البحث

عبارات مقترحة:

الوارث

كلمة (الوراث) في اللغة اسم فاعل من الفعل (وَرِثَ يَرِثُ)، وهو من...

العليم

كلمة (عليم) في اللغة صيغة مبالغة من الفعل (عَلِمَ يَعلَمُ) والعلم...

المنان

المنّان في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فعّال) من المَنّ وهو على...


طُوسُ

قال بطليموس: طول طوس إحدى وثمانون درجة، وعرضها سبع وثلاثون، وهي في الإقليم الرابع، إن شئت صرفته لأن سكون وسطه قاوم إحدى العلّتين، واشتقاقه في الذي قبله: وهي مدينة بخراسان بينها وبين نيسابور نحو عشرة فراسخ تشتمل على بلدتين يقال لإحداهما الطابران وللأخرى نوقان ولهما أكثر من ألف قرية فتحت في أيام عثمان بن عفان، رضي الله عنه، وبها قبر عليّ بن موسى الرّضا وبها أيضا قبر هارون الرشيد، وقال مسعر بن المهلهل: وطوس أربع مدن: منها اثنتان كبيرتان واثنتان صغيرتان، وبها آثار أبنية إسلامية جليلة، وبها دار حميد بن قحطبة، ومساحتها ميل في مثله، وفي بعض بساتينها قبر عليّ بن موسى الرضا وقبر الرشيد، وبينها وبين نيسابور قصر هائل عظيم محكم البنيان لم أر مثله علوّ جدران وإحكام بنيان، وفي داخله مقاصير تتحير في حسنها الأوهام وآزاج وأروقة وخزائن وحجر للخلوة، وسألت عن أمره فوجدت أهل البلد مجمعين على أنه من بناء بعض التبابعة وأنه كان قصد بلد الصين من اليمن فلما صار إلى هذا المكان رأى أن يخلّف حرمه وكنوزه وذخائره في مكان يسكن إليه ويسير متخففا فبنى هذا القصر وأجرى له نهرا عظيما آثاره بيّنة وأودعه كنوزه وذخائره وحرمه ومضى إلى الصين فبلغ ما أراد وانصرف فحمل بعض ما كان جعله في القصر وبقيت له فيه بعد أموال وذخائر تخفى أمكنتها وصفات مواضعها مكتوبة معه، فلم يزل على هذه الحال تجتاز به القوافل وتنزله السابلة ولا يعلمون منه شيئا حتى استبان ذلك واستخرجه أسعد بن أبي يعفر صاحب كحلان في أيامنا هذه لأن الصفة كانت وقعت إليه فوجّه قوما استخرجوها وحملوها إليه إلى اليمن، وقد خرج من طوس من أئمة أهل العلم والفقه ما لا يحصى، وحسبك بأبي حامد محمد بن محمد بن محمد الغزالي الطوسي وأبي الفتوح أخيه، وأما الغزالي أبو حامد فهو الإمام المشهور صاحب التصانيف التي ملأت الأرض طولا وعرضا، قرأ على أبي المعالي الجويني ودرس بالنظاميّة بعد أبي إسحاق ونال من الدنيا أربه ثم انقطع إلى العبادة فحجّ إلى بيت الله الحرام