البحث

عبارات مقترحة:

القوي

كلمة (قوي) في اللغة صفة مشبهة على وزن (فعيل) من القرب، وهو خلاف...

المليك

كلمة (المَليك) في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فَعيل) بمعنى (فاعل)...

الجواد

كلمة (الجواد) في اللغة صفة مشبهة على وزن (فَعال) وهو الكريم...


زَنْجَانُ

بفتح أوّله وسكون ثانيه ثمّ جيم، وآخره نون: بلد كبير مشهور من نواحي الجبال بين أذربيجان وبينها، وهي قريبة من أبهر وقزوين، والعجم يقولون زنكان بالكاف، وقد خرج منها جماعة من أهل العلم والأدب والحديث، فمن المتقدمين: أحمد ابن محمد بن ساكن الزنجاني، روى عن إسماعيل بن موسى ابن بنت السري وغيره ممّن لا يحصى كثرة، وكان عثمان بن عفّان، رضي الله عنه، سنة 24 ولّى البراء بن عازب الرّيّ فغزا أفتحها ثمّ قزوين وملكها ثمّ انتقل إلى زنجان ففتحها عنوة، وممّن ينسب إلى زنجان عمر بن علي بن أحمد أبو حفص الزنجاني الفقيه، قدم دمشق وسمع بها أبا نصر بن طلّاب وحدث بها عن أبي جعفر أحمد بن محمد السمناني قاضي الموصل وكان سمع منه ببغداد، روى عنه أبو علي الحسين بن أحمد بن المظفر بن جريضة المالكي، وكان قرأ الفقه على أبي الطيّب الطبري والكلام على أبي جعفر السمناني وصنّف كتابا سمّاه المعتمد، وذكر الشريف أبو الحسن الهاشمي أنّه كان يدّعي أكثر ممّا يحسن ويخطئ في كثير ممّا يسأل عنه، ومات ببغداد في جمادى الأولى سنة 459 ودفن إلى جنب ابن سريج، وممّن ينسب إلى زنجان سعد بن علي بن محمد بن عليّ بن الحسين الزنجاني أبو القاسم الحافظ، طاف في الآفاق ولقي الشيوخ بديار مصر والشام والسواحل وسكن في آخر عمره مكّة وجاور بها وصار شيخ الحرم، وكان إماما حافظا متقنا ورعا تقيّا كثير العبادة صاحب كرامات وآيات، وكان الناس يرحلون إليه ويتبركون به، وكان إذا خرج إلى الحرم يخلو للمطاف كانوا يقبلون يده أكثر ممّا كانوا يقبلون الحجر الأسود، سمع أبا بكر محمد بن عبيد الزنجاني بها وأبا عبد الله محمد بن الفضل بن مطيف الفراء وأبا علي الحسين بن ميمون ابن عبد الغفار بن حسنون الصدفي وأبا القاسم مكّيّ ابن علي بن بنان الحمال بمصر وأبا الحسن علي بن سلام ابن الإمام الغربي بها وأبا الحسن محمد بن علي بن محمد البصري الأزدي وغيرهم، روى عنه أبو المظفر عبد المنعم بن عبد الكريم القشيري وابن طاهر المقدسي، قال أبو الفضل بن طاهر المقدسي: سمعت الفقيه أبا محمد هيّاج بن عبيد الحطّيني إمام الحرمومفتيه يقول: يوم لا أرى فيه سعد بن علي الزنجاني لا أعتقد أني عملت فيه خيرا، وكان هيّاج يعتمر كل يوم ثلاث عمر ويواصل الصوم ثلاثة أيام ويدرّس عدّة دروس ومع هذا كان يعتقد أن نظره إلى الشيخ سعد والجلوس بين يديه أفضل من سائر عمله، وذكر المقدسي قال: دخلت على الشيخ سعد بن علي وأنا ضيق الصدر من رجل من أهل شيراز لا أذكره فأخذت يده وقبلتها، فقال لي ابتداء من غير أن أعلمه بما أنا فيه: يا أبا الفضل لا تضيّق صدرك، عندنا في بلاد العجم مثل يضرب يقال: بخل أهوازيّ وحماقة شيرازيّ وكثرة كلام رازيّ، ومات بمكّة سنة 470.

