البحث

عبارات مقترحة:

الرفيق

كلمة (الرفيق) في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فعيل) من الرفق، وهو...

الشاكر

كلمة (شاكر) في اللغة اسم فاعل من الشُّكر، وهو الثناء، ويأتي...

الحليم

كلمةُ (الحليم) في اللغة صفةٌ مشبَّهة على وزن (فعيل) بمعنى (فاعل)؛...


مزاق (1) :

هو اسم فحص القيروان، قيل إنما سمي بذلك لكثرة الرياح به التي تمزق السحاب فيتصل الصحو وتقل الأمطار. وحكي (2) أن عبد الرحمن بن زياد بن أنعم المعافري قاضي إفريقية، كان مسكنه بالقيروان وبها مات، رحل إلى المشرق ولقي أكابر العلماء وولاه أبو جعفر المنصور قضاء إفريقية، وقال له لما دخل عليه: كيف رأيت ما وراء بابنا؟ فقال: رأيت ظلماً فاشياً وأمراً قبيحاً، فقال: لعله فيما يبعد عن بابي، فقال: بل كلما قربت من بابك استفحل الأمر وغلظ، فقال له: أنت لا تهوى الدخول في شيء من أمرنا، فقال: لي عجوز خلفتها بالقيروان وأنا أحب الرجوع إليها، فأذن له. ودخل يوماً على أبي جعفر فقال: يا ابن أنعم، ألا تحمد الله الذي أراحك مما كنت ترى بباب هشام وذوي هشام؟! فقال له عبد الرحمن: ما أمر كنت أراه بباب هشام إلا وأنا اليوم أرى منه طرفاً، فبكى أبو جعفر ثم قال له: فما منعك أن ترفع ذلك إلينا وأنت تعلم أن قولك عندنا مقبول؟ فقال: إني رأيت السلطان سوقاً، وإنما يرفع إلى السوق ما يجوز فيها، قال: كأنك كرهت صحبتنا، فقال عبد الرحمن (3) ما ينال المال والشرف إلا من صحبتك، ولكني تركت عجوزاً ولي أخت أحب مطالعتهما، فقال: اذهب فإنا قد أذنا لك، فلما توجه إلى إفريقية كتب إلى ولده وخاصته بهذه الأبيات: ذكرت القيروان فهاج شوق. .. وأين القيروان من العراق مسيرة أشهر للعيس نصاً. .. على الإبل المضمرة العتاق فأبلغ أنعماً وبني أبيه. .. ومن يرجى لنا وله التلاقي بأن الله قد خلى سبيلي. .. وجد بنا المسير إلى مزاق (1) انظر رياض النفوس 1: 99. (2) علماء إفريقية: 30 - 31، ورياض النفوس: 98. (3) زيادة من المصدرين السابقين.

[الروض المعطار في خبر الأقطار]