكَانَ الْبُوَيْبُ سَنَةَ 1379 هـ الْحَدُّ الْفَاصِلُ بَيْنَ الْمَمْلَكَتَيْنِ الْأُرْدُنِّيَّةِ وَالسُّعُودِيَّةِ، فَكَانَ الْمِخْفَرُ السُّعُودِيُّ بِجَانِبِهِ الْقِبْلِيِّ، وَكَانَ الْمِخْفَرُ الْأُرْدُنُّيُّ بِجَانِبِهِ الشَّمَالِيِّ، وَكُنْت أَتَرَدَّدُ آنَذَاكَ عَلَى الْعَقَبَةِ، ثُمَّ عُدِّلَتْ الْحُدُودُ بَيْنَ الدَّوْلَتَيْنِ فَدَخَلَ فِي الْأُرْدُنِّ.
[معجم المعالم الجغرافية في السيرة النبوية]
أيلة
بالفتح: مدينة على ساحل بحر القلزم مما يلى الشام. قيل هى آخر الحجاز وأول الشام. وهى مدينة اليهود الذين اعتدوا فى السبت، وإليها يجتاز حجاج مصر. وأيلة: موضع برضوى، وهو جبل ينبع بين مكة والمدينة.
[مراصد الاطلاع على اسماء الامكنة والبقاع]