سَرْخَس
بفتح أوّله، وسكون ثانيه، وفتح الخاء المعجمة، وآخره سين مهملة، ويقال سرخس، بالتحريك، والأوّل أكثر: مدينة قديمة من نواحي خراسان كبيرة واسعة وهي بين نيسابور ومرو في وسط الطريق، بينها وبين كل واحدة منهما ستّ مراحل، قيل: سميت باسم رجل من الذّعار في زمن كيكاوس سكن هذا الموضع وعمّره ثمّ تمّم عمارته وأحكم مدينته ذو القرنين الإسكندر، وقالت الفرس: إن كيكاوس أقطع سرخس بن خوذرز أرضا فبنى بها مدينة فسمّاها باسمه، وهي سرخس هذه، وهي في الإقليم الرابع، طولها ثلاث وثلاثون درجة وثلث، وعرضها سبع وثلاثون درجة، وهي مدينة معطشة ليس لها في الصيف إلّا ماء الآبار العذبة وليس بها نهر جار إلّا نهر يجري في بعض السنة ولا يدوم ماؤه وهو فضل مياه هراة، وزروعهم مباخس، وهي مدينةصحيحة التربة، والغالب على نواحيها المراعي، قليلة القرى، وقد خرج منها كثير من الأئمة، ولأهلها يد باسطة في عمل المقانع والعصائب المنقوشة المذهبة وما شاكل ذلك، وقد نسب إليها من لا يحصى، ومن الفقهاء المتأخرين والعلماء الأفراد أبو الفرج عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن عبد الرحمن يعرف بالزّاز، بزايين، السرخسي الفقيه الشافعي، له كتاب في الفقه كبير أكبر من الشامل لابن الصباغ، أجاد فيه جدّا، رأيت أهل مرو يفضلونه على الشامل وغيره، وسماه الإملاء، ومات بمرو في ثاني عشر ربيع الآخر سنة 494، ومن القدماء الإمام أبو علي زاهر بن أحمد بن محمد بن عيسى السرخسي الفقيه المحدث شيخ عصره بخراسان، تفقّه على أبي إسحاق المروزي وقرأ القرآن على أبي بكر بن مجاهد والأدب على أبي بكر بن الأنباري وسمع الحديث من أبي لبيد محمد بن إدريس وأقرانه بخراسان، وبالعراق من أبي القاسم البغوي وابن صاعد وغيرهما، وتوفي يوم الأربعاء سلخ شهر ربيع الآخر سنة 389 عن 96 سنة.
[معجم البلدان]
سرخس
مدينة بين مرو ونيسابور بناها سرخس بن جودرز، وهي كبيرة آهلة غناء كثيرة الخيرات، لا ماء لها في الصيف إلا من الآبار، ولأهلها يد باسطة في عمل العصائب والمقانع المنقوشة بالذهب، منها تحمل إلى سائر الآفاق. وينسب إليها أحمد بن الطيب السرخسي الحكيم الظريف الذي تظهر حكمته مع الظرافة. ذكر أنه سئل عن لذات الدنيا فقال: لذات الدنيا ثلاث: أكل اللحم، وركوب اللحم، وإدخال اللحم في اللحم؛ فسمع ذلك شاعر نظمها: ألم تر لذّة الدّنيا ثلاثاً إليها مال كلٌّ بالطّباع فذلك كلّها في اللّحم توجد بأكلٍ أو ركوبٍ أو جماع ومن كلامه: أربعة أشياء لا قبل لها: الدين والمرض والنار والسلطنة.
[آثار البلاد وأخبار العباد]
سرخس (1) :
مدينة بينها وبين نيسابور ستة مراحل، وهي بين نيسابور ومرو، وهي على نهر لا يدوم جريانه لأنهم إنما تأتيهم فضلته، وكذلك نهر هراة، وليس لسرخس طواحين ماء إنما طحنهم بالدواب، وتكون سرخس في مقدار نصف مرو. ولما سار ابن عامر (2) إلى الطبسين يريد أبرشهر، وهي نيسابور، فتح ما حولها: طوس وبيورد، ونسا وحمران، وسرخس. ويقال: بعث إلى سرخس عبد الله بن خازم ففتحها وأصاب جاريتين من آل كسرى. وهو بلد جليل، ومدينته عظيمة، وهو في برية في رمال فيها أخلاط من الناس، وهي طيبة الثرى (3) معتدلة الهواء لها رساتيق وقرى، ولأهل بواديها همة في انتخاب الجمال وتنسيلها، وشربهم من مياه الآبار، وأرحاؤها تديرها الدواب، وبناؤها بالطين واللبن، ومنها إلى هراة خمس مراحل. وإلى سرخس هرب نصر بن سيار عامل مروان بن محمد لما استوسقت الأمور إلى أبي مسلم صاحب الدعوة فخاف على نفسه فهرب إلى سرخس. ولما غلب ابن عامر على ما بين سرخس إلى نيسابور أرسل إليه أهل مرو يطلبون الصلح، فصالحهم على ألفي ألف ومائتي ألف، وقيل ستة آلاف ألف ومائتي ألف. وفيها قتل المأمون وزيره الفضل بن سهل، دخل الحمام بسرخس فقتل غيلة، وأحضر المأمون قتلته فقتلهم. وذكر أن المأمون كان وقع للفضل بن سهل بخطه توقيعاً نسخته (4) : أغنيت يا فضل بن سهل بمعاونتك إياي على طاعة الله تعالى وإقامة سلطاني عن معاضدة غيرك فرأيت أن أغنيك، وسبقت الناس من الحاضر كان لي والغائب عني، فأحببت أن أسبق إلى الكتاب لك بخطي بما رأيته لك على نفسي، وأنا أسأل الله تعالى تمامه فإن حولي وقوتي ومقدرتي وقبضتي وبسطي به لا شريك له، وقد أقطعتك السيب من أرض العراق حيازة تميم مولى أمير المؤمنين عطاء لك ولعقبك لما أنت عليه من النزاهة عن أموال رعيتي ولما قمت به من حق الله تعالى وحقي، فلم تأخذك في ذلك لومة لائم، وقد جعلت لك بعد ذلك مرتبة من يقول في كل شيء فيسمع منه ولا تتقدمك مرتبة أحد ما لزمت ما أمرتك به من العمل لله ولدينه والقيام بصلاح دولة أنت ولي القيام بها، وجعلت كله لك بشهادة الله تعالى وجعلته لك كفيلاً على عهدي، وكتبت خطي في صفر سنة أربع (5) وتسعين ومائة. (1) الكرخي، وابن حوقل: 371، وياقوت (سرخس)، وقارن بابن رسته: 173، والمقدسي 312، 313، وآثار البلاد: 390. (2) فتوح البلدان: 500 - 501، والطبري 1: 2887. (3) نزهة المشتاق: 138. (4) الجهشياري: 306. (5) الجهشياري: سنة ست.
[الروض المعطار في خبر الأقطار]
سرخس
بالفتح، ثم السكون، وفتح الخاء المعجمة، وآخره سين مهملة. ويقال: سرخس بالتحريك: مدينة قديمة، من نواحى خراسان كبيرة، بين نيسابور ومرو، فى وسط الطريق، وهى مدينة معطشة، ليس بها ماء إلا نهر يجرى فى بعض السنة، وشربهم عند انقطاعه من الآبار العذبة.
[مراصد الاطلاع على اسماء الامكنة والبقاع]