العِرَاقُ
مياه لبني سعد بن مالك وبني مازن. والعراق أيضا: محلة كبيرة عظيمة بمدينة إخميم بمصر، فأما العراق المشهور فهي بلاد. والعراقان: الكوفة والبصرة، سمّيت بذلك من عراق القربة وهو الخرز المثنّي الذي في أسفلها أي أنها أسفل أرض العرب، وقال أبو القاسم الزّجاجي: قال ابن الأعرابي سمي عراقا لأنه سفل عن نجد ودنا من البحر، أخذ من عراق القربة وهو الخرز الذي في أسفلها، وأنشد: تكشّري مثل عراق الشّنّه وأنشد أيضا: لما رأين دردري وسني وجبهتي مثل عراق الشّنّ متّ عليهنّ ومتن مني قال: ولا يكون عراقها إلا أسفلها من قربة أو مزادة، قال: وقال غيره العراق في كلامهم الطير، قالوا: وهو جمع عرقة، والعرقة: ضرب من الطير، ويقال أيضا: العراق جمع عرق، وقال قطرب: إنما سمي العراق عراقا لأنه دنا من البحر وفيه سباخ وشجر، يقال: استعرقت إبلهم إذا أتت ذلك الموضع، وقال الخليل: العراق شاطئ البحر، وسمي العراق عراقا لأنه على شاطئ دجلة والفرات مدّا حتى يتصل بالبحر على طوله، قال: وهو مشبّه بعراق القربة وهو الذي يثنى منها فيخرز، وقال الأصمعي: هو معرّب عن إيران شهر، وفيه بعد عن لفظه وإن كانت العرب قد تتغلغل في التعريب بما هو مثل ذلك، ويقال: بل هو مأخوذ من عروق الشجر، و من منابت الشجر، فكأنه جمع عرق، وقال شمر: قال أبو عمرو سميت العراق عراقا لقربها من البحر، قال: وأهل الحجاز يسمون ما كان قريبا من البحر عراقا، وقال أبو صخر الهذلي يصف سحابا: سنا لوحه لما استقلّت عروضه، وأحيا ببرق في تهامة واصب فجرّ على سيف العراق ففرشه وأعلام ذي قوس بأدهم ساكب فلما علا سود البصاق كفافه. .. تهبّ الذّرى فيه بدهم مقاربفجلّل ذا عير ووالى رهامه، . .. وعن مخمص الحجّاج ليس بناكب فحلّت عراه بين نقرى ومنشد، وبعّج كلف الحنتم المتراكب ليروي صدى داود واللحد دونه، وليس صدى تحت التراب بشارب فهذا لم يرد العراق الذي هو علم لأرض بابل إنما هو يصف الحجاز وهذه المواضع كلها بالحجاز، فأراد أن هذا السحاب خرج من البحر يعني بحر القلزم ومرّ بسيف ذلك البحر وسمّاه عراقا اسم جنس ثم وصف كل شيء مرّ به من جبال الحجاز حتى سقى قبر ابنه داود، وقد صرح بذلك مليح الهذلي فقال: تربّعت الرياض رياض عمق، وحيث تضجّع الهطل الجرور مساحلة عراق البحر حتى رفعن كأنما هنّ القصور وقال حمزة: الساحل بالفارسية اسمه إيراه الملك ولذلك سمّوا كورة أردشير خرّه من أرض فارس إيراهستان لقربها من البحر فعرّبت العرب لفظ إيراه بالحاق القاف فقالوا إيراق، وقال حمزة في الموازنة: وواسطة مملكة الفرس العراق، والعراق تعريب إيراف، بالفاء، ومعناه مغيض الماء وحدور المياه، وذلك أن دجلة والفرات وتامرّا تنصبّ من نواحي أرمينية وبند من بنود الروم إلى أرض العراق وبها يقرّ قرارها فتسقي بقاعها، وكانت دارا الملك من أرض العراق إحداهما عبر دجلة والأخرى عبر الفرات وهما بافيل وطوسفون، فعرّب بافيل على بابل وعلى بابلون أيضا وطوسفون على طيسفون وطيسفونج، وقيل: سميت بذلك لاستواء أرضها حين خلت من جبال تعلو وأودية تنخفض، والعراق: الاستواء في كلامهم، كما قال الشاعر: سقتم إلى الحقّ معا وساقوا سياق من ليس له عراق أي استواء، وعرض العراق من جهة خطّ الاستواء أحد وثلاثون جزءا، وطولها خمسة وسبعون جزءا وثلاثون دقيقة، وأكثر بلاده عرضا من خط الاستواء عكبران