الأحد
كلمة (الأحد) في اللغة لها معنيانِ؛ أحدهما: أولُ العَدَد،...
عن ابن الدَّيْلَمِي قال: أتيتُ أُبَيَّ بن كعب فقلتُ: في نفْسي شيء من القدر، فحَدِّثْني بشيء لعل الله يُذْهِبَه مِن قلبي. فقال: «لو أنفقتَ مثل أُحُد ذَهَبًا ما قَبِلَه الله منك حتى تؤمن بالقدَر، وتعلمَ أنَّ ما أصابك لم يكن ليُخطِئك، وما أخْطأك لم يكن لِيُصِيبَك، ولو مُتَّ على غير هذا لكنتَ مِن أهل النار». قال: فأتيتُ عبد الله بن مسعود، وحذيفة بن اليمان، وزيد بن ثابت، فكلهم حدَّثني بمثل ذلك عن النبي ﷺ.
[صحيح.] - [رواه أبو داود وابن ماجه وأحمد.]
يُخْبِرُ عبد الله بن فَيْرُوز الدَّيْلَمِي رحمه الله: أنه حدَث في نفسه إشكالٌ في أمر القدر، فخَشِيَ أن يُفْضِيَ به ذلك إلى جُحُوده، فذهب يسأل أهل العلم من صحابة رسول الله ﷺ؛ لحَلِّ هذا الإشكال، وهكذا ينبغي للمؤمن أن يسأل العلماء عما أُشْكِلَ عليه، عملًا بقول الله تعالى: ﴿فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون﴾، فأفتاه هؤلاء العلماء كلهم بأنه لا بُدَّ من الإيمان بالقضاء والقدر، وأن إنفاق القدر العظيم لا يقبل من الذي لا يؤمن بالقدر، وأن مَن مات وهو لا يؤمن به كان من أهل النار.
في نفسي شيء من القدر | أي: شَكٌّ واضطرابٌ قد يُؤَدِّي إلى جَحْدٍ. |
لو أنفقت مثل أُحُد ذَهَبًا | هذا من باب التمثيل لا التحديد. |
ولو مت على غير هذا | أي: على غير الإيمان بالقدر. |
لكنت من أهل النار | أي: لأنك جَحَدْتَ رُكْنًا من أركان الإيمان، ومن جَحَد واحدًا منها فقد جَحَد جميعها. |