وقصد الشام وأقام بالبيت المقدّس مدة، وقيل: إنه قصد الإسكندرية وأقام بمنارتها ثم رجع إلى طوس وانقطع إلى العبادة فألزمه فخر الملك بن نظام الملك بالتدريس بمدرسته في نيسابور فامتنع وقال: أريد العبادة، فقال له: لا يحلّ لك أن تمنع المسلمين الفائدة منك، فدرّس ثم ترك التدريس ولزم منزله بطوس حتى مات بالطابران منها في رابع عشر جمادى الآخر سنة 505 ودفن بظاهر الطابران، وكان مولده سنة 450، ورثاه الأديب الأبيوردي فقال: بكى على حجّة الإسلام حين ثوى من كل حيّ عظيم القدر أشرفه وما لمن يمتري في الله عبرته على أبي حامد لاح يعنّفه تلك الرزيّة تستهوي قوى جلدي، والطّرف تسهره والدمع تنزفه فما له خلّة في الزّهد منكرة، . .. ولا له شبه في الخلق نعرفهمضى وأعظم مفقود فجعت به. .. من لا نظير له في الخلق يخلفه ومنها تميم بن محمد بن طمغاج أبو عبد الرحمن الطوسي صاحب المسند الحافظ، رحل وسمع بحمص سليمان بن سلمة الخياري، وبمصر محمد بن رمح وغيره، وبالجبال وخراسان إسحاق بن راهويه والحسن بن عيسى الماسرجسي، وبالعراق عبد الرحمن بن واقد الواقدي وأحمد بن حنبل وهدبة بن خالد وشيبان ابن فرّوخ، روى عنه جماعة، منهم: عليّ بن جمشاد العدل وأبو بكر بن إبراهيم بن البدر صاحب الخلافيات وخلق سواهم، وقال الحاكم: تميم بن محمد ابن طمغاج أبو عبد الرحمن الطوسي محدث ثقة كثير الحديث والرحلة والتصنيف، جمع المسند الكبير ورأيته عند جماعة من مشايخنا، والوزير نظام الملك الحسن بن عليّ وغيرهم، وأهل خراسان يسمّون أهل طوس البقر، ولا أدري لم ذلك، وقال رجل يهجو نظام الملك: لقد خرّب الطّوسيّ بلدة غزنة، فصبّ عليه الله مقلوب بلدته هو الثور قرن الثور في حر أمّه، ومقلوب اسم الثور في جوف لحيته وقال دعبل بن عليّ في قصيدة يمدح بها آل عليّ بن أبي طالب، رضي الله عنه، ويذكر قبري عليّ بن موسى والرشيد بطوس: اربع بطوس على قبر الزكيّ به إن كنت تربع من دين على وطر قبران في طوس: خير الناس كلّهم، وقبر شرّهم، هذا من العبر ما ينفع الرّجس من قرب الزكيّ ولا على الزكيّ بقرب الرجس من ضرر هيهات كلّ امرئ رهن بما كسبت يداه حقّا، فخذ ما شئت أو فذر وطوس: من قرى بخارى، عن أبي سعد، ونسب إليها أبا جعفر رضوان بن عمران الطوسي من أهل بخارى، روى عن أسباط بن اليسع وأبي عبد الله بن أبي حفص، روى عنه خلف بن محمد بن إسماعيل الخيّام.