على غربي دجلة، وعرضها ثلاثة وثلاثون جزءا وثلاثون دقيقة وذلك آخر ما يقع في الإقليم الثالث من العراق، ومن بعد عكبرا يدخل العراق كله في الإقليم الثالث إلى حلوان، وعرضها أربعة وثلاثون جزءا، ومقدار الربع من العراق في الإقليم الرابع دسكرة الملك وجلولاء وقصر شيرين، وأما الأكثر ففي الثالث، وأما القادسية ففي الإقليم الثالث، وطولها من المغرب تسعة وستون جزءا وخمس وعشرون دقيقة، وعرضها من خطّ الاستواء أحد وثلاثون جزءا وخمس وأربعون دقيقة، وحلوان والعذيب جميعا من الإقليم الثالث، وقد خطئ أبو بكر أحمد بن ثابت في جعله العراق وبغداد من الإقليم الرابع، وأما حدّه فاختلف فيه، قال بعضهم: العراق هو السواد الذي حدّدناه في بابه، وهو ظاهر الاشتقاق المذكور آنفا لا معنى له غير ذلك وهو الصحيح عندي، وذهب آخرون فيما ذكر المدائني فقالوا: حدّه حفر أبي موسى من نجد وما سفل عن ذلك يقال له العراق، وقال قوم: العراق الطور والجزيرة والعبر والطور ما بين ساتيدما إلى دجلة والفرات، وقال ابن عياش: البحرين من أرض العراق، وقال المدائني: عمل العراق من هيت إلى الصين والسند والهند والريّ وخراسان وسجستان وطبرستان إلى الديلم والجبال، قال: وأصبهان سنّة العراق، وإنما قالوا ذلك لأن هذا كلّه كان في أيام بني أميّة يليه والي العراق لا أنه منه، والعراق هي بابل فقط كما تقدّم، والعراق أعدل أرض الله هواء وأصحّها مزاجا وماء فلذلك كان أهل العراق هم أهل العقول الصحيحة والآراء الراجحة والشهوات المحمودة والشمائل الظريفة والبراعة في كلّ صناعة مع اعتدال الأعضاء واستواء الأخلاط وسمرة الألوان، وهم الذين أنضجتهم الأرحام فلم تخرجهم بين أشقر وأصهب وأبرص كالذي يعتري أرحام نساء الصقالبة في الشقرة، ولم يتجاوز أرحام نسائهم في النّضج إلى الإحراق كالزنج والنوبة والحبشة الذين حلك لونهم ونتن ريحهم وتفلفل شعرهم وفسدت آراؤهم وعقولهم فمن عداهم بين خمير لم ينضج ومجاوز للقدر حتى خرج عن الاعتدال، قالوا: وليس بالعراق مشات كمشاتي الجبال ولا مصيف كمصيف عمان ولا صواعق كصواعق تهامة ولا دماميل كدماميل الجزيرة ولا جرب كجرب الزنج ولا طواعين كطواعين الشام ولا طحال كطحال البحرين ولا حمّى كحمّى خيبر ولا كزلازل سيراف ولا كحرارات الأهواز ولا كأفاعي سجستان وثعابين مصر وعقارب نصيبين ولا تلوّن هوائها تلوّن هواء مصر، وهو الهواء الذي لم يجعل الله فيه في أرزاق أهله نصيبا من الرحمة التي نشرها الله بين عباده وبلاده حتى ضارع في ذلك عدن أبين، قال الله تعالى: وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّياحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ 7: 57، وكل رزق لم يخالط الرحمة وينبت على الغيث لم يثمر إلا الشيء اليسير، فالمطر فيها معدوم والهواء فيها فاسد، وإقليم بابل موضع اليتيمة من العقد وواسطة القلادة ومكان اللّبّة من المرأة الحسناء والمحّة من البيضة والنقطة من البركار، قال عبيد الله الفقير إلى رحمته: وهذا الذي ذكرناه عنهم من أدلّ دليل على أن المراد بالعراق أرض بابل، ألا تراه قد أفرده عنها بما خصّه به؟ وقال شاعر يذكر العراق: إلى الله أشكو عبرة قد أظلّت، ونفسا إذا ما عزّها الشوق ذلّت تحنّ إلى أرض العراق ودونها تنايف لو تسري بها الريح ظلّت والأشعار فيها أكثر من أن تحصى.
