مكناسة الزيتون (1) :
مدينة في المغرب من نظر فاس إلى جهة المغرب، وهي أربع مدن وقرى كثيرة متصلة بالمدن والحصون، الممدن منها يسمى تاجرارات (2)، وتفسيره المحلة، وهو محدث البناء يشرف على بطاح وبقاع مملوءة بغيضات (3) الثمار وأكثرها الزيتون ولذلك نسبت إليه، وعلى هذه المدينة سور كبير وأبراج عظيمة، وهي مدينة جليلة فيها الأسواق الحفيلة، وأنشأ فيها بعض ملوك بني عبد المؤمن بحاير (4) عظيمة في نهاية الاتساع، وجلب ماء نهرها وغرست زيتوناً وكروماً، وزيتها أكثر زيت في المغرب، وبعده زيت النظر المسمى ببني فسيل (5)، وهي كريمة الأرض طيبة المدرة، بل هي من غر بلاد المغرب، أنظارها واسعة وقراها عامرة وعمائرها متصلة، تشقها الأنهار والمياه السائحة والعيون الكثيرة العذبة، وتطحن عليها الأرحاء، وتدخل الحمامات. وبين مكناسة (6) وفاس أربعون ميلاً في جهة المغرب، ومكناسة مرتفعة على الأرض، يجري في شرقيها نهر صغير عليه الأرحاء، وتتصل بها عمارات وجنات وزروع، وأرضها طيبة للزراعات، ولها مكاسب وأحوال صالحة، وسميت باسم مكناس البربري لما نزلها مع بنيه عند حلولهم بالمغرب وإقطاعه لكل ابن من بنيه بقعة يعمرها مع ولده، فكل هذه المواضع التي أنزلهم فيها تتجاور وتتقارب أمكنتها بعضها من بعض، وبلاد مكناسة لها أسواق وحمامات وديار حسنة، والمياه تخترق أزقتها، وبين مكناسة وقصر ابن عبد الكريم ثلاث مراحل. (1) الاستبصار: 187. (2) ص: تاجروت؛ وعند الإدريسي (د) 77: تاقررت؛ الاستبصار: تاقرارات. (3) ع ص: بغيطات؛ الاستبصار: بغيضات. (4) ع: محاير. (5) ص: فسل؛ الاستبصار: بسيل. (6) الإدريسي (د/ب) : 79، 80 /51.
[الروض المعطار في خبر الأقطار]