[معجم البلدان]

طوس

مدينة بخراسان بقرب نيسابور مشهورة، ذات قرى ومياه وأشجار، والمدينة تشتمل على محلتين، يقال لإحداهما طابران، والأخرى نوقان. وفي جبالها معادن الفيروزج، وينحت منها القدور البرام وغيرها من الآلات والظروف حتى قال بعضهم: قد ألان الله لأهل طوس الحجر كما ألان لداود، عليه السلام، الحديد. منها جمع عقم الزمان بمثلهم ممن ينسب إليها الوزير نظام الملك الحسنابن علي بن إسحق، لم ير وزير أرفع منه قدراً ولا أكثر منه خيراً ولا أثقب منه رأياً. وكان مؤيداً من عند الله. حكي أن قيصر الروم جاء لقتال السلطان الب أرسلان فقال السلطان لنظام الملك: ماذا ترى؟ يقولون عسكره أكثر من عسكرنا! فقال نظام الملك: ليس النصر من الكثرة إنما النصر من عند الله، نحن نتوكل على الله ونلتقيه يوم الجمعة وقت تقول الخطباء على المنابر: اللهم انصر جيوش المسلمين! ففعلوا ذلك فنصرهم الله. وحكي أن السلطان الب أرسلان دخل مدينة نيسابور، فاجتاز على باب مسجد فرأى جمعاً من الفقهاء على باب ذلك المسجد في ثياب رثة، لا خدموا للسلطان ولا دعوا له، فسأل السلطان نظام الملك عنهم فقال: هؤلاء طلبة العلم وهم أشرف الناس نفساً، لا حظ لهم من الدنيا، ويشهد زيهم على فقرهم. فأحس بأن قلب السلطان لان لهم، فعند ذلك قال: لو أذن السلطان بنيت لهم موضعاً وأجريت لهم رزقاً ليشتغلوا بطلب العلم ودعاء دولة السلطان! فأذن له، فأمر نظام الملك ببناء المدارس في جميع مملكة السلطان، وأن يصرف عشر مال السلطان الذي هو مختص بالوزير في بناء المدارس، وهو أول من سن هذه السنة الحسنة. وحكى نظام الملك في كتابه سير الملوك أن بعض المفسدين قال للسلطان ملكشاه: ان في معيشك أربعمائة ألف فارس، وأمر المملكة يتمشى بسبعين ألفاً، فإن سبعين ألفاً لم يغلبوا من القلة، فلو أسقطتهم امتلأت الخزانة من المال! ومال السلطان إلى قوله، فلما عرفت ذلك قلت للسلطان: هذا قول من أراد اثارة الفتنة وفساد المملكة! إن ملكك خراسان وما وراء النهر إلى كاشغر من غور وخوارزم واللان واران وآذربيجان، والجبال والعراق وفارس وكرمان والشام وارمن وأنطاكية، وانها إنما تبقى محفوظة بهذه العساكر، ولم يذكر أن دولة الخلفاء العظام والملوك الكبار قد خلت من خروج خارجي وظهور مخالف، وهذه الدولة المباركة بسعادة السلطان سلمت عن الكدورات، فلو كانت العساكر ثمانمائة ألف لكانت السند والهند والصين ومصر والبربر والحبشة والروم أيضاً في طاعتنا. ثم ان السلطان ان أثبت سبعين ألفاً وأسقط ثلاثمائة وثلاثين ألفاً، فالساقطون ليسوا أصحاب حرف يشتغلون بصنعتهم، يجتمعون على يد واحد، ويدخلون تحت طاعته، فنشأ من ذلك فساد عظيم ويكون الخصم في ثلاثمائة وثلاثين ألفاً ونحن في سبعين ألفاً، فتمشي الأموال وتهلك، ويكون ذلك نتيجة نصيحة هذا الناصح الذي ينصح بجمع الأموال وتفريق الرجال. وحكي انه كان شديد التعصب على الباطنية، وقد خرج من أصفهان وبه عقابيل المرض في العمارية. فلما وصل إلى قرية من قرى نهاوند يقال لها قيدسجان، تعرض له رجل ونادى: مظلوم! مظلوم! فقال الوزير: ابصروا ما ظلامته. فقال: معي رقعة أريد أسلمها إلى الوزير! فلما دنا منه وثب عليه وضربه بالسكين، وكانت ليلة الجمعة الحادي والعشرين من