البحث

عبارات مقترحة:

الفتاح

كلمة (الفتّاح) في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فعّال) من الفعل...

الوارث

كلمة (الوراث) في اللغة اسم فاعل من الفعل (وَرِثَ يَرِثُ)، وهو من...

الباسط

كلمة (الباسط) في اللغة اسم فاعل من البسط، وهو النشر والمدّ، وهو...


حَضَرُ

بالتحريك: موضع في شعر الأعشى أعشى باهلة: وأقبل الخيل من تثليث مصغية، أو ضمّ أعينها رغوان أو حضر

[معجم البلدان]

الحَضْرُ

بالفتح ثم السكون، وراء، والحضر في اللغة التطفل، وأما الحضر الذي هو ضد البدو فهو بالتحريك. و اسم مدينة بإزاء تكريت فيالبرّيّة بينها وبين الموصل والفرات، وهي مبنية بالحجارة المهندمة بيوتها وسقوفها وأبوابها، ويقال كان فيها ستون برجا كبارا، وبين البرج والبرج تسعة أبراج صغار، بإزاء كل برج قصر وإلى جانبه حمام، ومر بها نهر الثرثار، وكان نهرا عظيما عليه قرى وجنان، ومادته من الهرماس نهر نصيبين، ونصب فيه أودية كثيرة، ويقال إن السفن كانت تجري فيه، فأما في هذا الزمان فلم يبق من الحضر إلا رسم السور وآثار تدل على عظم وجلالة، وأخبرني بعض أهل تكريت أنه خرج يتصيد فانتهى إليه فرأى فيه آثارا وصورا في بقايا حيطان، وكان يقال لملك الحضر الساطرون، وفيه يقول عديّ بن زيد: وأرى الموت قد تدلى من الحض ر على رب ملكه الساطرون وقال الشرقي بن القطامي: لما افترقت قضاعة سارت فرقة منهم إلى أرض الجزيرة وعليهم ملك يقال له الضيزن بن جلهمة أحد الأحلاف، وقال غيره: الضّيزن بن معاوية بن عبيد بن الاحرام بن عمرو بن النخع بن سليح بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة، وكان فيما زعموا ملك الجزيرة كلها إلى الشام، فنزل مدينة الحضر، وكانت قد بنيت وتطلسمت أن لا يقدر على فتحها ولا هدمها إلا بدم حمامة ورقاء مع دم حيض امرأة زرقاء، فأقام فيه الضيزن مدة ملكا يغير على بلاد الفرس وما يقرب منها، وكان يخرج كل امرأة زرقاء عارك من المدينة، والعارك: الحائض، إلى موضع قد جعله لذلك في بعض جوانبها خوفا مما ذكرناه، ثم إنه أغار على السواد فأخذ ماه أخت سابور الجنود بن أردشير الجامع وليس بذي الأكتاف، لأن سابور ذا الأكتاف هو سابور بن هرمز بن نرسي ابن بهرام بن بهرام بن بهرام بن هرمز بن سابور البطل، وهو سابور الجنود صاحب هذه القصة، وإنما ذكرت ذلك لأن بعضهم يغلط ويروي أنه ذو الأكتاف، فقال الجديّ بن الدّلهاث بن عشم بن حلوان القضاعي في وقعة أوقعها الضيزن بشهرزور: دلفنا للأعادي، من بعيد، بجيش ذي التهاب كالسعير فلاقت فارس منا نكالا، وقتّلنا هرابذ شهرزور لقيناهم بخيل من علاف، وبالدّهم الصلادمة الذكور علاف اسمه ربان بن حلوان بن الحاف بن قضاعة، وإليه تنسب الخيل العلافية، فلما انتهى ضيغم بسابور الجنود قصد الحضر غيظا على صاحبه لاستجرائه على أسر أخته، فنزل عليه بجنوده سنتين لا يظفر بشيء منه حتى عركت النضيرة بنت الضيزن، أي حاضت، فأخرجها أبوها إلى الموضع الذي جعل لذلك كما ذكرنا وكان إلى جنب السور، وكان سابور قد همّ بالرحيل فنظرت ذات يوم إليه ونظر إليها فعشق كل واحد منهما صاحبه، فوجهت إليه تخبره بحالها ثم قالت: ما لي عندك إن دللتك على فتح هذه المدينة؟ فقال: أجعلك فوق نسائي وأتخذك لنفسي، قالت: فاعمد إلى حيض امرأة زرقاء واخلط به دم حمامة ورقاء واكتب به واشدده في عنق ورشان فأرسله فإنه يقع على السور فيتداعى ويتهدم، ففعل ذلك فكان كما قالت، فدخل المدينة وقتل من قضاعة نحو مائة ألف رجل وأفنى قبائل كثيرة بادت إلى يومنا هذا، وفي ذلك يقول الجديّ بن الدّلهاث: ألم يحزنك، والأنباء تنمي، . .. بما لاقت سراة بني العبيدومقتل ضيزن وبني أبيه، وإخلاء القبائل من تزيد أتاهم، بالفيول مجلّلات وبالأبطال، سابور الجنود فهدّم من بروج الحضر صخرا كأن ثقاله زبر الحديد الثقال: الحجارة كالأفهار، ثم سار سابور منها إلى عين التمر فعرّس بالنضيرة هناك فلم تنم تلك الليلة تململا على فراشها، فقال لها سابور: أيّ شيء أمرك؟ قالت: لم أنم قط على فراش أخشن من فراشك، فقال: ويلك! وهل نام الملوك على أنعم من فراشي؟ فنظر فإذا في الفراش ورقة آس قد لصقت بين عكنتين من عكنها، فقال لها: بم كان أبوك يغذوك؟ قالت: بشهد الأبكار من النحل ولباب البرّ ومخ الثنيات، فقال سابور: أنت ما وفيت لأبيك مع حسن هذا الصنيع فكيف تفين لي أنا! ثم أمر ببناء عال فبني وأصعدها إليه وقال لها: ألم أرفعك فوق نسائي؟ قالت: بلى، فأمر بفرسين جموحين فربطت ذوائبها في ذنبيهما ثم استحضرا فقطّعاها، فضربت العرب في ذلك مثلا، وقال عديّ بن زيد في ذلك: والحضر صبّت عليه داهية شديدة، أيّد مناكبها (1) ربيبة لم توقّ والدها لحبّها، إذ أضاع راقبها فكان حظ العروس، إذ جشر ال صبح، دماء تجري سبائبها السبائب: جمع سبيبة، وهو شقّة كتّان، وقال الأعشى: ألم تر للحضر، إذ أهله بنعمى، وهل خالد من سلم أقام به ساهبور الجنو د حولين، تضرب فيه القدم ويقال: إن الحضر بناه الساطرون بن أسطيرون الجرمقي، وإنه غزا بني إسرائيل في أربعمائة ألف فدعا عليه أرميا النبي، عليه السلام، فهلك هو وجميع أصحابه، ويقال: إنه وجد في جبل طور عبدين معصرة وفيها ساقية من الرصاص تجري تحت الأرض فتتبعت إلى أن كان مصبها في بيت من صفر بالحضر، فيقال إن ملكه كان تعصر له الخمر في طور وتصب في هذه الساقية فتخرج إلى الحضر، وقد قيل: إن هذا كان بسنجار، وقال عديّ بن زيد: وأخو الحضر، إذ بناه، وإذ دج لة تجبى إليه والخابور شاده مرمرا وجلله كل سا، فللطير في ذراه وكور لم يهبه ريب المنون فباد ال ملك عنه، فبابه مهجور

[معجم البلدان]

