البحث

عبارات مقترحة:

البصير

(البصير): اسمٌ من أسماء الله الحسنى، يدل على إثباتِ صفة...

المجيب

كلمة (المجيب) في اللغة اسم فاعل من الفعل (أجاب يُجيب) وهو مأخوذ من...

الأول

(الأوَّل) كلمةٌ تدل على الترتيب، وهو اسمٌ من أسماء الله الحسنى،...


دُومَةُ الجندَل

بضم أوله وفتحه، وقد أنكر ابن دريد الفتح وعدّه من أغلاط المحدّثين، وقد جاء في حديث الواقدي دوماء الجندل، وعدّها ابن الفقيه من أعمال المدينة، سمّيت بدوم بن إسماعيل بن إبراهيم، وقال الزّجاجي: دومان بن إسماعيل، وقيل: كان لإسماعيل ولد اسمه دما ولعله مغير منه، وقال ابن الكلبي: دوماء بن إسماعيل، قال: ولما كثر ولد إسماعيل، عليه السلام، بتهامة خرج دوماء بن إسماعيل حتى نزل موضع دومة وبنى به حصنا فقيل دوماء ونسب الحصن إليه، وهي على سبع مراحل من دمشق بينها وبين مدينة الرسول، صلى الله عليه وسلّم، وقال أبو سعد: دومة الجندل في غائط من الأرض خمسة فراسخ، قال: ومن قبل مغربه عين تثجّ فتسقي ما به من النخل والزرع، وحصنها مارد، وسميت دومة الجندل لأن حصنها مبنيّ بالجندل، وقال أبو عبيد السكوني: دومة الجندل حصن وقرى بين الشام والمدينة قرب جبلي طيّء كانت به بنو كنانة من كلب، قال: ودومة من القريات، من وادي القرى إلى تيماء أربع ليال، والقريات: دومة وسكاكة وذو القارة، فأما دومة فعليها سور يتحصن به، وفي داخل السور حصن منيع يقال له مارد، وهو حصن أكيدر الملك بن عبد الملك بن عبد الحيّ بن أعيا بن الحارث بن معاوية بن خلاوة بن أبامة بن سلمة بن شكامة بن شبيب بن السكون بن أشرس بن ثور بن عفير وهو كندة السكوني الكندي، وكان النبي، صلى الله عليه وسلّم، وجّه إليه خالد بن الوليد من تبوك وقال له ستلقاه يصيد الوحش، وجاءت بقرة وحشية فحكّكت قرونها بحصنه فنزل إليها ليلا ليصيدها فهجم عليه خالد فأسره وقتل أخاه حسان بن عبد الملك وافتتحها خالد عنوة، وذلك في سنة تسع للهجرة، ثم إن النبي، صلى الله عليه وسلّم، صالح أكيدر على دومة وآمنه وقرّر عليه وعلى أهله الجزية، وكان نصرانيّا فأسلم أخوه حريث فأقرّه النبي، صلى الله عليه وسلّم، على ما في يده ونقض أكيدر الصلح بعد النبي، ، فأجلاه عمر، رضي الله عنه، من دومة فيمن أجلى من مخالفي دين الإسلام إلى الحيرة فنزل في موضع منها قرب عين التمر وبنى به منازل وسمّاها دومة، وقيل: دوماء باسم حصنه بوادي القرى، فهو قائم يعرف إلا أنه خراب، قال: وفي إجلاء عمر، رضي الله عنه، أكيدر يقول الشاعر: يا من رأى ظعنا تحمّل غدوة. .. من ال أكدر، شجوه يعنينيقد بدّلت ظعنا بدار إقامة، . .. والسير من حصن أشمّ حصين وأهل كتب الفتوح مجمعون على أن خالد بن الوليد، رضي الله عنه، غزا دومة أيام أبي بكر، رضي الله عنه، عند كونه بالعراق في سنة 12، وقتل أكيدر لأنه كان نقض وارتدّ، وعلى هذا لا يصح أن عمر، رضي الله عنه، أجلاه وقد غزي وقتل في أيام أبي بكر، رضي الله عنه، وأحسن ما ورد في ذلك ما ذكره أحمد بن جابر في كتاب الفتوح له وأنا حاك جميع ما قاله على الوجه، قال: بعث رسول الله، صلى الله عليه وسلّم، خالد بن الوليد، رضي الله عنه، سنة تسع إلى أكيدر بن عبد الملك بدومة الجندل فأخذه أسيرا وقتل أخاه وقدم بأكيدر على النبي، صلى الله عليه وسلّم، وعليه قباء ديباج بالذهب، فأسلم أكيدر وصالح النبي، صلى الله عليه وسلّم، على أرضه وكتب له ولأهل دومة كتابا، وهو: بسم الله الرحمن الرحيم. هذا كتاب محمد رسول الله لأكيدر حين أجاب إلى الإسلام