البحث

عبارات مقترحة:

البارئ

(البارئ): اسمٌ من أسماء الله الحسنى، يدل على صفة (البَرْءِ)، وهو...

القهار

كلمة (القهّار) في اللغة صيغة مبالغة من القهر، ومعناه الإجبار،...

القوي

كلمة (قوي) في اللغة صفة مشبهة على وزن (فعيل) من القرب، وهو خلاف...


كور الجبل

من أراد أن ينفذ من بغداد مشرقا نفذ من جانبها الشرقي من دجلة ثم أخذ مشرقا إلى موضع يقال له ثلاثة أبواب وهو آخر بغداد مما يلي المشرق ثم استقام به المسير إلى جسر النهروان. هو بلد جليل قديم على نهر يأخذ من نهر يأتي من الجبل يقال له: تامرا ، ثم يسقي بعده طساسيج من طساسيج السواد. وتجري فيه المراكب العظام والسفن الكبرى، فإذا عبر جسر النهروان تشعبت به طرق الجبل فإن أراد أن يأخذ على كور ماسبذان ، ومهر جان قذق ، والصّيمرة أخذ ذات اليمين عند عبوره جسر النهروان فسار ست مراحل إلى مدينة ماسبذان، وهي مدينة يقال لها السيروان جليلة القدر عظيمة واسعة بين جبال وشعاب. وهي أشبه المدن بمكة وفيها عيون ماء منفجرة تجري في وسط المدينة إلى أنهار عظام تسقي المزارع، والقرى، والضياع، والبساتين على مسافة ثلاثة أيام. وهذه العيون حارة في الشتاء، باردة في الصيف، وأهل هذه المدينة أخلاط من العرب والعجم. الصّيمرة ومن مدينة السيروان إلى مدينة الصّيمرة وهي مدينة كورة تعرف بهمرجان قذق مرحلتان. ومدينة الصّيمرة في مرج أفيح فيه عيون وأنهار تسقي القرى، والمزارع، وأهلها أخلاط من الناس من العرب والعجم من الفرس والأكراد. وافتتحت ماسبذان في خلافة عمر بن الخطاب، وخراج هذا البلد يبلغ ألفي ألف وخمسمائة ألف درهم، وكلامهم بالفارسية. ومن أراد من بغداد إلى حلوان أخذ من جسر النهروان ذات اليسار فصار إلى دسكرة الملك ، وبها منازل لملوك الفرس عجيبة البناء جليلة حسنة. ثم صار من دسكرة الملك إلى طرارستان ، وبها آثار لملوك الفرس عجيبة موصوفة. وفيها أنهار بعضها فوق بعض معقودة بالجص والآجر، وبعض تلك الأنهار يأخذ من القواطيل ، وبعضها يأخذ من النهروان ومن طرارستان إلى جلولاء الوقيعة ، وهي أول الجبل. وفيها كانت الوقعة أيام عمر بن الخطاب بالفرس لما لحقهم سعد بن أبي وقّاص، ففضّ الله جموع الفرس، وشرّدهم، وذلك في سنة تسع عشرة من الهجرة. ومن جلولاء إلى خانقين وهي من أجلّ القرى وأعظمها أمرا، ومن خانقين إلى قصر شيرين. وشيرين امرأة كسرى كانت تصيّف بهذا القصر، وبهذا الموضع آثار لملوك الفرس كثيرة، ومن قصر شيرين إلى حلوان. حلوان ومدينة حلوان مدينة جليلة كبيرة، وأهلها أخلاط من العرب والعجم من الفرس والأكراد افتتحت أيام عمر بن الخطاب. وخراج حلوان على أنها من كور الجبل داخل في خراج طساسيج السواد، ومن مدينة حلوان إلى المرج المعروف بمرج القلعة وبهذا الموضع دواب الخلفاء في المروج. ومن مرج القلعة إلى الزبيدية ، ثم منها إلى مدينة قرماسين ، وقرماسين مدينة جليلة القدر كثيرة الأهل. أكثر أهلها العجم من الفرس والأكراد، ومن مدينة قرماسين إلى

[البلدان لليعقوبي]