الحضر

مدينة كانت بين تكريت وسنجار مبنية بالحجارة المهندمة، كان على سورها ستون برجاً كباراً، بين البرج والبرج تسعة أبراج صغار، بإزاء كل برج قصر وإلى جانبه حمام. وبجانب المدينة نهر الثرثار وكان نهراً عظيماً عليه جنان بناهاالضيزن بن معاوية، وكان من قضاعة من قبل شابور بن اردشير ملك الفرس، وقد طلسمها أن لا يقدر على هدمها إلا بدم الحمامة الورقاء، ودم حيض المرأة الزرقاء؛ وإياها أراد عدي بن زيد: وأخو الحضر إذ بناه وإذ دجلة تجبى إليه والخابور شاده جندلاً وجلّله كلساً، وللطّير في ذراه وكور فاتفق أنه ظهر لشابور خصم بخراسان، فذهب إليه وطالت غيبته فعصى ضيزن عليه واستوى على بلاد الجزيرة، وأغار على بلاد الفرس وخرب السواد وأسر ماه أخت شابور الملك. فلما عاد شابور من خراسان وأخبر بما فعل ضيزن، ذهب إليه بعساكره وحاصره سنين ولم يظفر بشيء، فهم بالرجوع فصعدت النصيرة بنت الضيزن السطح ورأت شابور فعشقته، فبعثت إليه أن ما لي عندك ان دللتك على فتح هذه المدينة؟ فقال شابور: آخذك لنفسي وأرفعك على نسائي. فقالت: خذ من دم حمامة ورقاء، واخلطه بدم حيض امرأة زرقاء، واكتب بهما واشدده في عنق ورشان وأرسله، فإنه إذا وقع على السور تهدم! ففعل كما قالت فدخل المدينة وقتل مائة ألف رجل وأسر البقية، وقتل ضيزن وأنسابه فقال الحدس بن الدلهاث: ألم يجزيك والأبناء تمنى بما لاقت سراة بني العبيد؟ ومقتل ضيزنٍ وبني أبيه وإجلاء القبائل من يزيد أتاهم بالفيول مجلّلاتٍ وبالأبطال شابور الجنود فهدّم من بروج الحضر صخراً كأنّ ثقاله زبر الحديد! ثم سار شابور إلى عين التمر وعرس بالنصيرة هناك، فلم تنم هي تلك الليلة تململاً على فراشها، فقال لها شابور: ما أصابك؟ فقالت: لم أنم قط على فراش أخشن من هذا! فنظر فإذا في الفراش ورقة آس لصقت بين عكنتينمن عكنها، فقال لها شابور: بم كان أبواك يغذوانك؟ قالت: بشهد الأبكار ولباب البر ومخ الثنيان! فقال شابور: أنت ما وفيت لأبويك مع حسن صنيعهما بك، فكيف تفين لي؟ ثم أمر أن تصعد بناء عالياً وقال: ألم أرفعك فوق نسائي؟ قالت: بلى! فأمر بفرسين جموحين وشدت ذوائبها في ذنبيهما ثم استحضرا فقطعاها؛ قال عدي بن زيد: والحضر صبّت عليه داهيةً شديدة أيدٍ مناكبها ربيبةٌ لم ترقّ والدها بحبّها إذ ضاع راقبها فكان حظّ العروس إذ جشر الصّبح دما يجري سبايبها

[آثار البلاد وأخبار العباد]

الحضر

بفتح الحاء المهملة وسكون الضاد المعجمة، حصن عظيم كان على شاطىء الفرات في العصر الجاهلي، جاء ذكره في شعر عديّ بن زيد.

[المعالم الأثيرة في السنة والسيرة]

الحضر (1) :