وخلع الأنداد والأصنام، ولأهل دومة. إن لنا الضاحية من الضّحل والبور والمعامي وأغفال الأرض والحلقة والسلاح والحافر والحصن، ولكم الضامنة من النخل والمعين من المعمور لا تعدل سارحتكم ولا تعدّ فاردتكم ولا يحظر النبات، تقيمون الصلاة لوقتها وتؤتون الزكاة لحقها، عليكم بذلك عهد الله والميثاق ولكم به الصدق والوفاء، شهد الله ومن حضر من المسلمين، قيل: الضاحي البارز، والضّحل الماء القليل، والبور الأرض التي لم تستخرج، والمعامي الأرض المجهولة، والأغفال التي لا آثار فيها، والحلقة الدروع، والحافر الخيل والبراذين والبغال والحمير، والحصن دومة الجندل، والضامنة النخل الذي معهم في الحصن، والمعين الظاهر من الماء الدائم، وقوله: لا تعدل سارحتكم أي لا يصدّقها المصدّق إلا في مراعيها ومواضعها ولا يحشرها، وقوله: لا تعد فاردتكم أي لا تضم الفاردة إلى غيرها ثم يصدق الجميع فيجمع بين متفرّق الصدقة، ثم عاد أكيدر إلى دومة، فلما مات رسول الله، صلى الله عليه وسلّم، منع أكيدر الصدقة وخرج من دومة الجندل ولحق بنواحي الحيرة وابتنى قرب عين التمر بناء وسماه دومة، وأسلم حريث بن عبد الملك أخوه على ما في يده فسلم له ذلك، فقال سويد بن الكلبي: فلا يأمنن قوم زوال جدودهم كما زال عن خبث ظعائن أكدرا وتزوّج يزيد بن معاوية ابنة حريث، وقيل إن خالدا لما انصرف من العراق إلى الشام مرّ بدومة الجندل التي غزاها أولا بعينها وفتحها وقتل أكيدر، قال: وقد روي أن أكيدر كان منزله أولا بدومة الحيرة، وهي كانت منازله، وكان يزورون أخوالهم من كلب، وإنه لمعهم وقد خرجوا للصيد إذ رفعت لهم مدينة متهدّمة لم يبق إلا حيطانها وهي مبنية بالجندل فأعادوا بناءها وغرسوا فيها الزيتون وغيره وسموها دومة الجندل تفرقة بينها وبين دومة الحيرة، وكان أكيدر يتردد بينها وبين دومة الحيرة، فهذا يزيل الاختلاف، وقد ذهب بعض الرواة إلى أن التحكيم بين عليّ ومعاوية كان بدومة الجندل، وأكثر الرواة على أنه كان بأذرح، وقد أكثر الشعراء في ذكر أذرح وأن التحكيم كان بها، ولم يبلغني شيء من الشعر في دومة إلا قول الأعور الشنّيّ وإن كان الوزن يستقيم بأذرح، وهو هذا: رضينا بحكم الله في كل موطن، . .. وعمرو وعبد الله مختلفانوليس بهادي أمّة من ضلالة، . .. بدومة، شيخا فتنة عميان بكت عين من يبكى ابن عفّان، بعد ما نفا ورق الفرقان كلّ مكان ثوى تاركا للحقّ متّبع الهوى، وأورث حزنا لاحقا بطعان كلا الفتنتين كان حيّا وميّتا، يكادان لولا القتل يشتبهان وقال أعشى بني ضور من عنزة: أباح لنا، ما بين بصرى ودومة، كتائب منا يلبسون السّنورا إذا هو سامانا، من الناس، واحد له الملك خلّا ملكه وتفطّرا نفت مضر الحمراء عنا سيوفنا، كما طرد الليل النهار فأدبرا وقال ضرار بن الأزور يذكر أهل الرّدة: عصيتم ذوي ألبابكم وأطعتم ضجيما، وأمر ابن اللّقيطة أشأم وقد يمّموا جيشا إلى أرض دومة، فقبّح من وفد وما قد تيمّموا وقرأت في كتاب الخوارج: قال حدثنا محمد بن قلامة بن إسماعيل عن محمد بن زياد قال حدثنا محمد ابن عون قال حدثنا عبد الله بن عيسى بن عبد الرحمن ابن أبي ليلى قال مررت مع أبي موسى بدومة الجندل فقال: حدثني حبيبي أنه حكم في بني إسرائيل في هذا الموضع حكمان بالجور وأنه يحكم في أمتي في هذا المكان حكمان بالجور، قال: فما ذهبت إلا أيام حتى حكم هو وعمرو بن العاص بما حكما، قال: فلقيته فقلت له يا أبا موسى قد حدثتني عن رسول الله، صلى الله عليه وسلّم، بما حدثتني، فقال: والله المستعان.

