البحث

عبارات مقترحة:

الباسط

كلمة (الباسط) في اللغة اسم فاعل من البسط، وهو النشر والمدّ، وهو...

الوارث

كلمة (الوراث) في اللغة اسم فاعل من الفعل (وَرِثَ يَرِثُ)، وهو من...

المحيط

كلمة (المحيط) في اللغة اسم فاعل من الفعل أحاطَ ومضارعه يُحيط،...

1- وقوع الحسد ثابت بالسنة المطهرة، وقد رقى جبريل عليه السلام سيدنا محمدًا ﷺ من الحسد فعن أبي سعيد الخدريّ رضي الله عنه أنّ جبريل أتى النبيّ صلّى الله عليه وسلّم فقال: «يا محمّد اشتكيت؟» فقال: «نعم». قال: «باسم الله أرقيك، من كلّ شيء يؤذيك، من شرّ كلّ نفس أو عين حاسد الله يشفيك، باسم الله أرقيك». أخرجه مسلم (2186). 2-جعل الرسول ﷺ الحسد من أنواع الداء المنتشر بين الأمم فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «إنّه سيصيب أمّتي داء الأمم» قالوا: وما داء الأمم؟ قال: «الأشر والبطر والتكاثر والتنافس في الدنيا والتباعد والتحاسد حتّى يكون البغي ثمّ الهرج». أخرجه الحاكم (٧٣١١) 3- حث الرسول ﷺ على ترك الحسد لتنتشر المحبة بين الناس فقال رسول الله ﷺ: «ولا تنافسوا ولا تحاسدوا، ولا تباغضوا، ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخوانًا». أخرجه البخاري (6066). ومسلم (2563) واللفظ له. 4-جعل الرسول ﷺ ترك الحسد من الفضائل التي تسمو بصاحبها، فعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قيل لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم: أيّ الناس أفضل؟ قال: «كلّ مخموم القلب، صدوق اللسان» قالوا: صدوق اللسان نعرفه. فما مخموم القلب؟ قال: «هو التقيّ النقيّ، لا إثم فيه، ولا بغي، ولا غلّ، ولا حسد» أخرجه ابن ماجة (4216). 5-جعل الرسول ﷺ الحسد من الأمور المناقضة للإيمان، والذي إذا زاد في قلب المؤمن نقص من إيمانه بقدر هذه الزيادة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: «لا يجتمعان في النار مسلم قتل كافرًا، ثمّ سدّد وقارب، ولا يجتمعان في جوف مؤمن غبار في سبيل الله، وفيح جهنّم، ولا يجتمعان في قلب عبد الإيمان والحسد». أخرجه النسائي (2912). 6-وجعل الرسول الحسد من الصفات التي اتسم بها اليهود فعن عائشة رضي الله عنها عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، قال: «ما حسدتكم اليهود على شيء، ما حسدتكم على الإسلام والتأمين». أخرجه ابن ماجة (856). والمراد بـ «التأمين» هنا هو قول المصلي «آمين» عقب قراءة الفاتحة. 7-ومن سلّم الله قلبه من الحسد والغل على الآخرين فقد أُعطي خيراً عظيماً، ومن أعظم الأحاديث في ذلك ما رواه الإمام أحمد في مسنده 3 / 166 بسند صحيح من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أنَّه قال: كنَّا جلوساً مع رسول الله ﷺ فقال: «يطلع عليكم الآن رجلٌ من أهل الجنَّة » فطلع رجل من الأنصار تنطف لحيته من وضوءه، قد تعلق نعليه في يده الشمال، فلما كان الغد، قال النبَّيُّ ﷺ مثل ذلك، فطلع ذلك الرجلُ مثل المرة الأولى، فلما كان اليوم الثالث، قال النَّبيُّ ﷺ مثل مقالته أيضاً، فطلع ذلك الرجل على مثل حاله الأولى، فلما قام النَّبيُّ ﷺ، تبعه عبد الله بن عمرو بن العاص، فقال: إني لاحيتُ (لاحيتُ: الملاحاة، المباغضة والمنازعة) أبي، فأقسمتُ أنْ لا أدخلَ عليه ثلاثاً، فإنْ رأيتَ أنْ تؤويني إليك حتى تمضي، فعلت. قال: نعم. قال أنس: وكان عبد الله يحدث أنَّه بات معه تلك الليالي الثلاث، فلم يَرَهُ يقوم من الليل شيئاً، غير أنَّه إذا تعارّ هب واستيقظ من الليل، وتقلّبَ على فراشه ذكر الله عز وجل، وكبّر، حتى يقوم لصلاة الفجر، قال عبد الله: غير أني لم أسمعه يقول إلا خيراً، فلما مضتِ الثلاث ليالٍ، وكدتُ أنْ أحقر عمله، قلت: يا عبد الله، إني لم يكن بيني وبين أبي غضبٌ ولا هجر ثَمَّ، ولكني سمعت رسول الله ﷺ يقول لك ثلاث مرات: (( يطلع عليكم الآن رجلٌ من أهل الجنَّة )) فطلعت َ أنت الثلاث مرارٍ، فأردتُ أنْ آوي إليك، لأنظرَ ما عملك، فأقتدي به، فلم أرَكَ تعملُ كثيرَ عملٍ، فما الذي بلغ بك ما قالَ رسول الله ﷺ فقال: ما هو إلا ما رأيتَ. قال: فلما ولّيتُ دعاني، فقال: ما هو إلا ما رأيتَ، غير أني لا أجد في نفسي لأحدٍ من المسلمين غشاً، ولا أحسد أحداً على خيرٍ أعطاه الله إياه. فقال عبد الله: هذه التي بلغتْ بكَ، وهي التي لا نطيق.