الرفيق
كلمة (الرفيق) في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فعيل) من الرفق، وهو...
عن طلق بن علي رضي الله عنه قال: قَدِمْنَا على نَبِيِّ الله ﷺ فجاء رَجُل كأنه بَدَوي، فقال: يا نَبِيَّ الله، ما ترى في مَسِّ الرَّجل ذَكَره بعد ما يتوضأ؟ فقال: «هل هو إلا مُضْغَةٌ منه»، أو قال: «بَضْعَةٌ منه».
[صحيح.] - [رواه أبو داود وأحمد والترمذي والنسائي.]
معنى الحديث: "ما ترى في مَسِّ الرَّجل ذَكَره بعد ما يتوضأ"يعني ما الذي أوجبه الشرع فيما إذا مَسَّ الرَّجُل ذَكَره بعد الوضوء ، هل عليه شيء؟ وفي رواية عند أحمد: "الرَّجُل يَمَسُّ ذَكَرَه في الصلاة عليه الوضوء؟ قال: "لا إنما هو مِنْك" قوله: "هل هو إلا مُضْغَةٌ منه أو قال: بَضْعَةٌ منه" أي: أن الذَّكر كسائر أعضاء الجَسَد، فإذا مَسَّ المتوضئ يَده أو رِجْلَه أو أنفه أو رأسَه لم ينتقض وضوؤه بذلك، كذلك إذا مسَّ ذَكَرَه، وهذا الحديث إما منسوخ أو محمول على مس الذكر من وراء حائل، أما مباشرة الذكر باليد فينقض الوضوء؛ لأحاديث أخرى.
في مَسِّ الرَّجل | المراد بالمَسِّ هنا: المَسُّ باليَد مباشرة أي من غير حائل. |
مُضْغَةٌ منه | المُضْغَة : القِطْعة من اللحم. |
بَضْعَةٌ منه | البَضْعَة: القِطْعَة من اللحم. |
رمضانُ شهرُ الانتصاراتِ الإسلاميةِ العظيمةِ، والفتوحاتِ الخالدةِ في قديمِ التاريخِ وحديثِهِ.
ومنْ أعظمِ تلكَ الفتوحاتِ: فتحُ مكةَ، وكان في العشرينَ من شهرِ رمضانَ في العامِ الثامنِ منَ الهجرةِ المُشَرّفةِ.
فِي هذهِ الغزوةِ دخلَ رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلمَ مكةَ في جيشٍ قِوامُه عشرةُ آلافِ مقاتلٍ، على إثْرِ نقضِ قريشٍ للعهدِ الذي أُبرمَ بينها وبينَهُ في صُلحِ الحُدَيْبِيَةِ، وبعدَ دخولِهِ مكةَ أخذَ صلىَ اللهُ عليهِ وسلمَ يطوفُ بالكعبةِ المُشرفةِ، ويَطعنُ الأصنامَ التي كانتْ حولَها بقَوسٍ في يدِهِ، وهوَ يُرددُ: «جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا» (81)الإسراء، وأمرَ بتلكَ الأصنامِ فكُسِرَتْ، ولما رأى الرسولُ صناديدَ قريشٍ وقدْ طأطأوا رؤوسَهمْ ذُلاً وانكساراً سألهُم " ما تظنونَ أني فاعلٌ بكُم؟" قالوا: "خيراً، أخٌ كريمٌ وابنُ أخٍ كريمٍ"، فأعلنَ جوهرَ الرسالةِ المحمديةِ، رسالةِ الرأفةِ والرحمةِ، والعفوِ عندَ المَقدُرَةِ، بقولِه:" اليومَ أقولُ لكمْ ما قالَ أخِي يوسفُ من قبلُ: "لا تثريبَ عليكمْ اليومَ يغفرُ اللهُ لكمْ، وهو أرحمُ الراحمينْ، اذهبوا فأنتمُ الطُلَقَاءُ".