[معجم البلدان]

دومة الجندل

حصن وقرى في البادية بين نجد وبلاد الشام قرب جبل طيئ وكانت بنو كنانة تسكن هذه الديار، والحصن هو حصن أكيدر بن عبد الملك بن الحارث الكندي.

[تعريف بالأماكن الواردة في البداية والنهاية لابن كثير]

دومة الجندل (1) :

بضم الدال، ما بين برك الغماد ومكة، وقيل هي ما بين الحجاز والشام، والمعنى واحد، وهي على عشر مراحل من المدينة وعشرين (2) من الكوفة وثمان من دمشق واثنتي عشرة من مصر. قال عياض: هي بضم الدال وفتحها وأنكر ابن دريد الفتح، وهو موضع من بلاد الشام قرب تبوك، وسميت بدومان بن إسماعيل عليه السلام كان ينزلها، ودومة حصن منيع ومعقل حصين وبه عمارة وتتصل به عين التمر. وبعث (3) رسول الله جيشاً إلى دومة وأقر عليهم عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه وعممه بيده وقال: " اغد باسم الله فجاهد في سبيل الله تقاتل من كفر بالله، وأكثر من ذكري عسى أن يفتح الله على يديك، فإن فتح فتزوج بنت ملكهم ". وكان الأصبغ بن عمرو بن ثعلبة ملكهم ففتحها وتزوج بنته تماضر بنت الأصبغ وكان افتتاح دومة صلحاً، وهي من بلاد الصلح التي أدت إلى رسول الله الجزية وكذلك اذرح وهجر والبحران وأيلة. وقال ابن إسحاق (4) : في سنة تسع فتح رسول الله دومة وبعث خالد بن الوليد رضي الله عنه فأتاه بأكيدر دومة، وهو أكيدر بن عبد الملك من كندة، وكان ملكاً عليها وكان نصرانياً، فقال رسول الله لخالد: " انك ستجده يصيد البقر "، فخرج حتى إذا كان من حصنه بمنظر العين وفي ليلة مقمرة صائفة (5) وهو على سطح له ومعه امرأته، فباتت البقر تحك بقرونها باب القصر فقالت له امرأته: هل رأيت مثل هذا قط؟ قال: لا والله، قالت: فمن (6) يترك هذه؟ قال: لا أحد، فنزل فأمر بفرسه فاستخرج له فركب وركب معه نفر من أهل بيته فيهم أخ له يقال له حسان، فركب وخرجوا معه (7) بمطاردهم، فلما خرجوا لقيتهم خيل رسول الله فأخذوه وقتلوا أخاه، وقد كان عليه قباء من ديباج مخوص بالذهب، فاستلبه خالد رضي الله عنه فبعث به إلى رسول الله قبل قدومه عليه، فجعل المسلمون يلمسونه بأيديهم يتعجبون منه، فقال رسول الله : " أتعجبون من هذا، فوالذي نفسي بيده لمناديل سعد بن عبادة (8) في الجنة أحسن من هذا ". ثم إن خالداً رضي الله عنه قدم بأكيدر على رسول الله فحقن له دمه وصالحه على الجزية ثم خلى سبيله، فرجع إلى قريته وكان ذلك في غزوة تبوك. ودومة أيضاً أخرى عند الحيرة، ويقال لما حولها النجف. وأما دومة، بفتح الدال، فأخرى