رمضان سنة خمس وثمانين وأربعمائة، فحمل إلى أصفهان ودفن في مدرسته. وينسب إليها الإمام حجة الإسلام أبو حامد محمد بن محمد بن محمد الغزالي. لم تر العيون مثله لساناً وبياناً وخاطراً وذكاء وعلماً وعملاً. فاق أقرانه من تلامذة إمام الحرمين، وصار في أيام إمام الحرمين مفيداً مصنفاً، وإمام الحرمين يظهر التبجح به. وكان مجلس نظام الملك مجمع الفضلاء، فوقع لأبي حامد في مجلسه ملاقاة الفحول ومناظرة الخصوم في فنون العلوم، فأقبل نظام الملك عليه وانتشر ذكره في الآفاق، فرسم له تدريس المدرسة النظامية ببغداد، وصنف كتباً لم يصنف مثلها، ثم حج وترك الدنيا واختار الزهد والعبادة، وبالغ في تهذيب الأخلاق ودخل بلاد الشام، وصنف كتباً لم يسبق إلى مثلها كإحياء علوم الدين، ثم عاد إلى خراسان مواظباً على العبادات إلى أن انتقل إلى جوار الحق بطوس سنة خمس وخمسمائة عن أربع وخمسين سنة. قيل: ان تصانيفه وزعت على أيام عمره فأصاب كل يوم كراس.حكى الشيخ أبو الفتح عامر الساوي قال: كنت بمكة سنة خمس وأربعين وخمسمائة، فبينا أنا بين النوم واليقظة إذ رأيت عرضة عريضة فيها ناس كثيرون، وفي يد كل واحد مجلد يحلقون على شخص فقالوا: هذا رسول الله، ! وهؤلاء أصحاب المذاهب يعرضون مذاهبهم عليه. فبينا أنا كذلك إذ جاء واحد بيده كتاب قيل إنه هو الشافعي، فدخل وسط الحلقة وسلم على رسول الله، ، فرد الجواب عليه وهو، عليه السلام، في ثياب بيض، على زي أهل التصوف، فقعد الشافعي بين يديه وقرأ من كتاب مذهبه واعتقاده عليه، ثم جاء بعده رجل آخر قالوا انه أبو حنيفة، وبيده كتاب، فسلم وقعد بجنب الشافعي وقرأ مذهبه واعتقاده، ثم يأتي صاحب كل مذهب حتى لم يبق إلا القليل، وكل يقرأ ويقعد بجنب الآخر. ثم جاء واحد من الروافض وبيده كراريس غير مجلدة، فيها مذهبهم واعتقادهم، وهم أن يدخل الحلقة، فخرج واحد ممن كان عند رسول الله، ، وأخذ الكراريس ورماها خارج الحلقة وطرده وأهانه. فلما رأيت أن القوم قد فرغوا قلت: يا رسول الله، هذا لاكتاب معتقدي ومعتقد أهل السنة، لو أذنت لي قرأت عليك. فقال: : أي شيء ذلك؟ قلت: قواعد العقائد للغزالي. فأذن لي بالقراءة، فقعدت وابتدأت: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله المبديء المعيد، الفعال لما يريد، ذي العرش المجيد، والبطش الشديد، الهادي صفوة العبيد إلى النهج الرشيد، والملك الشديد، المنعم عليهم بعد شهادة التوحيد، بحراسة عقائدهم من ظلمات التشكيك والترديد، إلى أن وصلت إلى قوله: وانه تعالى بعث الأمي القرشي محمداً، ، إلى العرب والعجم كافة من الجن والانس، فرأيت البشاشة في وجه رسول الله، ، فالتفت إلي وقال: أين الغزالي؟ كأنه كان واقفاً في الحلقة! فقال: ها أنا ذا يا رسول الله! فقدم وسلم على رسول الله، عليه السلام، فرد عليه الجواب وناوله يده المباركة. فصار الغزالي يقبليده المباركة ويضع خديه عليها تبركاً بها، فما رأيت رسول الله، عليه السلام، أكثر استبشاراً بقراءة أحد مثل استبشاره بقراءتي، فسأل الله تعالى أن يميتنا على عقيدة أهل الحق، وأن يحشرنا مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، قال الأبيوردي: بكى على حجّة الإسلام حين ثوى من كلّ حيٍّ عظيم القدر أشرفه مضى وأعظم