سورة يوسف

أهداف المحتوى:


  • أن يعرف قصة يوسف عليه السلام .
  • أن يتدبَّر معانيها .
  • أن يأخذ العبرة من هذه القصة .

عناصر محتوى المفردة:


المقدمة
  • المقدمة
  • سميت ‏بسورة ‏يوسف ‏لأنها ‏ذكرت ‏قصة ‏نبي ‏الله ‏يوسف ‏كاملة ‏دون ‏غيرها ‏من ‏سور ‏القرآن ‏الكريم .‏
المادة الأساسية
  • سورة يوسف إحدى السور المكية التي تناولت قصص الأنبياء وقد أفردت الحديث عن قصة نبي الله يوسف بن يعقوب وما لاقاه من أنواع البلاء ومن ضروب المحن والشدائد من إخوته ومن الآخرين في بيت عزيز مصر وفي السجن وفي تآمر النسوة حتى نَجَّاهُ الله من ذلك الضيق والمقصود بها تسلية النبي ﷺ بما مر عليه من الكرب والشدة وما لاقاه من أذى القريب والبعيد .
    مقاصد السورة وأهدافها : تضمنت هذه السورة الكريمة جملة من المقاصد، نذكر منها : وصف القرآن الكريم بـ (الإبانة ) لكل ما يوجب الهدى؛ لما ثبت من تمام علم مُنزله غيبًا وشهادة، وشمول قدرته قولًا وفعلًا . إثبات رسالة خاتم النبيين محمد  ﷺ، وإعجاز كتابه المبين، والاعتبار بقصص الرسل صلوات الله عليهم أجمعين .بيان أن الرؤيا الحسنة التي يراها المسلم حق، بما تحمله عن نبوءات عن المستقبل القريب، أو البعيد .بيان أن قدرة الله غالبة، لا يقف في طريقها شيء، وأن الأمور في خواتيمها لا تخرج عن إرادته سبحانه وتعالى .بيان أن الحاكمية الحقيقية في هذا الكون لله سبحانه، وأن أي حاكمية أخرى لا وزان لها في ميزان الشرع . بيان أن الكرامة والاعتزاز والإباء، تدر من الربح حتى المادي أضعاف ما يدره التمرغ والتزلف والانحناء .تثبيت الوحي الذي سيقت السورة لتثبيته من بين ما تثبت من قضايا هذه العقيدة، وهذا الدين في قلوب المؤمنين .
    بيان أن كثيرًا من الناس لا يقفون على الآيات التي بثها سبحانه في هذا الكون بقصد الاعتبار والاتعاظ، حين إن أكثر الناس يمرون على هذه الآيات، وهم عنها غافلون، أو معرضون، غير مبالين بما تحمله من دلالات وعبر .
    بيان أن الإيمان الخالص يحتاج إلى حسم كامل في قضية السلطان على القلب وعلى التصرف والسلوك، فلا تبقى في القلب دينونة إلا لله سبحانه، ولا تبقى في الحياة عبودية إلا للمولى الواحد الذي لا راد لما يريد .بيان أن من سنة الله في خلقه معاقبة المكذبين بآياته، والمعرضين عن الاعتبار في آياته الكونية .بيان أن سنة الله في الدعوات أن تكون مصحوبة بالشدائد، ومحفوفة بالكروب، حتى لا تبقى بقية من جهد، ولا بقية من طاقة . ثم يجيء النصر بعد اليأس من كل أسبابه الظاهرة التي يتعلق بها الناس . يجيء النصر من عند الله، فينجو الذين يستحقون النجاة، ينجون من الهلاك الذي يأخذ المكذبين، وينجون من البطش والعسف الذي يسلطه عليهم المتجبرون . ويحل بأس الله بالمجرمين، مدمرًا ماحقًا لا يقفون له، ولا يصده عنهم ولي ولا نصير .
    بيان أن في قصص أهل الفضل دلالة على رحمة الله لهم وعنايته بهم، وفي ذلك رحمة للمؤمنين؛ لأنهم باعتبارهم بها يأتون ويذرون، فتصلح أحوالهم، ويكونون في اطمئنان بال، وذلك رحمة من الله بهم في حياتهم، وسبب لرحمته إياهم في الآخرة .بينت هذه السورة -وقد ذُكر فيها كثير من الشدائد - أن العاقبة خير للذين اتقوا، وهو وعد الله الصادق الذي لا يخلف وعده .
    أخيرًا، ذكر ابن عاشور أن نزول هذه السورة قبل اختلاط النبي  ﷺ باليهود في المدينة معجزة عظيمة من إعلام الله تعالى إياه بعلوم الأولين؛ وبذلك ساوى الصحابةُ علماءَ بني إسرائيل في علم تاريخ الأديان والأنبياء .
