خرخير (1) :
هو اسم ناحية تجاور الصين، وهي كثيرة الخصب والمساكن، مياههم كثيرة وأنهارهم جارية تجري إليهم من ناحية تخوم الصين، ولهم على نهرهم الأعظم أرحاء يطحنون بها الأرز والحنطة وسائر الحبوب كذلك، يطحنونها ويخبزونها ويأكلونها وقد يأكلونها طبيخاً دون طحن فيتقولون بذلك. وهذا الوادي ينبت على حافاته شجر العود، وفيه سمك يسمى الشطرون يفعل في الجماع ما يفعله السقنقور الذي يوجد في نيل مصر. والمدينة (2) التي يسنكها ملك خرخير مدينة حصينة لها سور منيع وخندق وفصيل كبير، وبقربها جزيرة الياقوت يحيط بها جبل مستدير صعب الصعود لا يقدر أحد على الوصول إليه إلا بعد جهد، ولا يقدر أحد على النزول إلى الجزيرة وبها حيات قتالة، وبأرضها حصى الياقوت كثير، وأهل تلك الناحية يتصيدون هذه اليواقيت بحيل يعرفونها. ومدن الخرخيرية كلها مجتمعة في موضع واحد من الأرض في، نحو ثلاث مراحل، وهي أربع مدن كبار، ولها أسوار منيعة، وأهلها أهل عدة وقوة وحمية. وتنتج في بلاد الخرخير الخيل والغنم والبقر، وخيلهم قصار الرقاب سمان، وهم يعلفونها للأكل والذبح، وأكثر تصرفهم وانتقالهم على البقر. ونساء الخرخير يتصرفن في جميع الأشغال، وليس للرجال تصرف في أكثر من الحرث والحصاد، والنساء يحجبن أطراف ثديهن لئلا تعظم وفيهن نزالة وشدة مثل الرجال، وهم يحرقون موتاهم ويلقون رمادهم في النهر ومن بعد منهم عن النهر أحرق ميته وذرى رماده في الريح. (1) نزهة المشتاق: 154، وابن الوردي: 55. (2) النقل مستمر عن نزهة المشتاق.
[الروض المعطار في خبر الأقطار]