البحث

عبارات مقترحة:

القريب

كلمة (قريب) في اللغة صفة مشبهة على وزن (فاعل) من القرب، وهو خلاف...

الرب

كلمة (الرب) في اللغة تعود إلى معنى التربية وهي الإنشاء...

الواسع

كلمة (الواسع) في اللغة اسم فاعل من الفعل (وَسِعَ يَسَع) والمصدر...

النفاق

الأهداف

التعرف على معنى النفاق. التعرف على حكم النفاق. التعرف على أقسام النفاق. التعرف على أسباب النفاق. التعرف على السبيل إلى الخلاص من النفاق.

المقدمة

(النفاق): داءٌ خبيث، إذا أصاب الأمة نخرَها، كما تنخر الدودة لحاء الشجر، وليس شيءٌ أضر على الأمَّة مِن أمْر المنافقين، فهم يَهدِمون الدِّين باسْمِ الدِّين، وهم يتكلَّمون بألسنِتنا، قلوبُهم قلوبُ الشياطين، وجُثمانهم جثمان إنس، خَطَرُهم على الأمَّة جسيم، ووبالهم وخيم، يُلوِّنون الباطل بلَوْن الحق، ويكسون الحقَّ بكساء الباطل، يدسُّون السُّمَّ في العسل، حتى إذا ذاقَه ضعيفُ الفؤاد وجدَه عسلًا، وما تجرَّع المسكين إلا سُمًّا، خسِر الدنيا والآخرة.

لماذا الحديث عنه

لأنه من أعظم الذنوب، وأخطر العيوب. لأن من مات على النفاق الأكبر كان من أصحاب الدرك الأسفل من النار. لأنه جامع للصفات المذمومة، وسيء الأخلاق.

المادة الأساسية

النفاق): إظهار الإيمان باللّسان وكتمان الكفر بالقلب. (أقسام النفاق): 1 /النفاق الأكبر : وهو أن يظهر الإنسان الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر ويبطن ما يناقض ذلك كلّه أو بعضه. وهذا هو النّفاق الّذي كان على عهد رسول الله ، ونزل القرآن بذمّ أهله وتكفيرهم، وأخبر أنّ أهله في الدّرك الأسفل من النّار. 2 /النفاق الأصغر : وهو نفاق العمل، وهو أن يظهر الإنسان علانية ويبطن ما يخالف ذلك.
(حكم النفاق): النّفاق إن كان عقديّا فهو كفر صراح، بل هو أشدّ منه، ولذلك جعلت للمنافقين درجة في جهنّم لا يصلاها سواهم لعظم ضررهم، وشدّة خطرهم يقول الله تعالى : ﴿إِنَّ الْمُنافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ﴾ وقد فضحهم الله تعالى في القرآن الكريم في أكثر من موضع، ووصفهم بأنّهم كذّابون يصدّون عن سبيل الله وأنّهم يستكبرون، كما وصفهم بأنّهم لا يفقهون شيئا ولا يعلمون.
ومن صفات أهله : الكفر وعدم الإيمان، والتولي والإعراض عن حكم الله تعالى وحكم رسوله ، والاستهزاء بالدين وأهله والسخرية منهم، والميل بالكلية إلى أعداء الدين، ومظاهرتهم ومناصرتهم على المؤمنين والمسلمين. أمّا إذا كان النّفاق عمليّا بمعنى أن يظهر الإنسان خلاف ما يبطن فهذا ينطبق عليه حكم الرّياء، والرّياء من الكبائر أيضا، ومن صفات أهله : الكذب في الحديث، وإخلاف الوعد، وخيانة الأمانة، والفجور في الخصومة، والغدر بالعهود. (أسباب النفاق): 1 /ضَعْف اليقين في الله عزَّ وجلَّ وما عندَه، فآثَر المنافِقُ الدنيا العاجلة؛ لأنَّها ملموسةٌ، وترَك الآخرة.
2 /خوْف الناس وخوْف ملامتهم، فهو يخاف أنْ يعاديَه المؤمن والكافر، فصار السبيل عندَه للخلاص هو إعطاء كلٍّ منهما وجهًا يناسبه، لكن هو قلْبُه مع الكفَّار، فصار معولَ هدمٍ في صفوف المؤمنين؛ لذلك صار خطرُه أشدَّ وأنْكى بالمؤمنين مِن الكفَّار الظاهرين؛ لأنَّه لا يُدرَى متى يَغْدِر. 3 /حِقْده على المسلمين؛ ونظرًا لأنَّه ليس في موقِف قوة، فإنَّه آثرَ العمل في الخَفاء، كعبدِالله بن أُبيِّ بن سلول.
4/خُلو قلْبِه منَ الإيمان بالله، فصار قلبُه خربًا خاليًا من ذِكْر الله، وأصبح بيئةً خصبة للنفاق. 5 /كُرْهُه للدِّين الإسلامي؛ لأنَّه حرَمَهم من الظلم الذي كان يمارَس على الضعفاء بغير وجهِ حقٍّ؛ لأنَّ الدين الإسلامي ساوى بيْن الغني والفقير، بين القوي والضعيف، وحَفِظ حقوقَ البشر كلهم. (السبيل إلى الخلاص من النفاق): 1 /الاعتصام بحبْل الله جلَّ وعلا واتِّباع أوامره، واجتناب نواهيه. 2 /سؤال الله الهداية، فمَن هداه الله، فلا مضلَّ له، ومَن أضلَّه الله فلا هاديَ له. 3 /الإيمان الجازِم الذي لا يساوره شكٌّ في أنَّ ما عند الله باقٍ، والدنيا فانية. 4 /حبُّ المؤمنين الصالحين ومخالطتهم، فمَن أحبَّ قومًا صار منهم. 5 /إعلاء شرْع الله جلَّ وعلا والعمل به، والانقياد لتعاليمه. 6 /الحِفاظ على عُروةِ الإسلام الوُثقَى؛ الصلاة. 7 /تجنُّب الخِصال التي ذكَرَها الله في كتابه ونبيُّه في سُنته. 8 /الصلاة بخشوع وفي جماعة. 9 /الانكباب على دِين الله تعلمًا وتعليمًا وعملًا. 10 /النظر إلى الدنيا بعَيْن الزوال، وأنَّها فانيةٌ لا محالة، فيذوب الجليدُ القاسي الذي تجمَّع فوق القلْب. 11 /تنقية القلْب مِن أدران الشِّرْك، فالنفاق شرْك، فهو جعل حبّ الدنيا فوقَ حبِّ الله. 12 /الوفاء بالعهْد، وعدم الغدر، وأداء الأمانة وحُسْن الخلق. 13 /التخلُّق بأخلاق الإسلام. 14 /تجنُّب موجِبات اللعنة مِنَ المعاصي. (من مضار النفاق): (1) المنافق لا يقبل الله منه عملا صالحا. (2) المنافق مريض القلب يفرح إذا أصاب المسلمين ضرّ، ويحزن إذا انتصروا، ويتربّص بهم الدّوائر. (3) المنافقون بخلاء، ولكن ينفقون أموالهم رئاء النّاس. (4) المنافق ضالّ باعتقاده وعلمه وعمله. (5) المنافقون والمراءون يتعذّبون بأموالهم في الدّنيا والآخرة. (6) الشّدائد والمحن سرعان ما تظهر المنافق على حقيقته. (7) المنافقون يلتمسون أدنى الأعذار للقعود عن الجهاد. (8) المنافقون في كلّ مكان وزمان إخوة للكافرين والمشركين والملحدين يشدّون أزر بعضهم. (9) النّفاق والرّياء يوردان أصحابهما المهالك في الدّنيا وغضب الله وأليم عقابه في الآخرة. (10) وهو محبط للأعمال مهما كثرت.

