شَاش
بالشين المعجمة: بالري قرية يقال لها شاش، النسبة إليها قليلة، ولكن الشاش التي خرج منها العلماء ونسب إليها خلق من الرواة والفصحاء فهي بما وراء النهر ثمّ ما وراء نهر سيحون متاخمة لبلاد الترك وأهلها شافعيّة المذهب، وإنّما أشاع بها هذا المذهب مع غلبة مذهب أبي حنيفة في تلك البلاد أبو بكر محمد بن علي بن إسماعيل القفّال الشاشي فإنّه فارقها وتفقّه ثمّ عاد إليها فصار أهل تلك البلاد على مذهبه، ومات سنة 366، وكان أوحد أهل الدنيا في الفقه والتفسير واللغة، ومولده سنة 291، رحل في طلب العلم وسمع بدمشق والعراق وغيرهما، وسمع أبا عروبة وأبا بكر بن خزيمة ومحمد بن جرير الطبري وأبا بكر الباغندي وأبا بكر بن دريد، روى عنه الحاكم أبو عبد الله وأبو عبد الرحمن السلمي، وينسب إليها أيضا أبو الحسن علي بن الحاجب بن جنيد الشاشي أحد الرّحّالين في طلب العلم إلى خراسان والعراق والحجاز والجزيرة والشام، روى عن يونس بن عبد الأعلى وعلي بن خشرم، روى عنه أبو بكر بن الجعابي ومحمد بن المظفّر وغيرهما، وتوفي بالشاش سنة 314، وقال أبو الربيع البلخي يذكر ال الشّاش بالصّيف جنّه ومن أذى الحرّ جنّه لكنّني يعتريني بها لدى البرد جنّه وقال بطليموس: مدينة الشاش طولها مائة وأربع وعشرون درجة، وعرضها خمس وأربعون درجة، وهي في الإقليم السادس، وهي على رأس الإقليم عن اثنتين وعشرين درجة من السرطان يقابلها مثلها من الجدي، بيت ملكها مثلها من الحمل، بيت عاقبتها مثلها من الميزان، في طالعها العنقاء والعيّوق والنسر الواقع وكفّ الجذماء، قال الإصطخري: فأمّا الشاش وإيلاق فمتّصلتا العمل لا فرق بينهما، ومقدارعرضة الشاش مسيرة يومين في ثلاثة، وليس بخراسان وما وراء النهر إقليم على مقداره من المساحة أكثر منابر منها ولا أوفر قرى وعمارة، فحدّ منها ينتهي إلى وادي الشاش الذي يقع في بحيرة خوارزم، وحدّ إلى باب الحديد ببرّيّة بينها وبين إسفيجاب تعرف بقلاص، وهي مراع، وحدّ آخر إلى تنكرة تعرف بقرية النصارى، وحدّ إلى جبال منسوبة إلى عمل الشاش إلّا أن العمارة المتصلة إلى الجبل وما فيه مفترش العمارة، والشاش في أرض سهلة، ليس في هذه العمارة المتصلة جبل ولا أرض مرتفعة، وهي أكبر ثغر في وجه الترك، وأبنيتهم واسعة من طين، وعامة دورهم يجري فيها الماء، وهي كلّها مستترة بالخضرة من أنزه بلاد ما وراء النهر، وقصبتها بنكث ولها مدن كثيرة، وقد خربت جميعها في زماننا، خرّبها خوارزم شاه محمد بن تكش لعجزه عن ضبطها وقتل ملوكها وجلا عنها أهلها وبقيت تلك الديار والأشجار والأنهار والأزهار خاوية على عروشها، وانثلم من الإسلام ثلمة لا تنجبر أبدا، فكان خوارزم شاه ينشد بلسان حاله: قتلت صناديد الرّجال ولم أذر عدوّا ولم أترك على جسد خلقا وأخليت دار الملك من كلّ نازع، وشرّدتهم غربا وبدّدتهم شرقا فلمّا لمست النّجم عزّا ورفعة، وصارت رقاب الناس أجمع لي رقّا رماني الرّدى رميا فأخمد جمرتي، فها أنا ذا في حفرتي مفردا ملقى ولم يغن عني ما صنعت، ولم أجد لدى قابض الأرواح من أحد رفقا وأفسدت دنياي وديني جهالة، فمن ذا الذي مني بمصرعه أشقى؟ قال ابن الفقيه: من سمرقند إلى زامين سبعة عشر فرسخا، وزامين مفرق الطريقين إلى الشاش والترك وفرغانة، فمن زامين إلى الشاش خمسة وعشرون فرسخا، ومن الشاش إلى معدن الفضة سبعة فراسخ وإلى باب الحديد ميلان، ومن الشاش إلى بارجاخ أربعون فرسخا، ومن الشاش إلى إسفيجاب اثنان وعشرون فرسخا، وقال البشاري: الشاش كورة قصبتها بنكث.