[معجم البلدان]
العراق
ناحية مشهورة، وهي من الموصل إلى عبادان طولاً، ومن القادسية إلى حلوان عرضاً. أرضها أعدل أرض الله هواء وأصحها تربة وأعذبها ماء. وهي كواسطة القلادة من الاقليم، وأهلها أصحاب الأبدان الصحيحة والأعضاء السليمة، والعقول الوافرة والآراء الراجحة وأرباب البراعة في كل صناعة. والغالب عليهم الغدر لكثرة الأشرار ومكر الليل والنهار. أقام بها عبد الله بن المبارك سبعة عشر يوماً تصدق بسبعة عشر درهماً كفارة لذلك. وأهلها مخصوصون ببغض الغرباء خصوصاً العجم.ويقال لأهل العراق نبط؛ قالوا: نبط كان اسم رجل شرير كثرت جناياته في زمن سليمان بن داود، عليه السلام، فأمر بحبسه، فاستغاث منه أهل الحبس إلى سليمان من كثرة سعايته ونميمته، والقائه الشر بين أهل الحبس، فأمر سليمان، عليه السلام، بتقييده وحمله إلى حبس الشياطين، فاستغاث الشياطين وقالوا: يا نبي الله لا تجمع بين الحبس ومقاساة نبط! فرأى سليمان أن يأمره بشغل حتى يقل شره. وكان في الحبس امرأة مومسة، قيل لنبط: نريد منك أن تغسل هذا الصوف الأسود وتبيضه بالغسل، وأن تروح هذه المرأة حتى يلتحم فرجها بالترويح، فأمر بذلك ووكل به، ففعل ذلك مدة طويلة حتى ضجر، ثم أراد أن يجرب هل التحمت أم لا، فباشرها، فحملت منه وأتت بولد وصار له نسل بأرض العراق، فلهذا ترى السعاية والنميمة والفجور في النبط كثيراً لأنها شيمة أبيهم نبط! وحكي أن عبد الله بن المبارك قيل له: كيف رأيت أهل العراق؟ قال: ما رأيت بها إلا شرطياً غضبان! بها نهر دجلة، مخرجه من جبل بقرب آمد عند حصن يعرف بحصن ذي القرنين، وهي هناك ساقية كلما امتد ينضم إليها مياه جبال ديار بكر، ثم يمتد إلى ميافارقين وإلى حصن كيفا، ثم إلى جزيرة ابن عمر ويحيط بها ثم إلى الموصل ثم إلى تكريت، وقبل ذلك ينصب إليه الزابان ويعظم بهما، ثم إلى بغداد ثم إلى واسط ثم البصرة ثم إلى عبادان وينصب إلى البحر. وماء دجلة من أعذب المياه وأخفها وأكثرها نفعاً لأن مجراه من مخرجه إلى مصبه في العمارات، وفي آخر الصيف يستعملونه كله بواسط والبصرة. وروي عن ابن عباس أن الله تعالى أوحى إلى دانيال، عليه السلام، أن فجر لعبادي نهرين، واجعل مصبهما البحر، فقد أمرت الأرض أن تطيعك. فأخذ خشبة يجرها في الأرض والماء يتبعه، فكلما مر بأرض يتيم أو أرملة أو شيخ ناشده الله فيحيد عنها، فعواقيل دجلة والفرات من ذلك.وبها نهر الفرات. مخرج الفرات من أرمينية ثم من قاليقلا، ويدور بتلك الجبال حتى يدخل أرض الروم، ويخرج إلى ملطية ثم إلى سميساط ثم إلى قلعة نجم ثم إلى الرقة ثم إلى عانة ثم إلى هيت، فيصير أنهاراً تسقي زروع السواد وما فضل منها انصب في دجلة، بعضه فوق واسط وبعضه بين واسط والبصرة، فيصير الفرات ودجلة نهراً عظيماً يصب في بحر فارس. وروي أن أربعة أنهار من الجنة: النيل والفرات وسيحان وجيحان. وروي عن علي،