[معجم البلدان]

زنجان

مدينة مشهورة بأرض الجبال بين أبهر وخلخال، جادة الروم وخراسان والشام والعراق، لا تزال الحرامية كامنة حواليها. والبلدة في غاية الطيب، وأهلها أحسن الناس صورة وظرافة وبذلة. وفي جبالها معادن الحديد ويحمل منها إلى البلاد، وإذا وقع عندهم جدب لا يبيعون الخبز إلا مع الحديد، فمن أراد شري الخبز يزن ثمن الخبز والمسامير. وحكي انه وصل إليها قفل آخر النهار فقال بعضهم لبعض: المصلحة أن لا نبيت ها هنا ونرحل، حتى إذا كان الغد بعدنا عن هذه الأرض. فدخلوا المدينة حتى يشتروا شيئاً من الخبز، فما وجدوا الخبز إلا عند خباز واحد، وكان عندهبرذعة فقال: لست أبيع الخبز إلا مع البرذعة! وكل واحد يؤدي ثمن الخبز وثمن البرذعة، يأخذ الخبز ويترك البرذعة، حتى جاء رجل ظريف، قال الخباز: هات ثمن البرذعة! فقال الرجل: حاجتي إلى البرذعة أمس من حاجتي إلى الخبز، وأدى ثمنها وأخذها من عند الخباز وأحرقها. وحكي أن رجلاً طوالاً أراد شري البطيخ فأخذ يستامه وقال للبائع: انها صغار! فقال البائع: من الموضع الذي تنظر يرى الجمل عصفوراً وانها ليست بصغار. وحكي أن رجلاً من أوساط الناس حلف بأبيه فقال بعض الحاضرين: وهل كان لك أب؟ فقال: وهل يكون الإنسان بلا أب؟ قال: ما كان أباً يذكر في المحافل! ومن عجائبها ما ذكره أبو الريحان الخوارزمي عن أبي الفرج الزنجاني: أنه لا يرى بزنجان عقرب إلا في موضع يسمى مقبرة الطير، فإن أخرجت منها عادت إليها سريعاً، وما ذاك إلا لطيب تربتها ولطافة هوائها. وبها جبل بزاو؛ قالوا: انه من أنزه المواضع وأطيبها، وليس على وجه الأرض موضع أرق منه هواء ولا أعذب ماءً ولا أطيب رائحة، نباته الرياحين فراسخ في فراسخ تفوح روائحها من بعد بعيد، فإذا كان فصل الربيع يرى أديمه مثل الديباج المنقش من ألوان الرياحين. ينسب إليها جلال الطبيب. كان طبيباً عديم النظير في الآفاق، كان في خدمة ازبك بن محمد بن ايلدكز، صاحب آذربيجان وأران، لا يفارقه، يقول: ان حياتي محفوظة بهذا الرجل! وكان آية في المعالجات، ما كان يمشي إلى المريض بل يستخبر عنه ويأمر بدواء حقير، ويكون البرء حاصلاً، كان وجوده فائدة عظيمة للناس، ما وجد مثله بعده.

[آثار البلاد وأخبار العباد]

زنجان

بلدة في منطقة الديلم وطبرستان، مشهورة تقع غربي أذربيجان خربت أثناء الغزو المغولي.

[تعريف بالأماكن الواردة في البداية والنهاية لابن كثير]

زنجان:

آخرها نون، في خراسان (1) بينها وبين النهر خمسة عشر فرسخاً. قالوا (2) : أذربيجان وقزوين وزنجان كور تلي (3) الجبل من بلاد العراق وتلي كور أرمينية من جهة المغرب، وهي تلي الزعفرانية في الجبل، بينها وبين همذان ثلاثة فراسخ، سميت بذلك لأن بها زعفراناً كثيراً يسافر به إلى البلدان. وزنجان (4) كورة واسعة وهي أكبر من أبهر وأهل أبهر أحذق وأنبل طباعاً (5)، غير أن زنجان يغلب على أهلها الغفلة. (1) قوله في خراسان فيه وهم كثير، وهي عند ابن حوقل والكرخي وغيرهما من منطقة الديلم وطبرستان، وقال ياقوت: بلد كبير مشهور من نواحي الجبال بين أذربيجان وبينها. (2) متابع للبكري في معجم ما استعجم 1: 129 (أذربيجان). (3) الصواب ويليها؛ ولكن المؤلف ينقل عن البكري. (4) ابن حوقل: 323، والكرخي: 124، ونزهة المشتاق: 205. (5) زيادة من نزهة المشتاق.

[الروض المعطار في خبر الأقطار]

قزوين وزنجان

ومن أراد من الدينور إلى قزوين وزنجان خرج من الدينور إلى مدينة أبهر وتشعبت به الطرق، فإن قصد زنجان كان مسيره من أبهر إلى زنجان، ثم سار إلى مدينة قزوين. وقزوين عادلة عن معظم الطريق وهي في سفح جبل يتاخم الديلم ، ولها واديان يقال لأحدهما الوادي الكبير وللآخر وادي سيرم يجري فيهما الماء في أيام الشتاء، وينقطع في أيام الصيف. وأهلها أخلاط من العرب والعجم، وبها آثار للعجم وبيوت نيران، وخراجها مع خراج زنجان ألف ألف وخمسمائة ألف. وتشعّبت منها الطرق إلى همذان، وإلى الدينور، وإلى شهرزور ، وإلى أصبهان ، وإلى الرّيّ ، والطريق منها إلى

[البلدان لليعقوبي]