الجميل
كلمة (الجميل) في اللغة صفة على وزن (فعيل) من الجمال وهو الحُسن،...
عن عائشة قالت: كان النبي ﷺ يقول وهو صحيح: «إنَّه لم يُقبض نبيٌّ حتى يرى مقعدَه من الجنة، ثم يُخَيَّر» فلمَّا نزل به، ورأسه على فخِذي غُشِي عليه، ثم أفاق فأشْخَصَ بصرَه إلى سقف البيت، ثم قال: «اللهمَّ الرَّفِيقَ الأعلى». فقلتُ: إذًا لا يختارنا، وعرفتُ أنَّه الحديثُ الذي كان يحدِّثنا وهو صحيح، قالت: فكانت آخر كلمة تكلَّم بها: «اللهمَّ الرَّفِيقَ الأعلى».
[صحيح.] - [متفق عليه.]
تقول عائشة رضي الله عنها: إن رسول الله ﷺ كان يقول في حال صحته قبل أن يمرض مرض وفاته: إنه لم يمت نبي من الأنبياء حتى يريه الله مكانه من الجنة، ثم يخيره بين قعوده في الدنيا، وبين وصوله إلى مكانه من الجنة. قالت عائشة: فلما مرض النبي ﷺ مرض وفاته، كانت رأسه على فخذي، فأغمي عليه ثم أفاق، فرفع بصره إلى سقف البيت ثم قال: «اللهم الرفيق الأعلى» أي: أختار الرفيق الأعلى، وهم جماعة الأنبياء الذين يسكنون أعلى عليين. قالت عائشة: فقلت إذا خيره الله بين الدنيا والآخرة، فإنه سيختار الآخرة، ولن يختارنا، وعرفت أن هذا التخيير هو الحديث الذي كان يحدثها به في حال صحته. قالت عائشة: كان آخر كلمة تكلم بها النبي ﷺ: «اللهم الرفيق الأعلى».
يُقبض | يموت. |
غُشِي عليه | أُغمي عليه. |
أشخص بصرَه | رفع بصره. |
الرَّفِيق الأعلى | جماعة الأنبياء الذين يسكنون أعلى عليين. |
رمضانُ شهرُ الانتصاراتِ الإسلاميةِ العظيمةِ، والفتوحاتِ الخالدةِ في قديمِ التاريخِ وحديثِهِ.
ومنْ أعظمِ تلكَ الفتوحاتِ: فتحُ مكةَ، وكان في العشرينَ من شهرِ رمضانَ في العامِ الثامنِ منَ الهجرةِ المُشَرّفةِ.
فِي هذهِ الغزوةِ دخلَ رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلمَ مكةَ في جيشٍ قِوامُه عشرةُ آلافِ مقاتلٍ، على إثْرِ نقضِ قريشٍ للعهدِ الذي أُبرمَ بينها وبينَهُ في صُلحِ الحُدَيْبِيَةِ، وبعدَ دخولِهِ مكةَ أخذَ صلىَ اللهُ عليهِ وسلمَ يطوفُ بالكعبةِ المُشرفةِ، ويَطعنُ الأصنامَ التي كانتْ حولَها بقَوسٍ في يدِهِ، وهوَ يُرددُ: «جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا» (81)الإسراء، وأمرَ بتلكَ الأصنامِ فكُسِرَتْ، ولما رأى الرسولُ صناديدَ قريشٍ وقدْ طأطأوا رؤوسَهمْ ذُلاً وانكساراً سألهُم " ما تظنونَ أني فاعلٌ بكُم؟" قالوا: "خيراً، أخٌ كريمٌ وابنُ أخٍ كريمٍ"، فأعلنَ جوهرَ الرسالةِ المحمديةِ، رسالةِ الرأفةِ والرحمةِ، والعفوِ عندَ المَقدُرَةِ، بقولِه:" اليومَ أقولُ لكمْ ما قالَ أخِي يوسفُ من قبلُ: "لا تثريبَ عليكمْ اليومَ يغفرُ اللهُ لكمْ، وهو أرحمُ الراحمينْ، اذهبوا فأنتمُ الطُلَقَاءُ".