البوذية

مصطلحات ذات علاقة:


الْبُوذِيَّة


ديانة أسسها "سدهارتا حوتاما " الملقب بـ "بوذا " في الهند في القرن الخامس قبل الميلاد . توجهت تعاليمها في بدايتها إلى الخشونة، ونبذ الترف، والمناداة بالمحبة، والتسامح، وفعل الخير، ثم لم تلبث بعد موت مؤسسها أن تحولت إلى معتقدات ذات طابع وثني . وغالى أتباعها في مؤسسها حتى ألّهوه . وتنقسم البوذية إلى قسمين؛ البوذية القديمة، وتسمى الجنوبية؛ لانتشارها في بورما، وتايلاند، وسيلان، وهي في الحقيقة تؤلِّه بوذا، وتعبده، وزعيمها هو "اللاما "، ومقره بلاد التبت، ويعتقد أتباعه أن الإله يحل فيه، وتتميز بالرهبانية الشديدة . والبوذية الجديدة، وتسمى الشمالية؛ لانتشارها في اليابان، وكوريا والصين . وتتميز بالفلسفة، والتعمق، وتعدد الآلهة . ففي الصين يعتقدون أن الآلهة ثلاثة وثلاثون، واليابانيون يعتقدون أن إمبراطورهم من نسل الآلهة
انظر : الملل والنحل للشهرستاني، ص : 50، تاريخ الإسلام في الهند لعبد المنعم النمر، ص :79، المعجم الفلسفي لمصطفى حسيبة، ص :117-138

أهداف المحتوى:


  • أن يتعرف على الديانة البوذية .
  • أن يتعرف على تأسيس هذه الديانة، وأبرز الشخصيات عندهم .
  • أن يتعرف على الأفكار والمعتقدات في هذه الديانة .

الأحاديث:


أحاديث نبوية عن البوذية
  • عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "مَنْ مات وهو يدعُو مِنْ دون الله نِدًّا دخَل النَّار". شرح وترجمة الحديث

عناصر محتوى المفردة:


