البحث

عبارات مقترحة:

المؤخر

كلمة (المؤخِّر) في اللغة اسم فاعل من التأخير، وهو نقيض التقديم،...

المتين

كلمة (المتين) في اللغة صفة مشبهة باسم الفاعل على وزن (فعيل) وهو...

يوم عاشوراء

في الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه سئل عن يوم عاشوراء فقال: ما رأيت رسول الله صام يوما يتحرى فضله على الأيام إلا هذا اليوم ـ يعني يوم عاشوراء ـ وهذا الشهر ـ ـ يعني رمضان يوم عاشوراء له فضيلة عظيمة وحرمة قديمة وصومه لفضله كان معروفا بين الأنبياء عليهم السلام وقد صامه نوح وموسى عليهما السلام كما سنذكره إن شاء الله تعالى وروي عن إبراهيم الهجري عن أبي عياض عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي قال: "يوم عاشوراء كانت تصومه الأنبياء فصوموه أنتم" خرجه بقي بن مخلد في مسنده وقد كان أهل الكتاب يصومونه وكذلك قريش في الجاهلية كانت تصومه قال دلهم بن صالح: قلت لعكرمة: عاشوراء ما أمره؟ قال: أذنبت قريش في الجاهلية ذنبا فتعاظم في صدورهم فسألوا ما توبتهم؟ قيل: صوم عاشوراء يوم العاشر من المحرم. ومن فضائل يوم عاشوراء: أنه يوم تاب الله فيه على قوم وقد سبق حديث علي الذي خرجه الترمذي أن النبي قال لرجل: " إن كنت صائما شهرا بعد رمضان فصم المحرم فإن فيه يوما تاب الله على قوم ويتوب فيه على آخرين" وقد صح من حديث ابن اسحاق عن الأسود بن يزيد قال: سألت عبيد بن عمير عن صيام يوم عاشوراء: فقال المحرم شهر الله الأصم: فيه يوم تيب فيه على آدم فإن استطعت أن لا يمر بك إلا صمته كذا روي عن شعبة عن أبي اسحاق ورواه اسرائيل عن أبي اسحاق ولفظه قال: "إن قوما أذنبوا فتابوا فيه فتيب عليهم فإن استطعت أن لا يمر بك إلا وأنت صائم فافعل" ورواه يونس عن أبي اسحاق ولفظه قال: "إن المحرم شهر الله وهو رأس السنة تكتب فيه الكتب ويؤرخ فيه التاريخ وفيه تضرب الورق وفيه يوم تاب فيه قوم فتاب الله عليهم فلا يمر بك إلا صمته" يعني يوم عاشوراء وروى أبو موسى المديني من حديث أبي موسى مرفوعا: "هذا يوم تاب الله فيه على قوم فاجعلوه صلاة وصوما" يعني يوم عاشوراء وقال: حسن غريب وليس كما قال وروى باسناده عن علي قال: يوم عاشوراء هو اليوم الذي تيب فيه على قوم يونس. وعن ابن عباس قال: هو اليوم الذي تيب فيه على آدم وعن وهب: إن الله تعالى أوحى إلى موسى عليه السلام: أن مر قومك يتوبوا إلي في أول عشر المحرم فإذا كان يوم العاشر فليخرجوا إلي حتى أغفر لهم وروى عبد الرزاق عن ابن جريج عن رجل عن عكرمة قال: هو يوم تاب الله فيه على آدم يوم عاشوراء وروى عبد الوهاب الخفاف عن سعيد عن قتادة قال: كنا نتحدث اليوم الذي تيب فيه على آدم يوم عاشوراء وهبط فيه آدم إلى الأرض يوم عاشوراء وقوله في حديث علي ويتوب فيه على آخرين حث للناس على تجديد التوبة النصوح في يوم عاشوراء وترجيه لقبول التوبة فمن تاب فيه إلى الله عز وجل من ذنوبه تاب الله عليه كما تاب فيه على من قبلهم. وقد قال الله تعالى عن آدم: ﴿فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ﴾ [البقرة: 37] وأخبر عنه وعن زوجه أنهما قالا: ﴿رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾ [الأعراف: 23]. كتب عمر بن عبد العزيز إلى الأمصار كتابا قال فيه: قولوا كما قال أبوكم آدم عليه السلام: ﴿رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾ [الأعراف: 23] وقولوا كما قال نوح: ﴿وَإِلَّا تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُنْ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾ [هود: 47] وقولوا كما قال موسى: ﴿رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي﴾ [القصص: 16] وقولوا كما قال ذو النون: ﴿لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ﴾ [الانبياء: 87]. واعتراف المذنب بذنبه مع الندم عليه توبة مقبولة قال الله عز وجل: ﴿وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلاً صَالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ﴾ [التوبة: 102] قال النبي : "إن العبد إذا اعترف بذنبه ثم تاب تاب الله عليه" وفي دعاء الإستفتاح الذي كان النبي يستفتح به: "اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت ظلمت نفسي واعترفت بذنبي فاغفر لي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت" وفي الدعاء الذي علمه النبي للصديق أن يقوله في صلاته: "اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا ولا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم" وفي حديث شداد بن أوس عن النبي : "سيد الإستغفار أن يقول العبد: اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء بنعمتك علي وأبوء بذنبي فاغفر لي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت" الإعتراف يمحو الإقتراف كما قيل: فإن اعتراف المرء يمحو إقترافه. .. كما أن إنكار الذنوب ذنوب لما أهبط آدم من الجنة بكى على تلك المعاهد فيما يروى ثلاثمائة عام وحق له ذلك كان في دار لا يجوع فيها ولا يعرى ولا يظمأ فيها ولا يضحى فلما نزل إلى الأرض أصابه ذلك كله وكان إذا رأى جبريل عليه السلام يتذكر برؤيته تلك المعاهد فيشتد بكاؤه حتى يبكي جبريل عليه السلام لبكائه ويقول له: ما هذا البكاء يا آدم فيقول: وكيف لا أبكي وقد أخرجت من دار النعمة إلى دار البؤس فقال له بعض ولده: لقد آذيت أهل الأرض ببكائك فقال إنما أبكي على أصوات الملائكة حول العرش وفي رواية قال: إنما أبكي على جوار ربي في دار تربتها طيبة أسمع فيها أصوات الملائكة وفي رواية قال: أبكي على دار لو رأيتها لزهقت نفسك شوقا إليها وروي أنه قال لولده: كنا نسلا من نسل السماء خلقنا كخلقهم وغذينا بغذائهم فسبانا عدونا إبليس فليس لنا فرحة ولا راحة إلا الهم والعناء حتى نرد إلى الدار التي أخرجنا منها. "لطائف المعارف" لابن رجب.

المواد الدعوية