شرح حديث إن أحدكم ليجمع خلقه

أهداف المحتوى:


  • أن يتعرَّف على بعض معاني القدر .
  • أن يستثمر هذا الحديث في تعلقه بالله تعالى .
  • أن يظهر طاعته وتصديقه للرسول ﷺ فيما أخبر .

عناصر محتوى المفردة:


المقدمة
  • المقدمة
المادة الأساسية
  • عن أبي عبد الرحمـن عبدِ اللهِ بن مسعود رضي الله عنه، قال : حدَّثنا رسولُ الله ﷺ وهو الصادقُ المصدوقُ قال : «إن أحدَكم يُجمع خلقُه في بطنِ أُمِّه أربعينَ يومًا نطفةً، ثم يكون علقةً مثلَ ذلك، ثم يكون مضغةً مثلَ ذلك، ثم يُرسلُ إليه الملَكُ فينفُخُ فيه الروحَ، ويُؤمر بأربعِ كلماتٍ : بكتْبِ رزقِه، وأجَلِه، وعملِه، وشقيٌّ أم سعيدٌ .
    فواللهِ الذي لا إله غيرُه، إنَّ أحدَكم ليعمَلُ بعملِ أهلِ الجنَّةِ، حتى ما يكونُ بينَه وبينها إلا ذراعٌ، فيسبِقُ عليه الكتابُ فيعمَلُ بعملِ أهلِ النارِ، وإنَّ أحدَكم ليعمَلُ بعملِ أهل النارِ حتى ما يكونُ بينَه وبينها إلا ذراعٌ، فيسبِقُ عليه الكتابُ، فيعمَلُ بعملِ أهل الجنةِ » [متفق عليه ].صدر ابن مسعود حديثه بقوله : "حدثنا رسول الله ﷺ وهو الصادق المصدوق "؛ لأنه أمور غيبية تؤخذ بالتسليم .
    ذكر في الحديث مراحل تطوّر خلق الإنسان في بطن أمه، وهي تدل على ضعف الإنسان وكمال قدرة الله وحكمته، هذه الصورة التفصيلية المذكورة في الحديث مواقفة لكتاب الله، في مثل قوله تعالى : ﴿ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين(12) ثم جعلناه نطفة في قرار مكين(13) ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ثم أنشأناه خلقا آخر فتبارك الله أحسن الخالقين (14)﴾  [المؤمنون : 12-14]، وقوله تعالى : ﴿ يا أيها الناس إن كنتم في ريب من البعث فإنا خلقناكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة مخلقة وغير مخلقة لنبين لكم ونقر في الأرحام ما نشاء إلى أجل مسمى ثم نخرجكم طفلا ﴾  [الحج : 5].
    يكتب على الإنسان في بطن أمه ما قدر له من الأمور المذكورة في الحديث، وهي لا تمنع من كون الإنسان يعمل ويجتهد، فهذا أمر يسَّره الله تعالى لمن أراد، وكلٌّ مُيسَّر لما خلق له .
    مَن كان على هدى ثم ضلَّ فضلاله ذلك لم يكن أمرًا طارئًا، بل هو حصيلة ذنوب خفيَّة، تراكمت على القلب، حتى ظهر أثرها في آخر حياته، فانصرف القلب عن الله تبارك وتعالى، وخُتم له بتلك الخاتمة السيئة، ويؤكد ما سبق، ما جاء في الرواية الأخرى لهذا الحديث : «إن الرجلَ ليعمَلُ عملَ أهلِ الجنةِ فيما يبدو للناس » [متفق عليه ]، وقديمًا قالوا : الخواتيم ميراث السوابق .
    وفي المقابل قد يكون المرء بعيدًا عن الله، متبعًا لخطوات الشيطان، ثم تدركه عناية الله له في آخر حياته، فيحيي الله قلبه، وينشرح بالإيمان صدره، ثم يُختم له بخاتمة السعادة .ولهذا على المسلم أن يجتهد ويكثر اللجأ إلى الله تعالى، فهو أمر يستطيعُه، وكما أنه يطلب مصالح نفسه الدنيوية مع أنها أمر مقدر، فكذلك مصالحه الدينية .
ماذا نفعل بعد ذلك
  • إدراك كمال الله تعالى في خلقه وتقديره .
  • تفهُّم معاني قدر الله تعالى .
  • دوام الخشية والرجاء لله تعالى خوفًا من سوء الخاتمة وطمعًا في حسنها .