سُوسَةُ
بضم أوّله، بلفظ واحد السوس الذي في الصوف، قال بطليموس: مدينة سوسة طولها أربع وثلاثون درجة وثماني عشرة دقيقة، وعرضها اثنتان وثلاثون درجة وخمس وأربعون دقيقة تحت عشر درج من السرطان، يقابلها عشر درجات من الجدي، بيت ملكها عشر درجات من الحمل، بيت عاقبتها عشر درجات من الميزان، لها اثنتا عشرة دقيقة في الشولة وأربع درج في سعد الذابح، ولها شركة مع النسر الطائر، قال أبو سعد: سوسة بلد بالمغرب، وهي مدينة عظيمة بها قوم لونهم لون الحنطة يضرب إلى الصفرة، ومن السوسة يخرج إلى السوس الأقصى على ساحل البحر المحيط بالدنيا، فمن السوس الأقصى إلى القيروان ثلاثة آلاف فرسخ يقطعها السالك في ثلاث سنين، ومن القيروان إلى أطرابلس مائة فرسخ، ومن أطرابلس إلى مصر ألف فرسخ، ومن مصر إلى مكّة خمسمائة فرسخ، يخرج الحاجّ من السوسالأقصى إلى مكّة في ثلاث سنين ونصف ويرجع في مثلها، هذا كلّه عن السمعاني، وفيه تخليط، والصحيح أن سوسة مدينة صغيرة بنواحي إفريقية، بينها وبين سفاقس يومان، أكثر أهلها حاكة ينسجون الثياب السوسية الرفيعة، وما صنع في غيرها فمشبّه بها، يكون ثمن الثوب منها في بلدها عشرة دنانير، وبين سوسة والمهدية ثلاثة أيّام، قال ابن طاهر: سوسة بلدة بالمغرب، خرج منها محدثون وفقهاء وأدباء منهم: يحيى بن خالد السوسي مغربي، يحدث عن عبد الله بن وهب، كذا ذكره ابن يونس، وصديقنا الأديب أبو الحسن علي بن عبد الجبار بن الزيات المنشئ مليح الكلام في النظم والنثر، قدم الشرق وأقام بدمشق مدة ثمّ قدم الموصل وأقام بها بالمدرسة ينسخ، وهو كيّس لطيف حافظ للأخبار والأشعار سلس اللسان، أنشدني لنفسه وكتب لي بخطه: لا تعتبن شيئا ألمّ بلمّتي، إنّ المشيب غبار معترك الصّبا وغير ذلك، وقيل: من القيروان إلى سوسة ستة وثلاثون ميلا، وهي مدينة قد أحاط بها البحر من ثلاث نواح: من الشمال والجنوب والشرق، سورها صخر حصين منيع يضرب فيه البحر، وبها منار يعرف بمنار خلف الفتى، ولها ثمانية أبواب، وبها الملعب، وهو بنيان عظيم بناه الأول له أقباء مرتفعة واسعة معقودة بحجر النشفة الخفيف الذي يطفو على رأس الماء المجلوب من ناحية صقلية وحوله أقباء كثيرة يفضي بعضها إلى بعض، وهي مدينة مرخصة كثيرة الخير، وكان معاوية بن حديج قد بعث إليها بعبد الله بن الزبير في جمع كثيف، وكان بلغه أن ملك الروم أنفذ إليها بطريقا يقال له نقفور في ثلاثين ألف مقاتل فنزل بذلك الساحل، فنزل عبد الله شرفا عاليا ينظر منه إلى البحر بينه وبين سوسة اثنا عشر ميلا، فلمّا بلغ ذلك نقفور رجع في مراكبه وأخلى ذلك الساحل فنزل عبد الله بن الزبير في جيشه حتى بلغ البحر ونزل على باب مدينة سوسة ونزل عن فرسه وصلّى بالناس صلاة العصر والروم يتعجّبون من قلة اكتراثه بهم فزحفوا إليه وهو مقبل على صلاته حتى فرغ منها، فركب وشد عليهم فهزمهم حتى حجزهم في مدينتهم وعاد عنهم، وما زالت مدينة سوسة ممتنعة بأهلها، وحاصرها أبو يزيد مخلد بن كيداد الخارجي شهورا ثمّ انهزم عنها وكان عليها في ثمانين ألفا، وفي ذلك يقول سهم بن إبراهيم الورّاق: إن الخوارج صدّها عن سوسة منّا طعان السّمر والإقدام وجلاد أسياف تطاير دونها في النّقع دون المحصنات الهام وقال أحمد بن صالح السوسي: ألمّ بسوسة وبغى عليها، ولكن الإله لها نصير مدينة سوسة للغرب ثغر، تدين لها المدائن والقصور لقد لعن الذين بغوا عليها كما لعنت قريظة والنّضير أعزّ الله خالق كلّ شيء بسوسة بعد ما التوت الأمور ولولا سوسة لدهت دواهي يشيب لهولها الطّفل الصغير سيبلغ ذكر سوسة كلّ أرض، ويغشى أهلها العدد الكثير والخروج إلى القيروان من سوسة على الباب القبليالمعروف بباب القيروان، ومقبرة سوسة عن يمين هذا الطريق، وكان زيادة الله بن الأغلب قد بنى سورها، وكان يقول: لا أبالي ما قدمت عليه يوم القيامة وفي صحيفتي أربع حسنات: بنيان مسجد الجامع والقيروان وبنيان قنطرة الربيع وبنيان حصن مدينة سوسة وتوليتي أحمد بن أبي محرز قضاء إفريقية، وخارج سوسة محارس ومرابط ومجامع للصالحين، وداخلها محرس عظيم كالمدينة مسور بسور متقن يعرف بمحرس الرباط يأوي إليه الصالحون والعبّاد، وقيل: داخلها محرس آخر عظيم يسمى محرس القصب وهو متصل بدار الصناعة، وسوسة في سند عال ترى دورها من البحر ووراء سورها هيكل عظيم سمّاه البحريون الفنطاس وهو أوّل ما يرى من البحر، ولهذا الهيكل أربع درج يصعد من كلّ واحدة منها إلى أعلاه، والحياكة بسوسة كثيرة، ويغزل بها غزل تباع زنة مثقال منه بمثقالين من ذهب، ومن محارس سوسة المذكورة المنستير، وقد ذكر في موضعه.