بالضاد المعجمة مسكنة، مدينة لطيفة بين دجلة والزاب من بلاد الموصل وهي على نهر الثرثار، وإياها عنى الشاعر بقوله (2) : وأخو الحضر إذ بناه وإذ دج. .. لة تجبى إليه والخابور شاده مرمراً وجلله كل. .. ساً فللطير في ذراه وكور لم يهبه ريب المنون فباد ال. .. ملك عنه فبابه مهجور قال ابن إسحاق: كان كسرى سابور ذو الأكتاف غزا ساطرون ملك الحضر فحصره سنتين، فأشرفت بنت الساطرون يوماً فنظرت إلى سابور وعليه ثياب ديباج وعلى رأسه تاج من ذهب مكلل بالزبرجد والياقوت واللؤلؤ وكان جميلاً وسيماً، فدست إليه: أتتزوجني إن فتحت لك باب الحضر؟ قال: نعم. فلما أمسى الساطرون شرب حتى سكر، وكان لا يبيت إلا سكران، فأخذت مفاتيح الحضر من تحت رأسه فبعثت بها مع مولى لها ففتح الباب، فدخل سابور فقتل ساطرون واستباح الحضر وخربه وسار بها معه فتروجها، فبينا هي نائمة على فراشها ليلاً إذ جعلت تتململ لا تنام، فدعا لها بالشمع ففتش فراشها فوجد عليه ورقة آس فقال لها سابور: أهذا الذي أسهرك. قالت: نعم، قال: فما كان أبوك يصنع بك. قالت: كان يفرش لي الديباج ويلبسني الحرير ويطعمني المخ ويسقيني الخمر، قال: أفكان جزاء أبيك ما صنعت به. أنت بذلك إلي أسرع، ثم أمر بها فربطت قرون رأسها بذنب فرس ثم ركض الفرس حتى قتلها، وفي ذلك يقول أعشى قيس: ألم تر للحضر إذ أهله. .. بنعمى وهل خالد من نعم أقام بها شاهبور الجنود. .. حولين يضرب فيها القدم فلما دعا ربه دعوة. .. أناب إليه فلم ينتقم هذه رواية ابن إسحاق، وأما غيره فقال: كان صاحب الحضر يسمى الضيزن بن معاوية، وكان من تنوخ من قضاعة، وكان ملك الحضر قبل الساطرون بن اسيطرون وهو ملك السريانيين، قال أبو دواد: وأرى الموت قد تدلى من ال. .. حضر على رب أهله الساطرون ولقد كان آمناً للدواهي. .. ذا ثراء وجوهر مكنون ويقال: إن الساطرون أبو نصر جد عمرو بن عدي بن نصر الذي كان ملوك الحيرة من ولده، وكان الضيزن قد ملك الجزيرة وما يليها إلى الشام، وأقام سابور على حصنه أربع سنين وقيل سنتين، قال الأعشى: أقام بها شاهبور الجنود. .. حولين يضرب فيها القدم وكان أخرج ابنته النضيرة إلى بعض الرياض، وكذلك كانوا يفعلون بنسوانهم، وكانت من أجمل النساء، فعشقت سابور وتعشقها، فقالت له: اكتب بدم جارية بكر زرقاء في رجل حمامة ورقاء مطوقة كتابة ذكرتها وأرسلها فإنها تقع على حائط المدينة فيتداعى، وكان طلسم المدينة، وقيل: قالت له: ايت الثرثار، وهو نهر، فانثر عليه تبناً ثم اتبعه فانظر أين يدخل، فأدخل الرجال منه، فإن ذلك المكان يفضي إلى الحصن، ففتحها عنوة وأباد قضاعة فقال في ذلك بعض شعرائهم: ألم يأتيك والأنباء تنمي. .. بما لاقت سراة بني العبيد ومقتل ضيزن وبني أبيه. .. واحلاس الكتائب من تزيد أتاهم بالفيول مجللات. .. وبالأبطال سابور الجنود فهدم من رواسي الحضر صخراً. .. كأن ثقاله زبر الحديد فاحتمل النضيرة فأعرس بها بعين التمر فلم تزل ليلتها تتضور وفرشها الخز محشو بالقز، فالتمس سابور ما كان يؤذيها فإذا ورقة آس ملصقة بعكنة من عكنها وكان ينظر إلى مخها ولين بشرتها فقال لها: أي شيء كان يغذوك أبوك؟ فقالت: بالزبد والمخ وشهد فراخ النحل وصفو الخمر، فقال: وأبيك لأنا أحدث عهداً بك، فأمر رجلاً فركب فرساً جموحاً ثم عصب ذوائبها بذنبه ثم همز الفرس فقطعها قطعاً، قال الشاعر: أقفر الحضر من نضيرة فالمر. .. باع منها فجانب الثرثار وسابور هذا هو الذي حاصر نصيبين ثم أخذها وكان فيها عدد كثير لقيصر، ثم دخل أرض الروم فافتتح من الشام مدائن ثم انصرف إلى مملكته، وفرق من كان معه من السبي في ثلاث مدن: في جندي سابور وسابور التي بفارس وتستر التي بالأهواز، وهو الثاني من ملوكهم. (1) في الروايات المتصلة بالحضر انظر الطبري 1: 828، ومروج الذهب 4: 81، ومعجم ما استعجم 2: 453، وياقوت (الحضر)، وابن هشام 1: 71 والروض الانف، والبكري (مخ) : 52، والأغاني 2: 116. (2) هو عدي بن زيد العبادي.