ماذا نفعل بعد ذلك

استشعار أن الله يبغض المنافقين، ويتوعدهم بالعذاب الأليم. استشعار خطر المنافقين على الأمة؛ فوجب بيان صفاتهم والتحذير منهم. استشعار أن المنافقين أحد أكبر أسباب الفساد في الأرض. استشعار أن المنافقين يعملون على شق صف المؤمنين، وإظهار عورتهم للكافرين.

مصطلحات ذات علاقة

النِّفَاق

إظهار الإسلام، وإبطان الكفر، ومن شواهده قوله تعالى : ﱫﯗ ﯘ ﯙ ﯚﱪ التوبة :67، وقوله تعالى : ﱫﮱ ﯓ ﯔ ﯕ ﯖ ﯗ ﯘﱪ النساء :145، وقال تعالى : ﱫﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽﱪ النساء :142، وقال تعالى : ﱫﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﴾ ﴿ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏﱪ البقرة :9-10، ومن شواهده من السنة حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو – رَضِيَ اللهُ عَنْه - أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم - قَالَ : " أَرْبَعٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ كَانَ مُنَافِقًا خَالِصًا، ومَنْ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنْهُنَّ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنَ النِّفَاقِ حَتَّى يَدَعَهَا : إِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ، وإِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وإِذَا عَاهَدَ غَدَرَ، وإِذَا خَاصَمَ فَجَرَ ." البخاري :34. والنفاق نوعان؛ نفاق أكبر اعتقادي، ونفاق أصغر عملي . والفرق بينهما يتمثل في أن النفاق الأكبر يخرج من الملة، والنفاق الأصغر لا يخرج من الملة . وأن النفاق الأكبر اختلاف السر، والعلانية في الاعتقاد، والنفاق الأصغر اختلاف السر، والعلانية في الأعمال دون الاعتقاد .


انظر : شرح مسلم للنووي، 2/47، صفة المنافقين للفريابي، ص

أقوال أهل العلم

إنما كان النفاق على عهد النبي ، فأما اليوم فإنما هو الكفر بعد الإيمان. حذيفة بن اليمان رضي الله عنه
إن أخوفَ ما أخاف عليكم المنافق العليم. قالوا : كيف يكون المنافق عليمًا؟ قال : يتكلَّم بالحِكمة، ويعمل بالجور، أو قال : المنكر. عمر بن الخطاب رضي الله عنه

الآيات


الأحاديث النبوية

عن عبد الله بن عمرو، قال : قال رسول الله : «أربعٌ مَن كنَّ فيه كان منافقًا خالصًا، ومَن كانت فيه خَلَّة منهنَّ كانت فيه خلَّة من نفاقٍ حتى يدعَها : إذا حدَّث كذَب، وإذا عاهدَ غدَر، وإذا وعَد أخلَف، وإذا خاصمَ فجرَ».
[متفق عليه ]
*تنبيه: بذرة مفردة