سَرَقُوسَةُ
بفتح أوّله وثانيه ثمّ قاف، وبعد الواو سين أخرى: أكبر مدينة بجزيرة صقلية، وكان بها سرير ملك الروم قديما، قال بطليموس: مدينة سرقوسة طولها تسع وثلاثون درجة وثماني عشرة دقيقة، وعرضها تسع وثلاثون درجة، داخلة في الإقليم الخامس، طالعها الذراع، بيت حياتها السرطان تحت ثلاث عشرة درجة من السرطان، يقابلها مثلها من الجدي، بيت ملكها مثلها من الحمل، عاقبتها مثلها من الميزان، قال ابن قلاقس يصف مركبا سار به إلى صقلية: ثمّ استقلّت بي على علّاتها مجنونة سحبت على مجنون هو جاء تقسم، والرّياح تقودها، بالنون إنّا من طعام النّون حتى إذا ما البحر أبدته الصّبا ذا وجنة بالموج ذات غضون ألقت به النكباء راحة عائث قلبت ظهور مشاهد لبطون وتكلّفت سرقوسة بأماننا. .. في ملجإ للخائفين أمينسَرَقَةُ: بفتح أوّله وثانيه ثمّ قاف، والسّرق: شقق بيض من الحرير، الواحدة سرقة، قال أبو منصور: وأحسب الكلمة فارسيّة أصلها سره ثمّ عرّبت بزيادة القاف، كما قالوا للخروف برق وأصله بره، و أقصى ماء لضبّة بالعالية.
[معجم البلدان]
سرقوسة (1) :
هي مدينة بينها وبين جزيرة صقلية مجاز لطيف، وهي كبيرة عليها ثلاثة أسوار، وهي من مشاهير المدن وأعيان البلاد، يقصدها كل حاضر وباد من جميع الأقطار، والبحر محدق بها من جميع جهاتها، والدخول إليها والخروج منها على باب واحد شمالها، ولها مرسيان وليس مثلهما في جميع البلدان، أحدهما أكبر من الآخر، وبها فوارة اليهودي (2) تنبع من جرف على حاشية البحر، وهي عجيبة الأمر، وبها ما بأكثر المدن من الأسواق ذوات السماطات والخانات والديار والحمامات والمباني الرائعة والأفنية الواسعة، ولها إقليم كبير وضياع ومنازل خصيبة زكية المزارع، توسق فيها السفن بالطعام. وفي سرقوسة مات أسد بن الفرات الفقيه، كان وجهه زيادة الله الأغلبي أمير القيروان، غازياً إلى صقلية، فسار إليها مقلعاً من سوسة، ودخلها في عشرة آلاف فارس وكان أميراً قاضياً، فقاتل أهلها وفتح فيها بلاداً، وتوفي بها. وافتتحت سرقوسة (3)، سنة أربع وستين ومائتين، وكان جعفر بن محمد التميمي أخرج أبا العباس أحمد بن عبد الله بن يعقوب بالصائفة، فهزم أهل سرقوسة وقتل منهم مقتلة عظيمة، وحاصرها براً وبحراً، وفتحها بعد تسعة أشهر من نزوله عليها في شهر رمضان من العام المؤرخ، وأصاب فيها من المغانم ما لم يكن يصاب مثله في مدينة من مدن الشرك ولم يستحي من علوجها أحداً ولا أفلت منهم نافخ ضرمة. وسرقوسة مدينة كبيرة عليها ثلاثة أسوار، ولها مرسى يعرف بالمينا الصغيرة وبينه وبين مرسى المينا الكبيرة حفير، وعلى الحفير قنطرة إلى المدينة، والمينا الكبيرة مرسى مشتى للسفن، والفوارة على المرسى وعليها مسجد. (1) الإدريسي (م) : 29. (2) الإدريسي: النبودي. (3) ص ع: صقلية.
[الروض المعطار في خبر الأقطار]