مذكورة في أخبار الردة. وبدومة الجندل اجتمع الحكمان (9) : أبو موسى الأشعري وعمرو بن العاصي رضي الله عنهما، وذلك في سنة ثمان وثلاثين بعث علي رضي الله عنه، عبد الله بن عباس وشريح بن هانئ الهمداني رضي الله عنهم، في أربعمائة رجل، وفيهم أبو موسى الأشعري رضي الله عنه، وبعث معاوية بن أبي سفيان بعمرو بن العاصي ومعه شرحبيل بن السمط رضي الله عنهم في أربعمائة رجل فلما دنا القوم من الموضع الذي كان فيه الاجتماع قال ابن عباس لأبي موسى: إن علياً لم يرض بك حكماً لفضل عندك والمقدمون عليك كثير، وإن الناس أبوا غيرك، وإني أظن ذلك لشر يراد بهم، وقد ضم إليك داهية العرب فمهما نسيت فلا تنس أن علياً بايعه الذين بايعوا أبا بكر وعمر، وليست فيه خصلة تباعده من الخلافة وليس في معاوية خصلة تقربه من الخلافة. ووصى معاوية عمراً حين فارقه وهو يريد الاجتماع بأبي موسى فقال له: يا أبا عبد الله إن أهل العراق قد أكرهوا علياً على أبي موسى؟ وأنا وأهل الشام راضون بك، وقد ضم إليك رجل طويل اللسان قصير الرأي فأجد الحز وطبق المفصل ولا تلقه برأيك كله. ووافاهم عبد الله بن عمر وعبد الله بن الزبير وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام المخزومي والمغيرة بن شعبة في ناس. فاستقر جميعهم بدومة الجندل، فالتقى الحكمان (10)، فقال عمرو بن العاصي: يا أبا موسى ألست تعلم أن عثمان قتل مظلوماً؟ قال: أشهد، قال: ألست تعلم أن معاوية وآل معاوية أولياؤه؟ قال: بلى، قال: فإن الله عز وجل قال: " ومن قتل مظلوماً فقد جعلنا لوليه سلطاناً فلا يسرف في القتل إنه كان منصوراً " فما يمنعك من معاوية ولي عثمان يا أبا موسى وبيته في قريش كما قد علمت، فإن تخوفت أن يقول الناس: ولى معاوية وليست له سابقة فإن لك في ذلك حجة، وجدته ولي عثمان بن عفان المظلوم والطالب بدمه، الحسن السياسة والتدبير، وهو أخو أم حبيبة زوج النبي ، وكاتب رسول الله ، وقد صحبه فهو أحد الصحابة رضي الله عنهم. ثم عرض له عمرو بالسلطان فقال: والله إن ولي أكرمك كرامة لم يكرمها خليفة، فقال له أبو موسى: يا عمرو اتق الله، فأما ما ذكرت من شرف معاوية فإن هذا ليس على الشرف يولاه (11) أهله، ولو كان للشرف كان هذا الأمر إلى أبرهة بن الصباح، إنما هو لأهل الدين والفضل، مع إني لو كنت معطيه أفضل قريش شرفاً أعطيته علياً، وأما قولك إن معاوية ولي دم عثمان فوله هذا الأمر فإني لم أكن لأوليه معاوية وأدع المهاجرين الأولين، وأما تعريضك لي بالسلطان فوالله لو خرج لي من سلطانه ما وليته ولا كنت لأرشى في حكم الله عز وجل، ولكن إن شئت أحيينا اسم عمر، فقال له عمرو: إن كنت تحب بيعة ابن عمر فما يمنعك من ابني وأنت تعرف فضله وصدقه؟ قال: إن ابنك رجل صدق ولكنك قد غمسته في هذه الفتنة. ثم قال (12) أبو موسى: قد علمت أن أهل العراق لا يحبون معاوية أبداً وأن أهل الشام لا يحبون علياً أبداً فهلم فلنخلعهما معاً ونستخلف عبد الله بن عمر، وكان عبد الله بن عمر مزوجاً على بنت أبي موسى، قال عمرو: ويفعل ذلك عبد الله؟ قال أبو موسى: نعم إذا حمله الناس على ذلك، فصوب عمرو كل ما قاله أبو موسى وقال له عمرو: هل لك في سعد؟ قال أبو موسى: لا، وعد له عمرو جماعة وأبو موسى يأبى إلا صهره ابن عمر، فقال له عمرو: أرأيت لو رضي أهل العراق بعبد الله بن عمر وأبى أهل الشام أتقاتل أهل الشام. قال أبو موسى: لا، فقال عمرو: ولو رضي به أهل الشام وأبى أهل العراق أتقاتل أهل العراق؟ قال أبو موسى: لا، فقال: أما إذا رأيت الصلاح والخير في هذا للمسلمين فقم فاخطب الناس واخلع صاحبينا جميعاً، وتكلم باسم هذا الذي تستخلف، فقال أبو موسى: بل أنت قم فاخطب فأنت أحق بذلك، فقال عمرو: ما أحب أن أتقدمك، وما قولي وقولك للناس إلا واحد فقم راشداً، فقام أبو موسى، فحمد الله وأثنى عليه وصلى على رسول الله ثم قال: أيها الناس، إنا نظرنا في أمرنا فرأينا أقرب ما يحضرنا في الصلاح ولم الشعث وحقن الدماء وجمع الألفة خلعنا علياً ومعاوية، وقد خلعت علياً ومعاوية كما خلعت عمامتي هذه، ثم أهوى إلى عمامته فخلعها، واستخلفنا رجلاً قد صحب رسول الله بنفسه، وصحب أبوه النبي فبرز في سابقته، وهو عبد الله بن عمر، وأطراه ورغب الناس فيه ثم نزل، فقام عمرو فحمد الله وأثنى عليه وصلى على رسوله ، ثم قال: أيها الناس إن أبا موسى عبد الله بن قيس خلع علياً وأخرجه من الأمر الذي يطلب وهو أعلم به، ألا وإني خلعت علياً معه وأثبت معاوية علي وعليكم، وقد صحب معاوية النبي وصحب أبوه النبي فهو الخليفة علينا وله طاعتنا وبيعتنا على الطلب بدم عثمان، فقام أبو موسى فقال: كذب عمرو، لم نستخلف معاوية ولكنا خلعناه وعلياً جميعاً، فقال عمرو: بل كذب عبد الله بن قيس قد خلع علياً ولم أخلع معاوية. وفي (13) رواية: أن أبا موسى قال في خطبته: أيها الناس قد أجمعت أنا وصاحبي أن أخلع أنا علي بن أبي طالب ويعزل هو معاوية بن أبي سفيان، ونجعل هذا الأمر لعبد الله بن عمر فإنه لم يخض في الفتنة ولم يغمس يده في دم مسلم، ألا