رضي الله عنه، انه قال: يا أهل الكوفة، إن نهركم هذا يصب إليه ميزابان من الجنة. وروي عن جعفر بن محمد الصادق انه شرب من الفرات فحمد الله وقال ما أعظم بركته! لو علم الناس ما فيه من البركة لضربوا على حافتيه القباب! ولولا ما يدخله من خطائين ما اغتمس فيه ذو عاهة إلا برأ. وحكى السدي أن الفرات مد في زمن علي بن أبي طالب، كرم الله وجهه، فألقى رمانة في غاية العظم فأخذت فكان فيها كر حب قسمها بين المسلمين، فكانوا يرون أنها من الجنة. وهذا حديث مشهور في عدة كتب للعلماء. ينسب إليها هشام بن الحكم، وكان معتزلياً يرجح علياً، فقال رجل: إني ألزمه أن يقول عند الخليفة إن علياً كان ظالماً! فلما حضر هشام عند الخليفة قال: أبا محمد، أنشدك بالله أما تعلم أن علياً نازع العباس عند أبي بكر؟ قال: نعم. قال: فمن كان الظالم منهما؟ فكره أن يقول العباس خوفاً من الخليفة، وكره أن يقول علي خوفاً من مخالفة اعتقاده، فقال: ما منهما ظالم! فقال الرجل: كيف يتنازعان ولا يكون أحدهما ظالماً؟ فقال: كما اختصم الملكان إلى داود، عليه السلام، وما منهما ظالم، وغرضهما تنبيه داود على الخطيئة؛ هكذا كان العباس وعلي، كان غرضهما تنبيه أبي بكر على خطيئته. وينسب إليها يحيى بن معمر، أحضره الحجاج وقال: أنت الذي تقول الحسين بن علي من ذرية رسول الله؟ قال: نعم. قال: فوالله لتأتين بالمخرجعما قلت أو لأضربن عنقك! فقال يحيى: إن جئت بالمخرج فأنا آمن؟ قال: نعم. قال: اقرأ وتلك حجتنا آتيناها إبراهيم إلى قوله ومن ذريته داود وسليمان إلى قوله وزكريا ويحيى وعيسى فمن يعد عيسى من ذرية إبراهيم لا يعد الحسين من ذرية محمد، عليه السلام؟ فقال الحجاج: والله كأني ما قرأت هذه الآية قط! فولاه قضاء المدينة، وكان قاضيها إلى أن مات. وينسب إليها أبو محمد سليمان بن مهران الأعمش. قال عيسى بن يونس: ما رأينا في زماننا من الأعمش، فكان الأغنياء والملوك في مجلسه أحقر شيء، وهو محتاج إلى درهم! حكي انه يوم الشك من رمضان يأتيه الناس يستخبرون منه، فضجر من ذلك وترك بين يديه رمانة، كل من دخل عليه قبل أن يستخبر منه أخذ حبةً رماها في فمه، ليعلم أن اليوم ليس يوم صوم. وحكي أن أبا حنيفة ذهب إليه فلما أراد الذهاب قال له: لا يكون ثقلت عليك! فقال: أنت في بيتك ثقيل علي فكيف في بيتي؟ وحكى أبو بكر بن عياش قال: دخلت على الأعمش في مرض موته فقلت: أدعو لك طبيباً؟ فقال: ما أصنع به؟ والله لو كانت نفسي بيدي لطرحتها في الحش! لا تؤذين أحداً واطرحني في لحدي! ولد الأعمش يوم قتل الحسين يوم عاشوراء سنة ستين، وتوفي في سنة ثمان وأربعين ومائة، وهو ابن ثمان وثمانين سنة. وينسب إليها أبو الحسين سمنون بن حمزة صحب السري السقطي. كان من أولياء الله، ذكر انه لما أنشد: وليس لي في سواك حظٌّ فكيفما شئت فاختبرني أخذ الأسر من ساعته، وكان يدور على المكاتب للصبيان ويقول: ادعوا لعمكم الكاذب! وحكى أبو أحمد المغازلي أنه كان ببغداد رجل أنفق على الفقراء أربعينألف درهم فقال لي سمنون: يا أبا أحمد، أما ترى هذا أنفق أربعين ألف درهم ونحن ما نجد شيئاً؟ فامض بي إلى موضع كذا نصلي بكل درهم أنفقه ركعة! فمضينا وصلينا أربعين ألف ركعة! وينسب إليها إبراهيم الآجري،
