سُرْتُ
بضم أوّله، وسكون ثانيه، وآخره تاء مثناة من فوق، علم مرتجل غير مستعمل في كلامهم: مدينة على ساحل البحر الرومي بين برقة وطرابلس الغرب لا بأس بها، وفي سمتها من ناحية الجنوب في البر أجدابية ومنها يقصد إلى طرابلس الغرب، قال أبو الحسن عليّ بن المفضل المقدسي الحافظ من أصحاب السلفي: أنشدني أبو بكر عتيق بن القاسم السّرتي لنفسه: أقول لعيني دائما، ولدمعها. .. لسان بسرّ الحبّ في الخدّ ناطق: أجدّك ما ينفكّ لي منك ضائر، بسرّي واش أو لحيني رامق فلو لاك لمّا أعرف العشق أوّلا، ولولاه لم يعرف بأني عاشق قال البكري: ومدينة سرت مدينة كبيرة على سيف البحر عليها سور من طوب وبها جامع وحمّام وأسواق، ولها ثلاثة أبواب: قبلي وجنوبي وباب صغير إلى البحر ليس حولها أرباض، ولهم نخل وبساتين وآبار عذبة وجباب كثيرة، وذبائحهم المعز طيب اللحم، وأهل سرت من أخسّ خلق الله خلقا وأسوئهم معاملة، لا يبيعون ولا يبتاعون إلّا بسعر قد اتفق جميعهم عليه، وربما نزل المركب بساحلهم بالزيت وهم أحوج الناسإليه فيعمدون إلى الزقاق الفارغة فينفخونها ويوكونها ثمّ يصفونها في حوانيتهم وأفنيتهم ليروا أهل المركب أن الزيت عندهم كثير، فلو أقام أهل المركب ما شاء الله أن يقيموا ما ابتاعوا منهم إلّا على حكمهم، وأهل سرت يعرفون بعبيد قرلّة، وهم يغضبون من ذلك، قال الشاعر يهجوهم: عبيد قرلّة شرّ البرايا معاملة وأقبحهم فعالا فلا رحم المهيمن أهل سرت ولا أسقاهم عذبا زلالا وقال آخر: يا سرت لا سرّت بك الأنفس، لسان مدحي فيكم أخرس ألبستم القبح فلا منظر يروق منكم لا ولا ملبس بخستم في كلّ أكرومة، وفي الشقا واللؤم لم تبخسوا ولهم كلام يتراطنون به ليس بعربيّ ولا عجميّ ولا بربريّ ولا قبطيّ ولا يعرفه غيرهم، وهم على خلاف أخلاق أهل أطرابلس، فإن أهل أطرابلس من أحسن خلق الله معاشرة وأجودهم معاملة، ومن سرت إلى أطرابلس عشر مراحل وإلى أجدابية ست مراحل.
[معجم البلدان]
باب سرت وشرب
أما اْلأَوَّلُ: - بِضَمِّ السين وآخره تاءٌ فوقها نُقْطَتَان -: مدينة بين برقة والقيروان. وأما الثَّاني: - أوله شين معجمةٌ مَفْتُوحةٌ ثُمَّ راء مَكْسُورَة وآخره باء مُوْحَّدَة -: صقعٌ قُربَ مَكَّة، له ذكر. 440 -
[الأماكن، ما اتفق لفظه وافترق مسماه للحازمي]
سرت (1) :
مدينة في برقة، بينها وبين طرابلس مائتا ميل وثلاثون ميلاً وبينها وبين البحر ميلان، وعليها سور تراب، وفيها النخل، ولا زيتون بها، والتوت بها كثير وبعض شجر تين، غير أن العرب أتت على أكثرها وكانت فيها فواكه وأعناب ذهبت. وهي (2) قديمة وأهلها أخس الناس خلقاً وأسوأهم معاملة، ولا يبتاعون إلا بسعر قد اتفقوا عليه، وربما نزل المركب بساحهم موسوقاً بزيت، وهم أحوج الناس إليه، فيعمدون إلى الزقاق الفارغة فينفخونها ويضعونها في حوانيتهم ليرى أهل المركب أن الزيت عندهم كثير بائر، فلو أقام أهل المركب ما شاء الله أن يقيموا ما باعوا منهم إلا على حكمهم، وهم يعرفون بعبيد قرلة ويغضبون لذلك. (1) الإدريسي (د /ب) : 122 /90 (صرت). (2) الاستبصار: 109، والبكري: 6، وقارن بياقوت (سرت).
[الروض المعطار في خبر الأقطار]
سرت
ومن مدينة أجدابية إلى مدينة سرت على ساحل البحر المالح خمس مراحل، مرحلة منها من ديار لواتة، وفيهم قوم من مزاتة وهم الغالبون عليها منها الفاروج وقصر العطش واليهودية وقصر العبادي ومدينة سرت وأهل هذه المنازل وأهل مدينة سرت منداسة ومحنحا وفنطاس وغيرهم، آخر منازلهم على مرحلتين من مدينة سرت بموضع يقال له تورغة وهو آخر حد برقة، ومزاتة كلها إباضية على أنهم لا يفقهون ولا دين لهم. وخراج برقة قانون قائم كان الرشيد وجه بمولى له، يقال له بشار فوزع خراج الأرض بأربعة وعشرين ألف دينار على كل ضيعة شيء معلوم سوى الأعشار والصدقات والجوالي، ومبلغ الأعشار والصدقات والجوالي خمسة عشر ألف دينار، ربما زاد وربما نقص، والأعشار للمواضع التي لا زيتون بها ولا شجر ولا قرى مقراة. ولبرقة عمل يقال له: أوجلة وهو في مفازة مغرب لمن أراد الخروج إليها ينحرف إلى القبلة، ثم يصير إلى مدينتين يقال لإحداهما جالو وللأخرى ودّان ولهما النخل والتمر والقسب الذي لا شيء أجود منه، وأرض
[البلدان لليعقوبي]