[معجم البلدان]
شاش
ناحية من وراء نهر سيحون متاخمة لبلاد الترك. كانت أكبر ثغر في وجه الترك، وكانت من أنزه بلاد الله وأكثرها خيراً. وكانت عامة دورهم يجري فيها الماء وكلها مستترة بالضرة، فخربت في زمن السلطان محمد خوارزمشاه، بسبب اختلاف عساكره وعساكر خطا، فقتل ملوكها وجلا أهلها عنها لعجزه عن ضبطها، فبقيت تلك الديار والأنهار والأشجار والأزهار خاوية على عروشها، وذلك قبل ورود التتر. ينسب إليها أبو بكر محمد بن علي بن إسماعيل القفال الشاشي. كان عالماً فقيهاً ذا تصانيف كثيرة. درس على أبي العباس بن سريج، وهو الذي أنشأ علم المناظرة وأظهر مذهب الشافعي ببلاد ما وراء النهر. وكان أول أمره قفالاً، عمل قفلاً وزنه دانق مع الفراشة والمفتاح، فتعجب الناس من حذقه. واختار مذهب الشافعي وعاد إلى ما وراء النهر، وانتشر فقه الشافعي بما وراء النهر مع غلبة الحنفية هناك. وكان علامة في التفسير والفقه والأدب والجدل والأصول. وبها جبل اسبرة؛ قال الاصطخري: هي جبال يخرج منها النفط، وانها معدن الفيروزج والحديد والصفر والانك والذهب. ومنها جبل حجارته سود يحترق مثل الفحم، يباع منه وقر أو وقران بدرهم، فإذا احترق اشتد بياض رماده فيستعمل في تبييض الثياب، ولا يعرف مثله في شيء من البلاد، وفي الطبيعة عجائب لا يعلم سرها إلا الله.
[آثار البلاد وأخبار العباد]
الشاش
منطقة من بلاد ما وراء النهر (تركستان) تمتد على ضفة نهر سيحون اليمنى وتعرف المنطقة اليوم باسم (طشقند) وهي تتبع ولاية (أوزباكستان) الروسية وتسمى عاصمتها بهذا الاسم. ينسب إليها كثيرا من العلماء منهم: أبو بكر علي القفال الشاشي المتوفي سنة 336 هـ وأبو الحسن علي بن الحاجب الشاشي المحدث المتوفي سنة 314 هـ وأبو سعيد بن كليب الشاشي صاحب المسند الكبير وغيرهم.
[تعريف بالأماكن الواردة في البداية والنهاية لابن كثير]
الشاش:
مدينة (1) جليلة من عمل سمرقند وقصبتها بنكث (2)، وله مدن كثيرة، ويتصل ببلاد الشاش بلد ايلاق، وهما جميعاً لا فصل بينهما، عمارتهما متصلة متكاثفة لا تنقطع، فمقدار عرضهما مسيرة يومين في ثلاثة أيام، وليس بخراسان وما وراء النهر كورة ولا إقليم على مقدارها في المساحة أكثر منابر وقرى عامرة من هذه الناحية، وآخر حدودها انتهى إلى وادي الشاش الذي يقع في بحيرة خوارزم. والشاش في أرض مستوية لا جبل فيها ولا أرض مرتفعة، وبساتينها ومتنزهاتها كثيرة، وهي من الثغور التي في ناحية الترك، ولأهلها سطوة ومنعة. ومن الشاش أبو بكر محمد بن علي الشاشي القفال (3)، كان إماماً، وله مصنفات، وعنه انتشر فقه الشافعي فيما وراء النهر. وكان محمد بن أحمد الشاشي ورعاً، روى أن النبي
ﷺ قال: " لما ألقي إبراهيم الخليل عليه السلام في النار قال: حسبي الله ونعم الوكيل، فما احترق منه إلا موضع الكتاف ". (1) الشاش: اسم الكورة واسم لمدينة هي التي تسمى اليوم طشقند القديمة، كما أن هذه المدينة نفسها هي التي تسمى ((بنكث)) ؛ وانظر عن الشاش: ابن حوقل: 416، والكرخي: 184، والمقدسي: 276، وياقوت (الشاش)، وآثار البلاد: 538. (2) ص ع: نيكث. (3) ابن خلكان 4: 200، وفي احاشية مصادر أخرى لترجمته.
[الروض المعطار في خبر الأقطار]
الشاش
خمس مراحل، والشاش مدينة جليلة من عمل سمرقند. ومن أخذ من سمرقند إلى الشاش سار إلى خجندة وهي مدينة من مدن سمرقند سبع مراحل، ثم من خجندة إلى الشاش أربع مراحل. الشاش ومن الشاش إلى ثغر أسبيشاب الأعظم مرحلتان وهو البلد الذي يحارب منه الترك وهو آخر عمل سمرقند. فهذا ما وراء النهر من مدن طخارستان والصغد وسمرقند والشاش وفرغانة على الخط الأعظم. وما وراء ذلك فبلاد الشرك وعامة بلاد الترك المحيطة بخراسان وسجستان فترك إستان. والترك عدة أجناس عدة ممالك فمنها: الخزلخية، والتغزغز، وتركش، وكيماك، وغز. ولكل جنس من الترك مملكة منفردة، ويحارب بعضهم بعضا، وليس لها منازل ولا حصون وإنما ينزلون القباب التركية المضلعة ومساميرها سيور من جلود الدواب، والبقر، وأغشيتها لبود، وهم أحذق قوم بعمل اللبود لأنها لباسهم. ولبس بترك إستان زرع إلا الدخن وهو الجاورس وإنما غذاؤهم البان الحجور ويأكلون لحومها وأكثر ما يأكلون لحوم الصيد. والحديد عندهم قليل وهم يعملون سهامهم من عظام إلا أنهم يحيطون بأرض خراسان ويحاربون من كل ناحية ويغزون، فليس بلد من بلدان خراسان إلا وهم يحاربون الترك وتحاربهم الترك من سائر الأجناس. فهذه مدن خراسان وسجستان وكورها ومسافة ما بين كل مدينة وأحوالها، فلنذكر الآن ولأنها مذ فتحت إلى هذه الغاية ومبلغ خراجها.
[البلدان لليعقوبي]
شاش
آخره شين معجمة: قرية بالرىّ. والشاش: بلدة بما وراء النهر، ثم وراء سيحون متاخمة لبلاد الترك ، ولها عمل وقرى، وهى من أنزه بلاد ما وراء النهر، وقصبتها بنكث».
[مراصد الاطلاع على اسماء الامكنة والبقاع]