وإني قد خلعت علي بن أبي طالب كما أخلع سيفي هذا، ثم خلع سيفه من عاتقه ثم جلس، وقال لعمرو: قم، فقام عمرو بن العاصي فقال: أيها الناس إنه قد كان من رأي صاحبي ما قد سمعتم، وإنه أشهدكم أنه خلع علي بن أبي طالب كما يخلع سيفه وأنا أشهدكم أني قد أثبت معاوية بن أبي سفيان كما أثبت سيفي هذا، وكان قد خلع سيفه قبل أن يقوم إلى الخطبة فأعاده على نفسه. فقال (14) أبو موسى لعمرو: لعنك الله فإنما مثلك كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث، فقال له عمرو: لعنك الله إنما مثلك كمثل الحمار يحمل أسفاراً، ثم ركل أبا موسى فألقاه لجنبه، فلما رأى شريح بن هانىء الهمداني ذلك قنع عمرواً بالسوط، وقام الناس فحجزوا بينهم، فكان شريح بعد ذلك يقول: ما ندمت على شيء ندامتي على ضرب عمرو بالسوط إلا أن أكون ضربته بالسيف، أتى بعد ذلك الدهر بما أتى. وانخزل أبو موسى فاستوى على راحلته ولحق بمكة ولم يعد إلى الكوفة، وآلى ألا ينظر في وجه علي رضي الله عنه ما بقي، فقال ابن عباس رضي الله عنهما: قبح الله رأي أبي موسى، حذرته وأمرته بالرأي فما عقل. وكان أبو موسى يقول: لقد كان ابن عباس حذرني غدرة الفاسق، ولكني اطمأننت إليه وظننت أنه لا يؤثر شيئاً على نصيحة الأمة. ثم انصرف عمرو وأهل الشام إلى معاوية فسلموا عليه بالخلافة. وكان السبب في بعث الحكمين أن أهل الشام لما رأوا أهل العراق قد أشرفوا على الفتح رفعوا المصاحف على رؤوس الرماح تالين: " ألم تر إلى الذين أوتوا نصيباً من الكتاب يدعون إلى كتاب الله ليحكم بينهم " ويقولون: حاكمونا إلى كتاب الله، ونادوا كتاب الله بيننا وبينكم، وكان الأشتر النخعي يومئذ قد أشرف على الفتح، وهو يومئذ كان على الناس، فركنوا إلى ذلك، وعزموا على علي رضي الله عنه في البعث إليه، فأرسل إليه فقال: أحين أشرف على الفتح تبعث إلي؟ فأغلظوا له وألزموه بأن يبعث إليه، فبعث إليه كارهاً فانصرف ووقعت الفتنة والفرقة. (1) معجم ما استعجم 2: 564. (2) معجم البكري: وعشر. (3) عاد إلى النقل عن معجم البكري. (4) السيرة 2: 526. (5) ص ع: صادفه. (6) ص ع: لمن. (7) ص ع: معهم. (8) السيرة: سعد بن معاذ. (9) في قصة الحكمين انظر الطبري 1: 3354، والمؤلف ينقل هنا عن مروج الذهب 4: 390. (10) من هنا يبدأ النقل عن الطبري 1: 3355. (11) ص ع: يوليه. (12) من هنا عاد المؤلف ينقل عن مروج الذهب: 396. (13) من هنا لم يعد متابعاً للمسعودي. (14) عاد النص مشابهاً لما عند المسعودي والطبري.