[الروض المعطار في خبر الأقطار]

الحضر

بِفَتْحِ الْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ، وَسُكُونِ الضَّادِ الْمُعْجَمَةِ. جَاءَ فِي النَّصِّ: وَالْحَضْرُ: حِصْنٌ عَظِيم ٌ كَالْمَدِينَةِ، كَانَ عَلَى شَاطِئِ الْفُرَاتِ. وَتَحَدَّثَ عَبْدُ الْجَبَّارِ الرَّاوِي فِي كِتَابِهِ «الْبَادِيَةُ» فَقَالَ: قَصْرُ الْحَضْرِ فِي الْجَزِيرَةِ، بِنَاءٌ شُيِّدَ مِنْ الْحِجَارَةِ الصَّمَّاءِ عَلَى ضَفَّةِ الثَّرْثَارِ الْيُمْنَى، فِي مَوْقِعٍ مُتَوَسِّطٍ بَيْنَ دِجْلَةَ وَالْفُرَاتِ، وَلَا شَكَّ أَنَّ مَدِينَتَيْ الْمَوْصِلِ وَتَكْرِيتَ مِنْ الْمُدُنِ الْقَدِيمَةِ الْمُعَاصِرَةِ لِهَذَا الْبِنَاءِ، ثُمَّ يَقُولُ: لَمْ يَبْقَ الْآنَ مِنْ هَذَا الْبِنَاءِ إلَّا جُدْرَانٌ قَائِمَةٌ وَسُقُوفٌ مَائِلَةٌ لِلِانْهِدَامِ، وَبِهَذَا نَرَى أَنَّ مَوْقِعَ الْحَضْرِ فِي شَمَالِ الْعِرَاقِ، فِي الْجَزِيرَةِ الْفُرَاتِيَّةِ. وَلِلْحَضْرِ قِصَّةٌ ذَكَرَهَا الْمُؤَرِّخُونَ نَأْتِي بِمُلَخَّصِ لَهَا لِلْعِبْرَةِ وَالِاعْتِبَارِ، تَقُولُ الْقِصَّةُ: كَانَ الضَّيْزَنُ بْنُ جلهمة الْقُضَاعِيّ مَلِكَ الْحَضْرِ، فَأَغَارَ عَلَى سَابُورَ الْجَنُودِ مَلِكِ الْفُرْسِ فَسَبَى أُخْتَه، فَغَزَاهُ سَابُورُ وَحَاصَرَهُ سَنَتَيْنِ لَا يَقْدِرُ عَلَيْهِ، وَذَاتَ يَوْمٍ أَشْرَفَتْ النُّضَيْرَةُ بِنْتُ الضَّيْزَنِ عَلَى سَابُورَ فَنَظَرَ كُلٌّ مِنْهُمَا إلَى الْآخَرِ فَأَعْجَبَهَا وَأَعْجَبَتْهُ، فَأَرْسَلَتْ إلَيْهِ: مَا لِي عِنْدَك إنْ أَنَا فَتَحْت لَك الْحَضْرَ؟ فَوَعَدَهَا أَنْ يَتَزَوَّجَهَا وَيَرْفَعَهَا عَلَى نِسَائِهِ. فَدَلَّتْهُ عَلَى ذَلِكَ، فَفَتَحَ الْحَضْرَ، وَقَتَلَ أَبَاهَا وَخَرَّبَ الْحِصْنَ وَتَزَوَّجَهَا. وَلَمَّا قَفَلَ عَائِدًا بَاتَ فِي الطَّرِيقِ فَلَمْ تَنَمْ النُّضَيْرَةُ تِلْكَ اللَّيْلَةِ، وَادَّعَتْ خُشُونَةَ الْفِرَاشِ فَنَظَرَ فَإِذَا تَحْتَهَا وَرَقَةُ آسٍ قَدْ أَثَّرَتْ فِي جِلْدِهَا، فَقَالَ لَهَا: بِمَ كَانَ يَغْذُوك أَبُوك؟ قَالَتْ: بِشَهْدِ الْأَبْكَارِ مِنْ النَّحْلِ وَلُبَابِ الْبُرِّ وَمُخِّ الثَّنِيَّاتِ. فَقَالَ سَابُورُ: أَنْت مَا وَفَّيْت لِأَبِيك عَلَى هَذَا الصَّنِيعِ، فَكَيْفَ تَكُونُ حَالُك مَعِي؟ فَبَنَى لَهَا بِنَاءً عَالِيًا فَقَالَ لَهَا: أَلَمْ أَرْفَعْك فَوْقَ نِسَائِي؟ قَالَتْ: بَلَى. فَأَمَرَ أَنْ تُرْبَطَ ذَوَائِبُ شَعْرِهَا فِي ذَنَبَيْ فَرَسَيْنِ جَمُوحَيْنِ ثُمَّ نَفَرَا فَقَطَّعَاهَا إرَبًا. حَضْرَمَوْتُ بِالْحَاءِ الْمُهْمَلَةِ وَالضَّادِ الْمُعْجَمَةِ، وَرَاءٍ، وَآخِرُهُ مُثَنَّاةٌ، جَاءَ فِي خَبَرِ خُرُوجِ الْعَنْسِيِّ، قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: فَبَعَثَ - يَعْنِي رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الْمُهَاجِرَ بْنَ أَبِي أُمَيَّةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ إلَى صَنْعَاءَ، فَخَرَجَ عَلَيْهِ الْعَنْسِيُّ، وَهُوَ بِهَا، وَبَعَثَ زِيَادَ بْنَ لَبِيَدٍ أَخَا بَنِي بَيَاضَةَ إلَى حَضْرَمَوْتَ. قُلْت: حَضْرَمَوْتُ، إقْلِيمٌ عَظِيمٌ مَشْهُورٌ مِنْ أَقَالِيمِ جَزِيرَةِ الْعَرَبِ، وَهُوَ - جُغْرَافِيًّا - مَعْدُودٌ مِنْ الْيَمَنِ، وَهُوَ فِي جَنُوب الْجَزِيرَةِ، يَحُدُّهُ شَمَالًا رَمْلُ الْأَحْقَافِ الْمُتَّصِلُ بِمَا يُعْرَفُ الْيَوْمَ بِالرُّبْعِ الْخَالِي، وَجَنُوبًا بَحْرُ الْعَرَبِ الْمُتَّصِلُ بِالْمُحِيطِ الْهِنْدِيِّ، وَشَرْقًا عُمَانُ وَالْبَحْرُ الْعَرَبِيُّ أَيْضًا، وَغَرْبًا مُقَاطَعَةُ عَدَنِ أَبْيَنَ وَقَضَاءُ مَأْرَبٍ. وَكَانَ حَضْرَمَوْتُ يَتَكَوَّنُ مِنْ ثَلَاثِ مُقَاطَعَاتٍ جُغْرَافِيَّةٍ هِيَ: ظَفَارُ وَالْمُهْرَةُ وَالشِّحْرُ، غَيْرَ أَنَّ ظَفَارَ مَعْدُودَةٌ الْيَوْمَ مِنْ سَلْطَنَةِ عُمَان. وَأَهَمُّ مُدُنِ حَضْرَمَوْتَ الْيَوْمَ: الْمُكِلَّا