رحمه الله، قال: أتاني يهودي له علي دين يتقاضاه، وأنا عند الشاخورة أوقدت ناراً تحت الآجر، فقال: يا إبراهيم أرني آية أسلم! قلت: أوتفعل ذلك؟ قال: نعم. فأخذت ثيابه ولففتها في وسط ثيابي ورميتها في الشاخورة، ثم دخلت الشاخورة وأخذت الثياب وخرجت من الباب الآخر، فإذا ثيابه في وسط ثيابي صارت حراقاً وثيابي بحالها. فلما رأى اليهودي ذلك أسلم! وينسب إليها أبو الحسن علي بن الموفق، كان يقول: اللهم إن كنت تعلم أني أعبدك خوفاً من نارك فعذبني بها، وإن كنت تعلم اني أعبدك حباً لجنتك فاحرمنيها، وإن كنت تعلم أني أعبدك حباً مني لك وشوقاً إلى وجهك فاحنيه واصنع ما شئت! وحكي أنه وجد قرطاساً في الطريق، قال: فأخذته ووضعته في كمي وجلست أقرأه فإذا فيه:
بسم الله الرحمن الرحيم، يا علي بن الموفق تخاف الفقر وأنا ربك؟ وحكي انه قال: تممت ستين حجة فلما فرغت من الطواف قعدت تحت الميزاب، فأنكرت في حالي عند الله تعالى وكثرة ترددي إلى هذا المكان، فغلبتني عيني فإذا قائل يقول: يا علي، هل تدعو إلى بيتك إلا من تحبه؟ فسري عني ما كنت فيه. حكى محمد بن إسحق السراج قال: سمعت علي بن الموفق يقول: حججت نيفاً وخمسين حجة، فنظرت إلى ضجيج أهل الموقف فقلت: اللهم إن كان فيهم واحد لم تقبل حجه فقد وهبت حجتي له! فرجعت إلى المزدلفة وبت فيها، فرأيت في نومي رب العزة تعالى، فقال لي: يا علي بن الموفق أتتسخى علي؟ قد غفرت لأهل الموقف ولأمثالهم وشفعت كل واحد في أهل بيته وذريتهوعشيرته، وإنا أهل التقوى وأهل المغفرة. توفي علي بن الموفق سنة خمس وستين ومائتين.
[آثار البلاد وأخبار العباد]
العراق - Iraq
العِرَاقُ (رسمياً: جُمْهُوريَّة العِرَاق)، و(بالكردية: كۆماری عێراق)، هو جمهورية برلمانية إتحادية وفقاً لدستور العراق، ويتكون من ثمان عشرة محافظة رسمياً، وتسع عشرة محافظة بحكم الأمر الواقع (محافظة حلبجة)، عاصمته بغداد، والعراق أحد دول غرب آسيا المطلة على الخليج العربي. يحده من الجنوب الكويت والمملكة العربية السعودية، ومن الشمال تركيا، ومن الغرب سوريا والأردن، ومن الشرق إيران، وهو عضو في جامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي ومنظمة أوبك. معظم المنطقة التي تسمى بالعراق حاليًا كانت تسمى قديماً بلاد ما بين النهرين، و(بيث نهرين بالآرامية)، و(باليونانية: Μεσοποταμία)، حوى على أولى المراكز الحضارية في العالم التي كانت تشمل المساحة الواقعة بين نهري دجلة والفرات وهي حضارة سومر، وامتدت حدود هذه الحضارة التي شغلتها بلاد ما بين النهرين إلى سوريا وفارس وإلى منطقة جنوب شرق الأناضول تركيا حالياً، كما وجدت آثار سومرية في دولة الكويت الحالية والبحرين والأحواز بإيران. كان لبلاد الرافدين انفتاح واتصال بالحضارات القديمة في مصر والهند. وتعاقب على حكم العراق دول وحضارات كثيرة من أهمها السومرية، والبابلية، والكلدانية، والآشورية، والميديون، والسلوقيون، والإمبراطورية البارثية، والإمبراطورية الرومانية، والساسانيون، والمناذرة، والخلافة الراشدة، والدولة الأموية، والدولة العباسية، والمغول، والدولة الصفوية، والدولة الأفشارية، والدولة