المقدمة
  • المقدمة
المادة الأساسية
  • (البوذية ): هي فلسفة وضعية انتحلت الصبغة الدينية، وقد ظهرت في الهند بعد الديانة البرهمية الهندوسية في القرن الخامس قبل الميلاد . وكانت في البداية تناهض الهندوسية، وتتجه إلى العناية بالإنسان، كما أن فيها دعوة إلى التصوف والخشونة، ونبذ الترف، والمناداة بالمحبة والتسامح وفعل الخير . وبعد موت مؤسسها تحولت إلى معتقدات باطلة، ذات طابع وثني، ولقد غالى أتباعها في مؤسسها حتى ألَّهوه .وهي تعتبر نظامًا أخلاقيًّا ومذهبًا فكريًّا مبنيًّا على نظريات فلسفية، وتعاليمها ليست وحيًا، وإنما هي آراء وعقائد في إطار ديني .
    وتختلف البوذية القديمة عن البوذية الجديدة في أن الأولى صبغتها أخلاقية، في حين أن البوذية الجديدة هي تعاليم بوذا مختلطة بآراء فلسفية وقياسات عقلية عن الكون والحياة .(بداية البوذية ):قامت البوذية في بدايتها على مناهضة الهندوسية البرهمية، التي أغرقت في الشكليات والطقوس .
      وكانت - أي البوذية - متجهة إلى العناية بالإنسان، وراغبة في إيصاله إلى مرحلة (النرفانا ) وهي السعادة القصوى، وذلك عن طريق خشونة العيش، وتعذيب النفس، وقتل جميع شهواتها، ونبذ الترف، والمناداة بالمحبة، والتسامح، وفعل الخير . وبعد موت مؤسسها تحوَّلت إلى ديانة ذات طابع وثني، تقوم على تأليه بوذا، وتأخذ طابعًا اجتماعيًا دينيًّا يميل إلى الإلحاد، وتختلف باختلاف الأمكنة .
    (تطور البوذية ): قدَّس البوذيون بوذا تقديسا عظيما، وكتبوا كثيرا عن سيرته وأعماله وأفكاره، ودخل في البوذية شعوب وأجناس شتى، ونتج عن ذلك انقسام البوذية إلى قسمين : 1ـ البوذية القديمة : وتسمَّى الجنوبية؛ لانتشارها في بورما وتايلاند وسيلان، وهي في الحقيقة تؤلِّه بوذا وتعبده، وزعيمها هو (اللاما ) ومقره بلاد التبت، ويعتقد أتباعه أن الإله يحلُّ فيه، وتتميز بالرهبانية الشديدة .
    2ـ البوذية الجديدة : وتسمَّى الشمالية؛ لانتشارها في اليابان وكوريا والصين، وتتميز بالفلسفة والتعمق وتعدد الآلهة، ففي الصين يعتقدون أن الآلهة ثلاثة وثلاثون، واليابانيون يعتقدون أن إمبراطورهم من نسل الآلهة .(التأسيس وأبرز الشخصيات ):أسَّسها سدهارتا جوتاما الملقب ببوذا (560 – 480) ق . م وبوذا تعني العالم، ويُلقَّب أيضًا بسكيا موني، ومعناه المعتكف .
    وقد نشأ بوذا في بلدة على حدود نيبال، وكان أميرًا فشبَّ مترفًا في النعيم، وتزوَّج في التاسعة عشرة من عمره ولما بلغ السادسة والعشرين هجر زوجته منصرفًا إلى الزهد والتقشُّف، والخشونة في المعيشة، والتأمل في الكون ورياضة النفس، وعزم على أن يعمل على تخليص الإنسان من آلامه التي منبعها الشهوات، ثم دعا إلى تبني وجهة نظره، حيث تبعه أناس كثيرون . اجتمع أتباع بوذا بعد وفاته في مؤتمر كبير في قرية راجاجراها عام (483) ق . م لإزالة الخلاف بين أتباع المذهب، ولتدوين تعاليم بوذا؛ خشية ضياع أصولها، وعهدوا بذلك إلى ثلاثة رهبان هم : 1- كاشيابا، وقد اهتمَّ بالمسائل العقلية . 2- أويالي، وقد اهتمَّ بقواعد تطهير النفس . 3- أناندا وقد دوَّن جميع الأمثال والمحاورات .
    (عقائد البوذية، وأفكارها وتعاليمها ):تشتمل عقائد البوذية وأفكارها وتعاليمها على خرافات كثيرة، وأباطيل عديدة، ومتناقضات شتى فمن ذلك :1- الإلحاد : فقد كان بوذا في أول دعوته لا يتكلم عن الألوهية، ويتحاشى الخوض في أمور الغيب، ثم تحوَّل بعد ذلك إلى محاربة الاعتقاد بوجود الله، وصار ينادي بالإلحاد .2- يعتقد البوذيون أن بوذا هو ابن الله، وهو المخلِّص للبشرية من مآسيها وآلامها، وأنه يتحمَّل عنهم خطاياهم .3- يقولون : قد دلَّ على ولادة بوذا نجم ظهر في أفق السماء، ويدعونه (نجم بوذا ).4- يقولون : لما ولد بوذا فرحت جنود السماء، ورتَّلت الملائكة أناشيد المحبة للمولود المبارك .
