البحث

عبارات مقترحة:

الخالق

كلمة (خالق) في اللغة هي اسمُ فاعلٍ من (الخَلْقِ)، وهو يَرجِع إلى...

الحي

كلمة (الحَيِّ) في اللغة صفةٌ مشبَّهة للموصوف بالحياة، وهي ضد...

السبوح

كلمة (سُبُّوح) في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فُعُّول) من التسبيح،...


وادي أبي موسى:

موضع بمقربة من جبل نفوسة من البلاد الإفريقية بسفح هذا الجبل كانت الوقيعة (1) بين أبي محمد عبد الواحد بن الشيخ أبي حفص ملك إفريقية وبين يحيى بن إسحاق الميورقي، وذلك في الرابع والعشرين من ربيع الآخر سنة خمس وستمائة، وحضر تلك الوقيعة جملة من رؤساء العرب وأعيانهم ومن الرياحيين وغيرهم، وحضرها محمد بن مسعود وولده عبد الله وبنو عمه، وذلك أن يحيى بن إسحاق لما انهزم في وقيعة شبرو، وجرى عليه وعلى جموعه بها ما جرى من القتل والنهب والهزيمة، لم يقر له قرار، فاستمال الأعراب ووعدهم وأطعمهم، فاجتمعت له منهم جموع من رياح وزعب والشريد وعوف ونفات ودباب ومن لافهم، ثم رجع بهم إلى إفريقية، وصاحب إفريقية المذكور يراعي أخباره، فلما بلغه ما عزم عليه قال: إن تركنا هنا الفاسق حتى يدخل البلاد أفسدها، فخرج من تونس فنزل المحمدية، ثم جد به السير حتى خرج من حدود إفريقية وتركها خلفه، وتراءى الجمعان بوادي أبي موسى فاقتتلوا قتالاً شديداً، ودخلت الميمنة في الميسرة، والميسرة في الميمنة والقلب على القلب، فأجلت الحرب عن موت محمد بن الغازي، وهو ابن عم يحيى، وحركات ابن أبي الشيخ ومحمد بن مسعود وجمع من أعيان العرب الرياحيين وزعب وشداد، ورأى يحيى ما حل بأصحابه فنكص على عقبيه، واستولى الموحدون على أكثر مضاربه وخزائنه وأسبابه، وفني في هذه الوقيعة مشاهير العرب وأنجادها وأمراؤها، وفر يحيى لا يعرج على شيء، وتفرق جمعه مفلولين مهزومين. (1) انظر أخبارها عند ابن خلدون 6: 196، والبيان المغرب3: 231 (تطوان).

[الروض المعطار في خبر الأقطار]