قلعة هوارة (1) :
بالمغرب بقرب تاهرت، وهي قلعة منيعة في جبل خصيب فيه بساتين وثمار وأشجار ومزارع وأعناب، وتحتها فحص طوله نحو أربعين ميلاً يشقّه نهر سيرات ويسقي أكثر أرضه فسمي ذلك الفحص " سيرات " باسم النهر، ونهر سيرات نهر كبير مشهور يقع في البحر عند مدينة أزواوا (2). ويسكن فحص سيرات قبائل كثيرة من البربر ومطغرة وغيرهم من قبائل زناتة، وزناتة تنشعب على قبائل كثيرة، وبلادهم واسعة، ويخالطهم من جهة إفريقية بنو زغبة من العرب من بني هلال بن عامر، ومن جهة المغرب بلاد مسوفة، وهمِ قبائل كثيرة من صنهاجة يسكنون تلك الصحراء لا يستوطنون بلداً وعيشهم من اللبن واللحم، وهم خلق كثير، وفي صحارى بلادهم جبل عظيم يعرف بقلقل كثير الخصب من العيون والأنهار، وفيه آثار عمائر كثيرة وبيوت محصنة وقرى واسعة لا أنيس بها ولا يسكنها خلق، ويقال إن الجن أخلت تلك العمائر والبلاد، ويُرى في تلك الصحارى بالليل نيران الجن ويسمع عزفهم وغناؤهم، وهم كثيراً ما يختطفون الأناسيّ ويحملونهم معهم، وربما يفلت الأنسي من بينهم فيرجع إلى أهله، فيحدث بما رأى عندهم، وهذا متعارف، ويقال إنهم يبدلون أولادهم بأولاد الإنس، ولذلك يقول أهل إفريقية: يا مبدول. (1) الاستبصار: 178، والبكر: 69 - 70، وتسمى القلعة ((تاسفدالت))، وقارن بالإدريسي (د) : 58. (2) كذا في ص ع والاستبصار؛ والبكري: أرزاو.
[الروض المعطار في خبر الأقطار]