      5- يقولون بقانون الجزاء، وإنكار البعث واليوم الآخر؛ فهم يرون أن الإنسان لا بدَّ له من الجزاء على أعماله خيرًا وشرًّا، لكنهم يرون ذلك يحدث في الحياة الدنيا، لذلك فهم ينكرون البعث، وينكرون الجنة والنار .6- يعتقدون أن هيئة بوذا قد تغيرت في آخر أيامه؛ حيث نزل عليه نور أحاط برأسه، وأضاء من جسده نور عظيم؛ فقال الذين رأوه : ما هذا بشرا إن هو إلا إله عظيم . 7- يصلي البوذيون لبوذا، ويعتقدون أنه سيدخلهم الجنة، وتُؤَدَّى الصلاةُ عندهم في اجتماعات يحضرها كثير من أتباعه . 8- لما مات بوذا قال أتباعه : صعد إلى السماء بجسده بعد أن أكمل مهمته على الأرض .
    9- يقولون بتناسخ الأرواح : وذلك ناتج عن كفرهم باليوم الآخر؛ حيث قادهم ذلك إلى القول بتناسخ الأرواح؛ فهم يعتقدون أن من مات انتقلت روحه إلى حي جديد؛ فإذا مات الثاني انتقلت إلى الثالث وهكذا إلى ما لا نهاية له؛ ثم يزعمون - بناء على قانون الجزاء - أن الروح تلقى جزاءها من النعيم أو الشقاء أثناء تنقلها من جسم إلى جسم . وهذا الاعتقاد سرى إلى كثير من الأديان والفرق التي تقول بالتناسخ . 10- يؤمنون برجعة بوذا ثانية إلى الأرض؛ ليعيد السلام والبركة إليها .
    11- في تعاليم بوذا الدعوة إلى المحبة، والتسامح، والتعامل بالحسنى، والتصدق على الفقراء، وترك الغنى والترف، وحمل النفس على التقشف والخشونة، وفيها تحذير من النساء، والمال، وترغيب في البعد عن الزواج . 12- ويرى بوذا أن أساس التدين هو التأمل ومقاومة النزعات، وقد وضع أربع حقائق أساسية في زعمه وهي : أ - الحياة هي العناء . ب - الشهوات هي أصل هذا العناء .جـ - يتوقف العناء عندما تتوقف الشهوات .
    د - إبطال الشهوات، ويتمُّ باتباع ما سمَّاه بالصراط النبيل، ويقوم هذا الصراط على توافر الصحة، والصواب في الاعتقاد، والعزم، والقول، والسلوك، والمهنة التي تتخذ لكسب العيش، والجهد، والتأمل الفكري والروحي .
    وبهذه الذاتية الروحية الفكرية السلوكية يصل إلى النرفانا وهي السعادة القصوى، وعندها تبطل الشهوات، والعواطف ويتوقف تناسخ الأرواح؛ فالبوذي السعيد هو الذي ينجو من الدوران في محيط الولادة والموت؛ إذ يصل إلى النرفانا حيث لا ولادة ولا موت، وهذه المرحلة هي انعدام التناسخ الذي هو من ضرورات النفس الشقية .
    ويُروى أن بوذا توصَّل إلى ذلك خلال ست سنوات من تحمل العناء ورياضة النفس، وأنه أنفق السنوات الخمس والأربعين الباقية من عمره في تعليم ما أنتهى إليه من تجربته .
    فالنرفانا - إذَنْ - يبلغها البوذي بعد أن يحطِّم جميع القيود والأغلال التي تُقيِّد نفسه، وتمنعها من إدراك الحقائق، ويعرض عن شهوة البقاء، ويتملَّكُه عقل هادئ مطمئن لا يتسرَّب إليه الخطأ، ويتجرَّد عن كل الأماني والرغبات والجهالات وأسباب الخديعة والإغراء . بعد هذا كله يبلغ البوذي طور النرفانا . وقد قيل : إن النرفانا هي الاتحاد بالإله، ولكن البوذية لا تعرف إلهًا .
