المقيت
كلمة (المُقيت) في اللغة اسم فاعل من الفعل (أقاتَ) ومضارعه...
عن أبي جعفر عبد الله بن جعفر رضي الله عنهما، قال: أرْدَفَنِي رسول الله ﷺ ذات يوم خلفه، وأَسَرَّ إليَّ حديثا لا أُحَدِّث به أحدًا من الناس، وكان أَحَبَّ ما اسْتَتَرَ به رسول الله ﷺ لحاجته هَدَفٌ أو حائشُ نَخْل. يعني: حائط نخل. فدخل حائطا لرجل من الأنصار، فإذا فيه جَمَل، فلما رأى رسول الله ﷺ جَرْجَر وذَرَفَتْ عيناه، فأتاه النبي ﷺ فمسَح سَرَاته -أي: سنامه- وذِفْرَاه فسَكَن، فقال: «مَن رَبُّ هذا الجمل؟ لمن هذا الجمل؟». فجاء فَتًى من الأنصار، فقال: هذا لي يا رسول الله. قال: «أفلا تتقي الله في هذه البهيمة التي مَلَّكَك الله إياها؟ فإنه يَشْكُو إلي أنك تُجِيعه وتُدْئِبه».
[صحيح.] - [رواه مسلم مختصرا، وأبو داود وأحمد بتمامه.]
عن عبد الله بن جعفر رضي الله عنه أن النبي ﷺ أركبه خلفه ذات ليلة على الدابة، وكتم إليه بشيء من القول لا يحب رضي الله عنه أن يحدث به الناس، لأنه سر النبي ﷺ، وأخبر أن النبي ﷺ كان يحب إذا أراد قضاء حاجته أن يستتر إما بشيء مرتفع، أو ببستان يجتمع فيه النخل حتى لا يراه أحد، وهذا البستان مكان فيه زرع مرتفع لكنه لا يصلح لجلوس الناس فيه، وأن النبي ﷺ دخل بستانا لرجل من الأنصار فوجد جملا، فلما رأى الجملُ رسولَ الله ﷺ بكى؛ فمسح النبي ﷺ سنامه وخلف أذنه، ثم سأل عن صاحب الجمل، فجاء فتى من الأنصار وأخبر أنه صاحبه، فقال له النبي ﷺ: أفلا تتقي الله الذي جعلك مالكا لهذا الجمل، فإنه شكى لي أنك تجيعه وتتعبه.
أردفني | أركبني خلفه. |
أَسَرّ | كتَم وأخفى. |
لحاجته | أي: عند قضاء حاجته. |
استَتَر به | احتجب عن أعين الناس. |
هدف | كل شيء مرتفع. |
حائشُ نَخْل | هو البستان الذي يجتمع فيه النخل. |
جَرْجَر | ردَّد صوتًا في حلقه. |
ذَرَفَتْ عيناه | سال منها الدمع. |
ذِفْرَاه | الموضع الذي يعرق من البعير خلف أذنه. |
تُدْئِبه | تتعبه. |