العثمانية، ثم الإنتداب البريطاني، ومن ثم المملكة العراقية، ثم الجمهورية، ثم الأورها، فسلطة الإئتلاف المؤقتة، فالحكومة العراقية المؤقتة، ثم الجمهورية البرلمانية الإتحادية في العراق. يقدر عدد سكان العراق في 2016 م بحوالي 37,547,686 نسمة، وتصل نسبة العرب من 75% إلى 80% من الشعب العراقي، والأكراد إلى 15% من الشعب، أما ال (5%-10%) الباقية فمن الآشوريين، وتركمان العراق وأقليات أخرى وهي المندائيين، والأرمن، والشركس، وإيرانيين، وشبك، وأيزيديين، والكاولية، وغالبية سكان العراق مسلمين وتصل نسبتهم إلى 95% من السكان وهناك "جدل" حول نسبة الشيعة والسنة في العراق حيث تدعي كلتا الطائفتين أنها الاغلبية دون الاستناد الى تعداد عام للسكان تشارك فيه جهات مستقلة. وتصل الأقليات الدينية إلى 5% من السكان، غالبيتهم من المسيحيين السريان وتوجد أديان أخرى كالمندائية، والأيزيدية، واليهودية، واليارسانية، والبهائية. أما الإثنيات الدينية في العراق فهي العربية الشيعية، والعربية السنية، والكردية، والتركمانية، والكلدانية، والآشورية، والسريانية، والكرد الفيلييون، والأيزيديون، والشبك، واليارسانية، واليهودية، وشركس العراق، وأرمن العراق، والكاولية (غجر العراق)، والبهائية، وإثنيات دينية أخرى. يعد العراق بلداً ذو تنوع تضاريسي كبير، فمن الجبال والوديان في شمال العراق وبخاصة في إقليم كردستان، إلى التلال في سلسلة تلال حمرين، ومن السهل الرسوبي الخصب فيما بين نهري دجلة والفرات إلى الصحاري القاحلة كالصحراء العربية وبادية الشام وكذلك يحوي العراق على الهضبة الغربية الصحراوية في غرب العراق، ويحوي العراق على نهرين مهمين هما دجلة والفرات والتي على ضفافهما نشأت أولى الحضارات فيه، ووجود الأهوار الطبيعية في جنوب العراق والتي تعد بيئة لحيوانات لا توجد في مكان آخر في العالم، ومن أشهرها هور الحويزة وهور الحمار، وتوجد البحيرات الصناعية كبحيرة الثرثار والرزازة وغيرها، والبحيرات الطبيعية كبحيرة ساوة في صحراء بادية السماوة في محافظة المثنى. والعراق هو بلد ميلاد النبي إبراهيم، وأرض لكثير من الأنبياء مثال ذلك الأنبياء: يونس وحزقيل ودانيال والعزير وناحوم وحنينة (حنين بالعربية) وآدم ونوح وهود، وصالح، وذو الكفل، وسليمان، وأيوب (وذلك كله بوجود مراقد فعلية في العراق، أو حسب الروايات الإسلامية والمسيحية واليهودية)، ولكثير من أئمة المسلمين سنة وشيعة كالإمام علي، والإمام الحسين، وأخيه العباس، والإمامين الكاظمين، والإمامين العسكريين، والإمام المهدي، والإمام عبدالقادر الجيلاني، والإمام الأعظم أبو حنيفة النعمان، وكثير من مراقد ومقامات أولاد الأئمة عند الشيعة. والصحابة مثال ذلك سلمان الفارسي، والتابعين. وجغرافياً، يعتبر الخليج العربي المنفذ البحري الوحيد للعراق على العالم، حيث يبلغ طول الساحل البحري للعراق حوالي 58 كم، ويعد ميناء أم قصر في البصرة من أهم الموانئ العراقية المطلة على الخليج. ويمر نهرا دجلة والفرات من شمال العراق إلى جنوبه، واللذان كانا أساس نشأة أولى