    13- التسول والبطالة : فمن تعاليم البوذية أنها توصي أتباعها بالتخلي عن أموالهم وعقاراتهم وحرفهم، وتوصيهم بمد اليد للآخرين بالتسول والاستجداء؛ فهم يعيشون على البطالة والكسل . وهذه تعاليمُ لا تستقيم معها الحياة، ولا ترتقي بها الأمم بخلاف الإسلام؛ فإنه دين يأمر بالعمل والنشاط والقوة، وينهى عن الكسل والبطالة . هذه نبذة عن عقائد البوذية ويلاحظ التشابه الكبير بينها وبين النصرانية مما يؤكد تأثر النصرانية بها في كثير من المعتقدات .
    (الجذور الفكرية والعقائدية ): ليس هناك ما يثبت أن للبوذية جذورًا فكرية أو عقائدية، إلا أن الناظر في الديانات الوضعية التي سبقتها أو عاصرتها يجد بينها وبين البوذية شبهًا من بعض الجوانب مثل : الهندوسية : في القول بالتناسخ والاتجاه نحو التصوف . الكونفوشيوسية : في الاتجاه إلى الاعتناء بالإنسان، وتخليصه من آلامه .
    ينبغي أن يلاحظ التشابه الكبير بينها وبين النصرانية، وبخاصة فيما يتعلق بظروف ولادة المسيح وحياته والظروف التي مرَّ بها بوذا مما يؤكد تأثر النصرانية بها في كثير من معتقدات هذه الأخيرة .
    (الانتشار ومواقع النفوذ ):الديانة البوذية منتشرة بين عدد كبير من الشعوب الآسيوية، حيث يدين بها أكثر من ستمائة مليون نسمة، ولهم معبد ضخم في كاتمندو بالنيبال، وهو عبارة عن مبنى دائري الشكل، وتتوسطه قبة كبيرة وعالية، وبها رسم لعينين مفتوحتين وجزء من الوجه، ويبلغ قطر المبنى (40) مترًا، أما الارتفاع فيزيد عن خمسة أدوار مقارنة بالمباني ذات الأدوار، والبوذية مذهبان كما تقدم : المذهب الشمالي : وكتبه المقدسة مدونة باللغة السنسكريتية، وهو سائد في الصين واليابان والتبت ونيبال وسومطره . المذهب الجنوبي : وكتبه المقدسة مدونة باللغة البالية، وهو سائد في بورما وسيلان وسيام .  ويمكن تقسيم انتشار البوذية إلى خمس مراحل : 1- من مطلع البوذية حتى القرن الأول الميلادي، وقد دفع الملك آسوكا البوذية خارج حدود الهند وسيلان .
    2- من القرن الأول حتى القرن الخامس الميلادي، وفيها أخذت البوذية في الانتشار نحو الشرق إلى البنغال، ونحو الجنوب الشرقي إلى كمبوديا وفيتنام، ونحو الشمال الغربي إلى كشمير، وفي القرن الثالث اتخذت طريقها إلى الصين وأواسط آسيا، ومن الصين إلى كوريا . 3- من القرن السادس حتى القرن العاشر الميلادي، وفيه انتشرت في اليابان ونيبال والتبت، وتعدُّ من أزهى مراحل انتشار البوذية .
    4- من القرن الحادي عشر إلى القرن الخامس عشر، وفيها ضعفت البوذية، واختفى كثير من آثارها؛ لعودة النشاط الهندوسي وظهور الإسلام في الهند، فاتجهت البوذية إلى لاوس ومنغوليا وبورما وسيام .
    5- من القرن السادس عشر حتى الآن، وفيه تواجه البوذية الفكر الغربي بعد انتشار الاستعمار الأوروبي، وقد اصطدمت البوذية في هذه الفترة بالمسيحية ثم بالشيوعية بعد أن صار الحكم في أيدي الحكومات الشيوعية .
ماذا نفعل بعد ذلك
  • بغض البوذية، ومعاداتهم؛ وذلك لكفرهم بالله، وشركهم به .
  • معرفة أن البوذية فلسفة وضعية انتحلت الصبغة الدينية، وقد ظهرت في الهند بعد الديانة البرهمية، وقامت على أساس أن بوذا هو ابن الله، ومخلِّص البشرية من مآسيها، وقد قال لأمه وهو طفل : إنه أعظم الناس جميعًا . ولما مات بوذا قال أتباعه : إنه صعد إلى السماء بجسده بعد أن أكمل مهمته على الأرض، وإنه سيرجع ثانية إلى الأرض؛ ليعيد السلام والبركة إليها . ويقول البعض : إن بوذا أنكر الألوهية والنفس الإنسانية وأنه كان يقول بالتناسخ . وتعتمد جميع كتب البوذيين على الآراء الفلسفية ومخاطبة الخيال، وتختلف البوذية في الصين عنها في الهند بحسب نظرة الفلاسفة .