عن وَاثِلَةَ بن الأَسْقَعِ ـ رضي الله عنه ـ مرفوعاً: «إن من أعظم الفِرَى أن يَدَّعِيَ الرجلُ إلى غير أبيه، أو يُرِي عَيْنَهُ ما لم تَرَ، أو يقول على رسول الله ﷺ ما لم يَقْلْ».
[صحيح.] - [رواه البخاري.]
شرح الحديث :
إن من أشدِّ الكذبِ على الله -تعالى-: أن يَنْسبَ الرجل نفسه إلى غير أبيه الحقيقي أو يَنْسِبَه أحدٌ إلى غير أبيه فيُقِرَّه على ذلك. فهذا من أشدِّ أنواع الكذب، وإن من أعظم الكذب وأشده عند الله -تعالى- كذلك أن يدعي المرء أنه رأى في المنام شيئًا ولم يره أصلًا، وإن من أعظم الكذب وأشده عند الله -تعالى- أيضًا أن ينسب للنبي ﷺ قولًا أو فعلًا أو تقريرًا ولم يوجد منه ﷺ.
معاني الكلمات :
الفرى |
الكذبة العظيمة. |
أن يدعي الرجل إلى غير أبيه |
هو أن يَتْنَسِب الإنسان إلى غير أبيه وعشيرته. |
أن يري عينه ما لم تر |
يكذب في رؤياه. |
فوائد من الحديث :
-
أن الانتساب إلى غير أبيه كبيرة؛لأن فيها تضييعًا للأنساب، وإدخال على الأسر ما ليس منه، ويترتب على ذلك محاذير شرعية كثيرة.
-
الكذب في الرؤيا كبيرة؛ لأنه كذِبٌ على الله -تعالى-.
-
الكذب على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كبيرة من كبائر الذنوب.
-
حرص الإسلام على تربية أتباعه على الصدق في كل الأحوال في النوم واليقظة، ومع الله -تعالى- ومع رسوله -صلى الله عليه وسلم- ومع النفس؛ فالصدق منجاة وطمأنينة وسكينة.
المراجع :
صحيح البخاري، للإمام محمد بن إسماعيل البخاري، تحقيق محمد الناصر، دار طوق النجاة.
بهجة الناظرين شرح رياض الصالحين؛ تأليف سليم الهلالي، دار ابن الجوزي- الطبعة الأولى1418ه.
نزهة المتقين شرح رياض الصالحين؛ تأليف د.
مصطفى الخِن وغيره، مؤسسة الرسالة-بيروت، الطبعة الرابعة عشرة، 1407هـ.
كنوز رياض الصالحين»، لحمد بن ناصر العمار، دار كنوز إشبيليا- الطبعة الأولى1430ه.
دليل الفالحين لطرق رياض الصالحين، لمحمد علي بن محمد بن علان بن إبراهيم البكري الصديقي الشافعي اعتنى بها: خليل مأمون شيحا، دار المعرفة.
شرح رياض الصالحين؛ للشيخ محمد بن صالح العثيمين، مدار الوطن، الرياض، 1426هـ.
مفردات ذات علاقة :
ترجمة هذا الحديث
متوفرة باللغات التالية