مفقودٍ فجعت به من لا نظير له في النّاس يخلفه وينسب إليها ملك الابدال أحمد بن محمد بن محمد الغزالي. كان صاحب كرامات ظاهرة. كان أخوه حجة الإسلام يقول: ما حصل لنا بطريق الاشتغال ما حصل لأحمد بطريق الرياضة. حكي أن الشيخ محمداً كان يصلي والشيخ أحمد حاضر، فلما فرغ من صلاته قال له: أيها الأخ قم أعد صلاتك، لأنك كنت في الصلاة تحاسب حساب البقال! وحكي أن السلطان ملكشاه كان مريداً للشيخ أحمد، فذهب ابنه سنجر إلى زيارة الشيخ، وكان حسن الصورة جداً، فالشيخ قبله في خده، فكره الحاضرون ذلك وذكروه للسلطان فقال السلطان لابنه سنجر: الشيخ قبل خدك؟ قال: نعم. قال: ملكت نصف الأرض، ولو قبل الجانب الآخر ملكت كلها! وكان الأمر كذلك. وحكي أن رجلاً أراد أن يأخذ امرأة خاطئة ليلة بأجرة معلومة، فالشيخ زاد في أجرتها وأخذها إلى بيته وأقعدها في زاوية من البيت، واشتغل هو بالصلاة إلى الصباح. فلما كان النهار وقد أعطاها أجرتها قال لها: قومي واذهبي إلى حيث شئت! وغرضه دفع الزنا عنهما، رحمة الله عليه ورضوانه. وينسب إليها الحكيم الفردوسي. كان من دهاقين طوس له ملك في ضيعة يظلمه عامل الضيعة، فذهب إلى باب السلطان محمود بن سبكتكين لدفع ظلم العامل، وكان يطلب وسيلة. قيل له: الشعراء مقربون الآن لأن السلطان يريدأن يجعلوا له تاريخ ملوك العجم منظوماً، وأقربهم إلى السلطان العنصري، فطلبه الفردوسي فوجده في بستان ومعه الفرخي والعسجدي، فذهب إليهم وسلم وجلس عندهم فقالوا: نحن شعراء لا نجالس إلا من كان مثلنا! فقال: أنا أيضاً شاعر! فقالوا: أجز معنا هذا البيت: قال العنصري: جون روي تو خورشيذ نباشذ روشن قال الفرخي: مانند رخت كل نبود در كلشن قال العسجدي: مر كانت همي كذر كند بر جوشن قال الفردوسي: مانند سنان كيو در جنك بشن فقالوا: ما أدراك بحال كيو وجنك بشن؟ قال: أنا عارف بوقائع ملوك العجم. فاستحسنوا ما أتى به الفردوسي، وذكروه عند السلطان، فأعطى السلطان لكل شاعر جزاء وأعطى للفردوسي أيضاً جزاء. فرأوا شعر الفردوسي خيراً من شعرهم، وكان شعر كل واحد لا يشابه شعر الآخر، لأن شأنها كان فصيحاً وشأنها كان ركيكاً، فقال: إني أتولى نظم الكتاب كله ولا حاجة إلى غيري! فنظم الكتاب من أول زمان كيومرث، وهو أول ملك ملك إلى زمان يزدجرد بن شهريار، آخر ملوك العجم، في سبعين ألف بيت مشتملاً على الحكم والمواعظ والزواجر والترغيب والترهيب، بعبارة فصيحة، وحمل الكتاب إلى السلطان فأعجبه وأمر له بحمل فيل ذهباً. فقال الوزير: جائزة شاعر حمل فيه ذهباً كثير، ألا حمل فيل فضة؟ وكان الفردوسي يطمع بمنصب رفيعمن المناصب مثل الوزارة، فلما رأى حمل فيه فضة اشترى به فقاعاً وشربه، وألحق بالكتاب هذه الأبيات الثلاثة: برين سال بكذشت از سي وبنج بدرويشي وناتواني ورنج بذان تا بيري مرا بر دهذ مرا شاه مر تخت واسفر دهذ جو اندر نهاذش بزركي نبوذ نيارست نام بزركان شنوذ وحكي أن الشيخ قطب الدين أستاذ الغزالي اجتاز على قبر الفردوسي مع أصحابه، فقال بعضهم: نزور الفردوسي! فقال الشيخ: دعه فإنه صرف عمره في مدح المجوس! فرأى ذلك القائل الفردوسي في نومه يقول له: قل للشيخ لو أنتم تملكون خزائن رحمة ربي إذاً لأمسكتم خشية الإنفاق، وكان الانسان قتوراً.

