البحث

عبارات مقترحة:

الرحمن

هذا تعريف باسم الله (الرحمن)، وفيه معناه في اللغة والاصطلاح،...

المجيد

كلمة (المجيد) في اللغة صيغة مبالغة من المجد، ومعناه لغةً: كرم...

العليم

كلمة (عليم) في اللغة صيغة مبالغة من الفعل (عَلِمَ يَعلَمُ) والعلم...


طارق (1) :

جبل طارق، فيه خرج طارق بن زياد ومنه افتتح الأندلس، وهو عند الجزيرة الخضراء، وبجبل طارق مرسى يكن من كل ريح، وبه غريبة، وهو غار هناك يعرف بغار الأقدام، يرى من البطحاء التي تلي الغار أثر قدم أبداً وليس هناك طريق ولا منفذ إلى غير الغار (2)، وقد مسحت تلك البطحاء وسويت، ثم أتوها من الغد فوجدوها فيها أثر القدم، جرب ذلك مراراً. وكان أحد خلفاء بني عبد المؤمن (3) أمر ببناء مدينة على جبل طارق، فندب إليها البناة والنجارين وقطاع الحجر للبنيان والجيار من كل بلدة وخطت فيه المدينة وقدم إليها من المال ما يعجز كثرة واتخذ فيها الجامع وقصراً له وقصوراً تجاوره للسادة بنيه، وتوالى العمل في ذلك وأقطع أعيان وجوه البلاد فيه منازل نظروا في بنائها بعد أن حفروا في سفح الجبل مواضع نبع فيها الماء وجمع بعضها إلى بعض حتى سال منها جدول عم المدينة لأنفسهم وماشيتهم من أعذب الماء وأطيبه، يصب في صحن عظيم اتخذ له، وأجري إلى الجنات المغترسة بها عن أمره، فللحين ما جاءت مدينة تفوت المدن حسناً وحصانة، لا يدخل إليها إلا من موضع واحد قد حصن بسور منيع من البنيان الرفيع، وسميت بمدينة الفتح، وقالت الشعراء بها، ثم جاز إليها في سنة ست وخمسين وخمسمائة، وورد الوفود عليه هناك فتلقاهم بالتكرمة، وفت ذلك في عضد العدو. (1) بروفنسال: 121، والترجمة: 148 (Gibraltar). (2) سقط من ع. (3) هو عبد المؤمن نفسه، قال المراكشي: ((ونزل الجبل المعروف بجبل طارق وسماه هو جبل الفتح فأقام به أشهراً، وابتنى به قصوراً عظيمة وبنى هناك مدينة هي باقية إلى اليوم (المعجب: 282).

[الروض المعطار في خبر الأقطار]