[معجم البلدان]
سوسة:
من بلاد إفريقية، وإليها تنسب الثياب الرقيقة السوسية، ويقال لها البيضاء، ومنها ركب أسد بن الفرات البحر غازياً إلى صقلية في الزمان الأول. وهي مدينة (1) قديمة فيها آثار للأول، وهي على ساحل البحر، وفيها بنيان عظيم يسمى الملعب، وهو من أغرب البنيان، فيه أقباء معقودة بحجر النشف الذي يطفو فوق الماء المجلوب من بركان صقلية، وداخل المدينة هيكل عظيم يسميه البحريون الفنطاس، وهو أول ما يرون من البحر إذا قصدوا من صقلية وغيرها. وسوسة في سند عال ترى دورها منه، وهي مخصوصة بكثرة الأمتعة وجودة حوك الثياب الرقاق وقصارتها، وجميع أشغال الثياب الرفيعة من طرز وكمد لا يصنع ببلد مثل صنعته بهذه المدينة، ويباع الغزل بها زنة المثقال بمثقالين، ولحم سوسة أطيب لحوم بلاد إفريقية لطيب مراعيها، وبالقرب منها محرس المنستير الذي جاء فيه الأثر الوارد، وهو حصن عالي البناء متقن العمل وفيه جماعة من الصالحين حبسوا أنفسهم فيه للعبادة، وأهل تلك البلاد يخرجون إليهم بالصدقات. وبقربه نحو خمسة محارس متقنة البناء معمورة بالصالحين. وبين سوسه (2) وحصن اهرقلية ثمانية عشر ميلاً وسوسة عامرة بالناس كثيرة المساجد، والمسافرون إليها قاصدون وعنها صادرون وبها المتاع الذي لا يوجد في غيرها وأسواقها عامرة، ومياههم من المواجل، وعليها سور من حجر حصين. وكان بين أهلها وبين أهل المهدية في القديم مشاحنة مشهورة، ومن المداعبات كان الأستاذ أبو عبيد الله (3) محمد بن عبد الجبار السوسي
رحمه الله يسأل عن قول الشاعر: لا (4) تلمني على الدناءة إني. .. تونسي وجزت يوماً بسوسه فيقال (5) له: أي البلدين أعظم دناءة؟ والبيت المشهور إنما هو: وقد سكنت الجزيرة. وبالصين أيضاً مدينة سوسة (6)، وهي مشهورة مذكورة، كثيرة التجارات متصلة العمارات، وأموال أهلها كثيرة، وتجاراتهم موفورة، وعمال فراضهم مفترقون في الآفاق، وتتصل بكل الأمصار، ويصنع بها الغضار الصيني الذي لا يعدله شيء من فخار الصين جودة، وبها طرز كثيرة مشهورة بعمل الحرير الصيني الرفيع القيمة المحكم الصنعة الذي لا يقرن به غيره. (1) الاستبصار: 119، وقارن بالبكري: 34 - 36. (2) الادريسي (د /ب) : 125 /93. (3) ص: أبو عبد الله. (4) ع: تحلني. (5) ص ع: فقال. (6) نزهة المشتاق: 71 (OG: 210).
[الروض المعطار في خبر الأقطار]
سوسة
بلفظ واحد السوس: بلد بالمغرب، مدينة عظيمة، بها قوم لونهم لون الحنطة يضرب إلى الصفرة، كدا قيل، وإنها فى أقصى المغرب. قالوا: والصحيح أنها مدينة صغيرة بنواحى إفريقية، بينها وبين سفاقس يومان، تنسج بها الثياب السوسية، وبينها وبين المهدية ثلاثة أيام. وقيل: من القيروان إلى سوسة ستة وثلاثون ميلا.
[مراصد الاطلاع على اسماء الامكنة والبقاع]