[آثار البلاد وأخبار العباد]

طوس

مدينة من مدن خراسان تقع شرقي نيسابور. خرج منها كثير من العلماء منهم: الإمام أبو حامد محمد بن محمد الغزالي ومحمد بن أسلم الطوسي ونصير الدين أبو عبد الله محمد الطوسي وغيرهم. (ر. سناباذ (.

[تعريف بالأماكن الواردة في البداية والنهاية لابن كثير]

طوس (1) :

مدينة من نيسابور على مرحلتين، وقيل على ستة عشر فرسخاً. وطوس العظمى يقال لها نوقان، وهي مدينة كبيرة حسنة المباني كثيرة الأسواق شاملة الأرزاق عامرة الأمكنة رائقة الجهات ولها مدن بها منابر. ولمّا فتح ابن عامر (2) مدينة نيسابور قيل صلحاً وقيل عنوة فتح ما حولها طوس وبيورد ونسا وحُمران وسرخس، وقيل بعث إلى سرخس عبد الله بن خازم ففتحها. وبطوس قبر الرشيد أمير المؤمنين وفيها توفي الرضا علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين. وكان الرشيد (3) توجّه إلى خُراسان وبه علة هوّنها عليه الأطباء، فلما صار إلى طوس اشتدت به وزادت، واستراب بأطبائه، فبعث إلى متطبب فارسي يقال له الأسقف، فأشخصه إليه، وأمر بقوارير فيها أبوال مختلفة فعرضت عليه، فقال فيها حتى انتهى إلى قارورة الرشيد فقال: قولوا لصاحب هذا الماء فليدع الحمية وليوص، فإنه لا يقوم من مرضه، فبكى الرشيد بكاء شديداً وتململ (4) على فراشه وجعل يردد هذين البيتين: إن الطبيب بطبَهِ ودوائِهِ. .. لا يستطيع دفاع محذور أتى ما للطبيب يموت بالداء الذي. .. قد كان يبرئ مثله فيما مضى وضعف عندما سمع من الطبيب ضعفاً زائداً، وأرجف الناس بموته فلما بلغه ذلك دعا بحمار ليركبه، فلما صار عليه سقطت فخذاه فلم يقدر على الثبات على السرج، فقال: أنزلوني، صدق المرجفون، ثم دعا بأكفانه فنشرت بين يديه، فاختار منها ما رضيه وحفر له قبر فلما اطلع فيه قال: " مَا أَغْنىَ عنّي مالِيَهْ، هَلَكَ عَني سُلْطانِيَهْ ". وذكر الفضل بن الربيع (5) أن الرشيد رأى بالرافقة سنة اثنتين وتسعين ومائة رؤيا أَفزعته فأصبح واجماً بذلك، لا يجسر أحد على سؤاله وكان بختيشوع طبيبه جسوراً عليه، وكان أول من يدخله عليه فسأله عما أحدث في ليلته، فسألناه أن يكلمه، فابتدأه وقال: يا أمير المؤمنين قد وجم أهل الدار ولا يدرون ما الخبر، فهل حدث شيء؟ قال: أعظمه، ويحك يا بختيشوع، إني رأيت في منامي كأن خادماً جاءني حاسراً عن ذراعيه وفي كمه تراب، والله لو رأيت الخادم أو الكف أو التراب في ألفٍ من أجناسه لعرفت كلاً منها، فجعل يقول لي: هذه تربتك، فأفزعني ذلك، وحق لي الفزعَ، فقال له: وما في هذا يا أمير المؤمنين، وللرؤيا شروط، ولا بد للإنسان من التراب، ولكن أنت إن شاء الله تعالى بعد العمر الطويل والأمد الواسع، وما زال يسليه (6) حتى طابت نفسه وسلا ودعا بالجلساء والمغنين، ثم خرج إلى خُراسان في سنة ثلاث وتسعين بعدها، وقد طوى بغداد، وصيرها منزلاً ووافى إلى طوس وقد زادت علته، فأقام بها وقال للخدم ليجئني أحدكم بقبضة من تراب هذا البستان، فجاء واحد منهم بتراب منه في كفه، فأدناه إليه، وقد حسر عنه ذراعيه، فلما رآه قال: يا بختيشوعَ، أتذكر رؤياي بالرافقة؟ هذا والله ذلك الخادم، وهذه الكف، وهذا التراب، وقد حضر الموت، فغالطه بختيشوع وقال: إنما أراك هذا ما وقر في نفسك، وأنت مع العلة إلى الفكر في غير هذا أحوج، فمات بعد أيام ودُفن في ذلك البستان. وقال الفضل جيء إلى الرشيد بأخي رافع وبابن عم له مأسورين، وهو لما به فتحامل في الجلوس لعذابهما وهو لا يطيق القعود وقد خرق له في السرير خرق ينجو منه، وتحت فراشه جاورس، وقد قعد الخدم خلف السرير يمسكون أطراف جنبيه لئلا يسقط، ولولا مكانهم ما ثبت جالساً، فأقيم الرجلان بين يديه فقال: أظننتم يا آل رافع أنكم لو كنتم بعدد نجوم السماء وحصى الأرض فتّموني؟! بل اصطلمكم بيميني وشمالي، فجعلا يعتذران ويقولان: ما نحن ورافع؟! وإنما نحن قوم غزاة قد انقطعنا إلى الله تعالى ذكره، ما أكلنا له مالاً قط، ولا نحن صحبناه، ولا كنا في جملته، يعلم ذلك الناس. وأغلظ لهما وطال الخطاب، فأقبل أحدهما على صاحبه فقال: كم تعتذر إلى هذا الظالم والظلم هواه، ولا يملك لك إلا ما يملك لنفسه، فلما سمعهما غضب واستشاط وقال: ليجزر الكلبان الساعة، فصيرا إلى ناحية وبطحا وشدا ووضعت السواطر عليهما فقطعا آراباً، وجزع الناس وقد تناهى ضعف الرشيد بصياحه على الرجلين، وجرد فأغمي عليه بعقب ذلك وكأنه كان ذبالة طفئت، ولحق بهما من يومه فكان شأنه عجباً، وكان إذا اشتدّ به وجعه يقول: صبراً لأمر الله، وينشد: وإني لمن قوم كرام يزيدهم. .. رجاء وصبراً شدة الحدثان وكانت وفاته بطوس في جمادى الأخرى سنة ثلاث وتسعين ومائة وله خمس وأربعون سنة، وكان مولده بالري، وقال للعباس بن موسى: في علمنا المدروس أني أموت بطوس. ولإبراهيم بن المهدي يرثيه: ذكرت أخي هارون وهو ببلدةٍ. .. تكلفها شهرٌ وأوبتها شهرُ بطوس ومن تكتب بطوس وفاته. .. يطلْ من أخلاء الصفاء له الهجر كملت فلما صرت للأرض زينة. .. أفلت عن الدنيا كما يأفل البدر فما الخير بالمأمول ما هبت الصبا. .. ولا الشر بالمأمون ما برق الفجر وفي الرشيد ودفنه بطوس يقول دعبل، وكان بذيء اللِّسان: قبرانِ في طوس خير الناس كلهم. .. وقبر شرّهم هذا من العِبرِ لا ينفع الرجس من قرب الزكي ولا. .. على الزكي بقرب الرجس من ضرر يعني علي بن موسى الرضا والرشيد، وقبراهما متجاوران بظاهر مدينة نوقان، وهي طوس العظمى، في مشهد حسن في قرية يقال لها مِلياناد، وفيها حصن حصين منيع وفيه قوم معتكفون. وبنوقان (7) معدن قدور البرام يحمل منها إلى سائر بلاد خُراسان، وفيها معادن النُحاس والحديد والفضة والفيروزج والدهنج وغيرها. ومن أهل طوس الإمام أبو حامد محمد بن محمد الغزالي رحمة الله عليه. (1) نزهة المشتاق: 209. (2) الطبري 1: 2884 وما بعدها. (3) قارن بما ورد في مروج الذهب 6: 356. (4) المروج: وتمايل. (5) قارن بالطبري 3: 735. (6) ص ع: يسأله. (7) نزهة المشتاق: 209.

[الروض المعطار في خبر الأقطار]

طوس

بالضم: مدينة بينها وبين نيسابور عشرة فراسخ، تشتمل على بلدتين، يقال لإحداهما: الطابران، والأخرى نوقان ، وبهما أكثر من ألف قرية بها قبر الرشيد، وعلىّ بن موسى الرضا فى بستان كان بها. وقيل هى أربع مدن: اثنتان كبيرتان واثنتان صغيرتان، بها آثار أبنية إسلامية جليلة، وبها دار حميد بن قحطبة، ومساحتها ميل فى ميل، بينها وبين نيسابور قصر هائل عظيم، محكم البنيان عالى الجدران، وفى داخله مقاصير يحير فيها الناظر وآزاج وأروقة وخزائن وحجر للخلوة. تقول أهلها إنه من بناء بعض التبابعة كان قصد الصين، فرأى أن يخلف حرمه وكنوزه؛ وذخائره؛ فبنى لهم هذا القصر، وسار متخفّفا، فلما بلغ مراده، ورجع حمل ما أراد، وبقى ما بقى مما يخفى موضعه.

[مراصد الاطلاع على اسماء الامكنة والبقاع]