المراكز الحضارية في العالم على بلاد ما بين النهرين، والتي قامت في العراق على مر التاريخ على امتداد 8000 سنة، على يد الأكديين والسومرين والآشوريين والبابليين. ومن بين ما أنتجته حضارة بلاد ما بين النهرين اختراع الحرف من قبل السومريون. وسن أول القوانين المكتوبة في تاريخ البشرية بما يعرف في المصادر التاريخية بشريعة حمورابي، ويرجح أن العراق كان به أول متحف في العالم وهو متحف أنغالدي - نانا والقائمة به الأميرة أنغالدي ابنة نبو نيد، ويعود تاريخه لحوالي 530 قبل الميلاد بأور في محافظة ذي قار. تم ترسيم الحدود العراقية الحديثة بمعظمها في سنة 1920م، من قبل عصبة الأمم، عندما تم تقسيم الدولة العثمانية بموجب معاهدة سيفر. ووضع العراق تحت سلطة المملكة المتحدة بما سمي بالانتداب البريطاني في بلاد ما بين النهرين. وأنشئ نظام ملكي في عام 1921م، وحصلت المملكة العراقية على الاستقلال من المملكة المتحدة في عام 1932م. وفي عام 1958م، تمت الاطاحة بالنظام الملكي وأنشئت جمهورية العراق. وسيطر حزب البعث العربي الاشتراكي على العراق من سنة 1968م وحتى عام 2003. وبعد غزو الولايات المتحدة وحلفائها في عام 2003م، تم إزالة حزب البعث التابع لصدام حسين من السلطة وأجريت انتخابات برلمانية تعددية في عام 2005م. وانتهى الوجود الأميركي في العراق في عام 2011م، ولكن استمر التمرد العراقي وازدادت حدةً بعد دخول إرهابيين من سورية بسبب الأزمة السورية. وتم نشر 450 جندياً أمريكياً في العراق في 10 يونيو من سنة 2015م. وقد تفشت المحاصصة (على أساس الطائفة والحزب) بعد أبريل 2003م بمفاصل الدولة العراقية، ويسعى رئيس الوزراء الحالي حيدر العبادي على إنهائها، واعتماد الكفائة بدلاً منها، وقد أجريت عدة اصلاحات في الدولة العراقية من قبله، ولايزال أمام الدولة العراقية الكثير في ميدان الإصلاح.
[dawa.center]
باب العراق والعزاف والغراف
أما اْلأَوَّلُ: - بِكَسْرِ العين بَعْدَهَا راء وآخره قاف -: القطرُ المشهور. وأما الثَّاني: - بِفَتْحِ العين والزاي المُشَدَّدَة وآخره فاء -: أبرق العزاف معروفٌ له ذكرٌ كثير في أشعارهم. وأما الثَّالِثُ: - أوله غين معجمة ثُمَّ راء مُشَدَّدَة -: نهر كبير على قرى ومزارع بين واسط والْبَصْرَة. 584 -
[الأماكن، ما اتفق لفظه وافترق مسماه للحازمي]
العراق (1) :
قال الخليل: هو لغةً شاطئ البحر، وسمي العراق بذلك لأنه على شاطئ دجلة والفرات والعراق ما بين هيت إلى السند والصين، إلى الري وخراسان، إلى الديلم، وقيل سمي العراق لأنه مأخوذ من عراقي الدلو. والكوفة والبصرة تسمى العراقان، فحد أرض العراق ما بين الخزر إلى السواد فسواد الكوفة كسكر إلى الزاب إلى عمل حلوان إلى القادسية وسواد البصرة الأهواز وفارس ودهستان، وهذه كلها من العراق، والعراق وسط الدنيا ومستقر الممالك الجاهلية والإسلامية، وعين الدنيا، وفيه الدجلة والفرات، وهما الرافدان وفيه القواعد العظيمة والأعمال الشريفة. (1) بعضه عن معجم ما استعجم 3: 929، وانظر تحديد السواد ابن حرداذبه: 5 وما بعدها.
