المليك
كلمة (المَليك) في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فَعيل) بمعنى (فاعل)...
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه مرفوعاً: "الطِّيَرَةُ شِرْكٌ، الطِّيَرَةُ شِرْكٌ، وما منا إلا، ولكنَّ الله يُذْهِبُهُ بالتوكل". (وما منا إلا، ولكنَّ الله يُذْهِبُهُ بالتوكل) من قول ابن مسعود وليس مرفوعًا.
[صحيح.] - [رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه وأحمد.]
الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يخبر ويكرر الإخبار؛ ليتقرر مضمونه في القلوب، أن الطيرة -وهي التشاؤم الذي يمنع الشخص من فعل أو يدفعه إليه- شرك؛ لما فيها من تعلق القلب على غير الله وسوء الظن به. وقال ابن مسعود: وما منا من أحد إلا وقد وقع في قلبه شيء من التشاؤم، ولكن الله يُذهب هذا التشاؤم بالتوكل والاعتماد عليه، وهذا -والله أعلم- على سبيل التواضع والمبالغة، مع بيان العلاج إذا حصل ذلك.
الطيرة | المنهي عنها، وحقيقتها وضابطُها ما حمل الإنسان على المضيّ فيما أراده أو رده عنه اعتمادا عليها. |
وما منا إلا | فيه إضمارٌ تقديره: وما منا أحد إلا وقع في قلبه شيءٌ منها، وهذا من الراوي، وليس من كلام النبي -صلى الله عليه وسلم-. |
يذهبه بالتوكل | أي: التوكل على الله في جلب النفع ودفع الضر يذهب الطيرة. |
يذهبه بالتوكل | أي يذهب الله التطير بصدق الاعتماد عليه والثقة به سبحانه. |
رمضانُ شهرُ الانتصاراتِ الإسلاميةِ العظيمةِ، والفتوحاتِ الخالدةِ في قديمِ التاريخِ وحديثِهِ.
ومنْ أعظمِ تلكَ الفتوحاتِ: فتحُ مكةَ، وكان في العشرينَ من شهرِ رمضانَ في العامِ الثامنِ منَ الهجرةِ المُشَرّفةِ.
فِي هذهِ الغزوةِ دخلَ رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلمَ مكةَ في جيشٍ قِوامُه عشرةُ آلافِ مقاتلٍ، على إثْرِ نقضِ قريشٍ للعهدِ الذي أُبرمَ بينها وبينَهُ في صُلحِ الحُدَيْبِيَةِ، وبعدَ دخولِهِ مكةَ أخذَ صلىَ اللهُ عليهِ وسلمَ يطوفُ بالكعبةِ المُشرفةِ، ويَطعنُ الأصنامَ التي كانتْ حولَها بقَوسٍ في يدِهِ، وهوَ يُرددُ: «جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا» (81)الإسراء، وأمرَ بتلكَ الأصنامِ فكُسِرَتْ، ولما رأى الرسولُ صناديدَ قريشٍ وقدْ طأطأوا رؤوسَهمْ ذُلاً وانكساراً سألهُم " ما تظنونَ أني فاعلٌ بكُم؟" قالوا: "خيراً، أخٌ كريمٌ وابنُ أخٍ كريمٍ"، فأعلنَ جوهرَ الرسالةِ المحمديةِ، رسالةِ الرأفةِ والرحمةِ، والعفوِ عندَ المَقدُرَةِ، بقولِه:" اليومَ أقولُ لكمْ ما قالَ أخِي يوسفُ من قبلُ: "لا تثريبَ عليكمْ اليومَ يغفرُ اللهُ لكمْ، وهو أرحمُ الراحمينْ، اذهبوا فأنتمُ الطُلَقَاءُ".