بَنَارِقُ
بالفتح، وكسر الراء، وقاف: قرية بين بغداد والنّعمانية مقابل دير قنّى من أعمال نهر مارى على دجلة، وهي الآن خراب، وكان السبب في خرابها مداومة العساكر السلجوقية ومرورهم عليها ونزولهم فيها، حدثني صديقنا أبو بكر عتيف بن أبي بكر مظفر بن علي البنارقي المقري النحوي قال: حدثني جدي لأمي أبو الحسن دنينة وزوجته مباركة البنارقيّان وجماعة كثيرة من أهل قريتنا بنارق أنه لما استمرّ تطرّق العساكر لقريتنا أجمعنا على الرحيل عنها وإخلائها، ونهيّأ لذلك إلى الليل، وكان قد بلغنا قرب العساكر منا، فلما كان الليل عبرنا دجلة لنجيء إلى دير قنّى لأنه ذو سور منيع إلى أن تتجاوزنا العساكر، ثم نمضي إلى حيث نريد من البلاد، وقد استصحبنا ما خف من أمتعتنا على أكتافنا ودوابّنا، فتأمّلنا فإذا نيران عظيمة ومشاعل جمّة ملء البريّة، فظنناها مشاعل العساكر، فندمنا وقلنا: ما صنعنا شيئا، لو أقمنا بقريتنا كان أرفق لنا لأنه كان يمكننا أن نخفي ما معنا هناك، فالآن قد جئناهم بأموالنا وسلّمناها إليهم بأيدينا، فبينما نحن نتشاور وإذ تلك النيران قد دهمتنا وغشيتنا، فإذا هي سائرة بنفسها لا نرى لها حاملا، وسمعنا من خلالها أصواتا كالنياحة بأشجى صوت يقول: فلا بثقهم ينسدّ ولا نهرهم يجري، وخلّوا منازلهم وساروا مع الفجر (1) وهم ملحّون في موضعين، فعلمنا أنهم الجنّ، قال: وكان الأمر كما ذكرنا، فإن النهروان وأنهارا كثيرة فسدت ولم تتفرّغ الملوك لإصلاحها، فخربت البلاد إلى الآن، قال: وبتنا بدير قنّى ثم تفرّقنا في البلاد، فمنا من قصد بغداد ومنا من قصد واسط ومنا من استوطن غيرهما، وكان ذلك في حدود سنة 545.
[معجم البلدان]
بنارق
قرية بين بغداد والنعمانية مقابل دير قنى على دجلة، والآن خراب، ذكر أبو بكر النحوي البنارقي أن عساكر السلجوقية كثرت بطرقهم على قريتنا، والقرية لا سور لها، كلما جاؤوا دخلوا وثقلوا علينا، فأجمعنا على مفارقتها والعسكر قريب منا وتهيأنا لذلك إلى الليل لنعبر دجلة ونلتحق بدير قنى، فإنها كانت ذات سور، فاستصحبنا من أمتعتنا ما خف على الأكتاف ولدواب، فإذا نيران عظيمة ملأت البرية، فظنناها نار العسكر وندمنا على الخروج، وقلنا الآن يأخذون جميع ما معنا! ونحن في هذا الحديث والنيران قد دهمتنا، فإذا هي سائرة بنفسها ولا حامل لها، وسمعنا من خلالها أصواتاً حزينة كالنياحة، يقول بعضهم: فلا ثقبهم ينسدّ ولا ماؤهم يجري وخلّوا منازلهم وساروا مع الفجر فعلمنا أنهم الجن، وكان الأمر كما قالوا، فإن الأنهار فسدت، وما يفرغ الملوك لإصلاحها، وبقيت القرى إلى الآن خراباً، وذلك في سنة خمس وأربعين وخمسمائة.
[آثار البلاد وأخبار العباد]