[الروض المعطار في خبر الأقطار]
العراق
الْإِقْلِيمُ الْمَعْرُوفُ مِنْ بِلَادِ الْعَرَبِ. جَاءَ فِي ذِكْرِ سَرِيَّةِ زَيْدِ بْنِ حَارِثَةَ إلَى ذِي الْقَرَدَةِ - اُنْظُرْهُ - وَتَرَدَّدَ كَثِيرًا فِي السِّيرَةِ، وَالْعِرَاقُ: هُوَ الْبِلَادُ الَّتِي يَمُرُّ فِيهَا نَهَرَا دِجْلَةَ وَالْفُرَاتِ ثُمَّ شَطُّ الْعَرَبِ إلَى الْبَحْرِ، وَكَانَ يُقَسَّمُ إلَى عِرَاقِ الْعَرَبِ، وَهُوَ مَا غَرْبَ دِجْلَةَ وَالشَّطِّ، وَعِرَاقُ الْعَجَمِ، وَهُوَ مَا شَرْقَ دِجْلَةَ وَالشَّطِّ، وَعِنْدَمَا فَتَحَ الْمُسْلِمُونَ الْعِرَاقَ فِي عَهْدِ عُمَرَ أَصْبَحَ مُنْطَلَقًا لِفُتُوحَاتِ عَظِيمَةٍ شَمَلَتْ فَارِسَ وَالسِّنْدَ وَبَعْضَ بِلَادِ الْهِنْدِ وَأَذْرَبِيجَانَ وَمَا وَرَاءَ النَّهَرَيْنِ - سَيْحُونَ وَجَيْحُونَ - وَعَمَرَ الْمُسْلِمُونَ مَدِينَةَ الْكُوفَةِ فَاِتَّخَذَهَا الْإِمَامُ عَلِيٌّ - كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ - عَاصِمَةً لِلْخِلَافَةِ، وَلَمَّا قَامَتْ الدَّوْلَةُ الْعَبَّاسِيَّةُ اتَّخَذَتْ الْعِرَاقَ مَقَرًّا لَهَا وَعَمَرَتْ بَغْدَادَ فَكَانَتْ عَاصِمَةَ دَوْلَةِ الْإِسْلَامِ، وَدَامَ حُكْمُ بَنِي الْعَبَّاسِ نَيِّفًا وَخَمْسَ مِائَةِ سَنَةٍ حَتَّى انْهَارَتْ دَوْلَتُهُمْ عَلَى أَيْدِي التَّتَارِ، ثُمَّ اضْمَحَلَّ أَمْرُ الْعِرَاقِ قُرُونًا عَدِيدَةً وَظَلَّ الصِّرَاعُ عَلَيْهِ بَيْنَ التُّرْكِ وَالْفُرْسِ، حَتَّى قَامَتْ الثَّوْرَةُ الْعَرَبِيَّةُ الْكُبْرَى سَنَةَ 1334 هـ فَانْجَلَتْ عَنْ تَقْسِيمِ الْبِلَادِ الْعَرَبِيَّةِ إلَى دُوَيْلَاتٍ رَأَى الِاسْتِعْمَارُ مَصْلَحَتَهُ فِي تَكْوِينِهَا، فَتَكَوَّنَتْ مَمْلَكَةُ الْعِرَاقِ الْهَاشِمِيَّةِ، مَلِكُهَا الْمَرْحُومُ فَيْصَلُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ، ثُمَّ خَلَّفَهُ ابْنُهُ غَازِي ثُمَّ فَيْصَلٌ الثَّانِي ابْنُ غَازِي، وَفِي سَنَةِ 1378 هـ قَامَتْ الْجُمْهُورِيَّةُ الْعِرَاقِيَّةُ الْحَالِيَّةُ عَلَى أَثَرِ انْقِلَابٍ قَامَ بِهِ الْجَيْشُ، وَقُتِلَ الْمَلِكُ فَيْصَلٌ الثَّانِي وَوَلِيُّ عَهْدِهِ الْأَمِيرُ عَبْدُ الْإِلَهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ. وَيُعْتَبَرُ الْعِرَاقُ مِنْ الْبَلَدَانِ الْغَنِيَّةِ بِثَرَوَاتِهَا الْمَائِيَّةِ والبترولية، وَلَكِنَّ التَّقَدُّمَ الَّذِي حَقَّقَهُ الْعِرَاقُ فِي الْعَهْدِ الْجُمْهُورِيِّ لَيْسَ بِحَجْمِ هَذِهِ الثَّرَوَاتِ.
[معجم المعالم الجغرافية في السيرة النبوية]
العراق
مياه لبنى سعد بن مالك، ومحلة كبيرة عظيمة بمدينة إخميم من مصر. والعراق المشهور هو ما بين حديثة الموصل إلى عبّادان طولا وما بين عذيب القادسية إلى حلوان عرضا. وسمّى بالعراقين الكوفة والبصرة؛ لأنهما محال جند المسلمين بالعراق. ولكل واحد منهما وال يختصّ به. وسمّى عراقا لأن اسمها بالفارسية إيران فعربتها العرب وقالوا: عراق. وقيل: سمّى عراقا لاستواء أرضه وخلوّها من جبال تعلو وأودية تنخفض. وقيل غير ذلك. وحدّه عند الفقهاء ما ذكرناه. وقد قيل غير ذلك.
[مراصد الاطلاع على اسماء الامكنة والبقاع]