[الروض المعطار في خبر الأقطار]

دومة الجندل

دَالٌ مُهْمَلَةٌ وَوَاوٌ سَاكِنَةٌ، وَمِيمٌ وَهَاءٌ: جَاءَتْ فِي النَّصِّ: وَكَلْبُ بْنُ وَبْرَةَ مِنْ قُضَاعَةَ، اتَّخَذُوا وَدًّا بِدُومَةِ الْجَنْدَلِ. قُلْت: جَرَى الْمُتَقَدِّمُونَ عَلَى ضَبْطِ دُومَةَ بِالضَّمِّ، وَقَالُوا: إنَّهَا مَنْسُوبَةٌ إلَى: دُومٍ أَوْ دُومَانَ بْنِ إسْمَاعِيلَ بْنِ إبْرَاهِيمَ، عَلَيْهِمْ السَّلَامُ. وَاَلَّذِي أَرَاهُ أَنَّهَا بِالْفَتْحِ بِاسْمِ الدَّوْمَةِ مِنْ الشَّجَرِ الْمَعْرُوفِ، فَالْعَرَبُ تُسَمِّي السَّيَالَة، والتناضب، وَنَحْوَهَا، وَأَهْلُهَا الْيَوْمَ يَقُولُونَ: دَوْمَةُ الْجَنْدَلِ، بِالْفَتْحِ، وَهِيَ قَرْيَةٌ فِي الْجَوْفِ، يُشْرِفُ عَلَيْهَا حِصْنٌ مَارِدٌ، حِصْنُ أُكَيْدِرٍ الْكِنْدِيُّ. وَالْجَوْفُ: مِنْطَقَةٌ زِرَاعِيَّةٌ شَمَالَ تَيْمَاءَ عَلَى قَرَابَةِ 450 كَيْلًا، تَصِلُهَا طَرِيقٌ مُعَبَّدَةٌ بِكُلِّ مِنْ تَيْمَاءَ فَالْمَدِينَةَ، وَطُرَيْفٍ فَعَمَّان، وَأَهْلُ الْجَوْفِ يَنْتَسِبُونَ إلَيْهِ: فَيُقَالُ لِأَحَدِهِمْ: جَوْفِيٌّ، وَهُمْ أُسَرٌ عَدِيدَةٌ لَهُمْ قُرًى كَثِيرَةٌ وَمَزَارِعُ، وَأَقْرَبُ مَدِينَةٍ إلَيْهِمْ سُكَاكَةُ، وَقَدْ اتَّبَعَتْ الْيَوْمَ الْجَوْفَ وَسُكَاكَةُ إمَارَةُ حَائِلٍ. أَمَّا وَدٌّ الصَّنَمُ فَلَمْ يَعُدْ يُعْرَفُ.

[معجم المعالم الجغرافية في السيرة النبوية]

دومة الجندل

بالضم، ويفتح. وأنكر ابن دريد الفتح، وعدّه من أغلاط المحدثين، وجاء فى حديث الواقدى دوما الجندل. قيل: هى من أعمال المدينة، حصن على سبعة مراحل من دمشق، بينها وبين المدينة، قيل: هى فى غائط من الأرض خمسة فراسخ، ومن قبل مغربه عين تثجّ فتسقى ما به من النخل والزرع وحصنها مارد. وسمّيت [دومة] الجندل؛ لأنها مبنيّة به، وهى قرب جبلى طيىء. ودومة: من القريات، من وادى القرى، [والقريات] دومة، وسكاكة، وذو القارة، وعلى دومة سور يتحصّن به، وفى داخل السور حصن منيع، يقال له: مارد، وهو حصن أكيدر بن عبد الملك، صالحه النّبيّ عليه السلام وأمنه، وكان نصرانيا وأجلاه عمر فيمن أجلى من أهل الكتاب إلى الحيرة، فنزل موضعا قرب عين التمر، وبنى به منازل وسمّاه دومة باسم حصنه بوادى القرى.

[مراصد الاطلاع على اسماء الامكنة والبقاع]