وَالشِّحْرُ عَلَى الْبَحْرِ الْعَرَبِيِّ، وَشِبَامُ وسيون وَتِرِيمُ وَكُلُّهَا، فِي الدَّاخِلِ عَلَى وَادِي حَضْرَمَوْتَ. وَتَتَكَوَّنُ طَبِيعَةُ حَضْرَمَوْتَ مِنْ أَرْبَعِ ظَوَاهِرَ تَمْتَدُّ مِنْ الشَّرْقِ إلَى الْغَرْبِ: سِلْسِلَةٌ جَبَلِيَّةٌ تَتَّصِلُ بِجِبَالِ الْيَمَنِ ثُمَّ بِسَرَاةِ الْحِجَازِ عَلَى شَكْلِ زَاوِيَةٍ مُنْفَرِجَةٍ جَنُوب شَرْقِيِّ نَجْرَانَ، ثُمَّ سَهْلٌ يَتَخَلَّلهُ وَادِي حَضْرَمَوْتَ، وَهُوَ جُلُّ الْمِنْطَقَةِ الزِّرَاعِيَّةِ فِي الْإِقْلِيمِ، ثُمَّ سِلْسِلَةٌ جَبَلِيَّةٌ أُخْرَى أَقْصَرُ مُدًى وَلَكِنَّهَا أَعْلَى ارْتِفَاعًا، ثُمَّ السَّهْلُ السَّاحِلِيُّ الْمُتَّصِلُ بِسَوَاحِلِ الْيَمَنِ غَرْبًا وَسَاحِلِ عُمَان شَرْقًا. وَتَضُمُّ الْيَوْمَ حَضْرَمَوْتَ وَعَدَنَ وَلَحْجًا دَوْلَةً وَاحِدَةً بِاسْمِ الْجُمْهُورِيَّةِ الْيَمَنِيَّةِ الْجَنُوبِيَّةِ، وَيُطْلَقُ عَلَيْهَا الْيَمَنُ الْجَنُوبِيُّ، وَلِلْحَضَارِمَةِ شُهْرَةٌ فِي التِّجَارَةِ، وَلَهُمْ سُمْعَةٌ طَيِّبَةٌ فِي شُؤُونِ الْمَالِ وَالِاقْتِصَادِ، وَلِحَضْرَمَوْتَ تَأْرِيخٌ مُطَوَّلٌ مِنْ قَبْلِ الْإِسْلَامِ وَبَعْدَهُ، لَا يُمْكِنُ الْإِتْيَانُ بِشَيْءِ مِنْهُ فِي هَذِهِ الْعُجَالَةِ.

[معجم المعالم الجغرافية في السيرة النبوية]

حضر

[بتحريك] : موضع فى شعر الأعشى.

[مراصد الاطلاع على اسماء الامكنة والبقاع]

الحضر

بالفتح، ثم السكون، وراء: اسم مدينة بإزاء تكريت، فى البرية، بينها وبين الموصل والفرات. وهى مبنية بالحجارة المهندمة بيوتها وسقوفها وأبوابها. ويقولون: كان فيها ستون برجا كبارا، بين كل برجين تسعة أبراج صغار بإزاء كل برج قصر، وإلى جانبه حمّام على نهر الثرثار، وكان نهرا عظيما عليه قرى وجنان، مادته من الهرماس: نهر نصيبين، ويصب فيه أودية كثيرة. وخرب الحضر، ولم يبق منه إلا رسم السور، وآثار تدلّ على عظمه وجلالته.

[مراصد الاطلاع على اسماء الامكنة والبقاع]