    ذكر قصة يوسف عليه السلام مختصرة :هذه القصة حافلةٌ بالأحداث مليئة بالعجائب، حيث كان طفلًا طيبًا رأى رؤياه المعروفة أن الشمس والقمر وأحد عشر كوكبًا يسجدون له، فكانت محبة أبيه له، ثم كان حسد إخوانه وأقرانه له، ثم كان إلقاؤه في الجُب، ثم كان بيعه عبدًا رقيقًا في بيت عزيز مصر، ثم تعرضه لفتنة المرأة التي راودته عن نفسها؛ امرأة العزيز، ثم مراودة النسوة جميعًا له، ولابد أن يوقعنه في الفاحشة وإلا سيسجن فيطلب من ربه أن يكون في السجن أحسن ﴿ قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ ﴾ [يوسف : 33] فيدخل السجن حفظًا لماء وجه امرأة العزيز وزوجها وذلك الوسط الذي يكثر فيه الفساد ويشيع ﴿ ثُمَّ بَدَا لَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا رَأَوُا الْآيَاتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى حِينٍ ﴾ [يوسف : 35]، حتى ينسى الناس القضية، وحتى يعتقد الناس والرأي العام أن يوسف هو الخاطئ، بعدما قالها العزيز ﴿ يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا وَاسْتَغْفِرِي لِذَنْبِكِ ﴾ [يوسف : 29] يقول هذا لزليخة ﴿ وَاسْتَغْفِرِي لِذَنْبِكِ إِنَّكِ كُنْتِ مِنَ الْخَاطِئِينَ ﴾ [يوسف : 29] هذا في البيت، أما أمام الرأي العام فلابد أن يكون يوسف هو الخاطئ وهو المتحمل لتبعة هذا الحدث الخطير، فكان السجن، ثم نسوه في السجن بضع سنين ولم يذكروا قصته ولا حكمه ولا قضيته، ثم بدأ الفرج من هذا الضيق الشديد، من وراء أسوار السجن يبدأ الفرج بفضل الله تبارك وتعالى، وربك يقدر الأسباب وحين تنظر فيها تجدها أسبابًا في نظرنا أسبابًا خفيفة أو أسبابًا واهية أو أسبابًا لا تؤدي إلى نتيجة، ولكن قدر الله تعالى يشاء ما يشاء، وما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، كان خروجه من السجن بسبب رؤيا أوَّلها لصاحبيه أولًا ثم رؤيا أوَّلها للملك بعد ذلك، فقبل أن يُخرج من السجن حيث أذن له بذلك طلب التحقيق في القضية من جديد، وإظهار إن كان بريئًا أو متهمًا جانيًا، إن كان جانيًا فَلِمَ لم تؤاخذوه، وإن كان بريئًا فلم تسجنوه؟ فظهرت براءته قبل أن يخرج من السجن، ثم أُخرج من وراء القضبان ومن الحديد إلى كرسي المُلك، وإلى ديوان الملك ليكون هناك حفيظًا على خزانة مصر، وليكون أمينًا على موارد البلاد وأقوات العباد، يوزعها بما يرضي الله تبارك وتعالى، ويحفظ لمصر ولمن حولها حياتهم وأقواتهم، فتخطى بمصر وما حولها في تلك الآونة مجاعةً قاتلة، لو تُركوا إليها لماتوا وهلكوا، ولكن قدر الله لهم النجاة على يد يوسف عليه السلام؛ ليظهر مكانته ويرفع درجته، ومن ضمن من أصيبوا بتلك المجاعة أبواه وإخوته فاضطروا إلى اللجوء إليه دون أن يعرفوه، وهناك يكشف الله لهم عن شخصيته ﴿ قَالُوا أَإِنَّكَ لَأَنْتَ يُوسُفُ قَالَ أَنَا يُوسُفُ وَهَذَا أَخِي قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [يوسف : 90]، ثم يُرسل في طلب أبويه وإخوته وأهله أجمعين، فيأتوه إلى مصر هنا، ويقول لهم : ﴿ ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ  (99) وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا (100)﴾  [يوسف : 99، 100]، تحية الملوك وتحية البشر للبشر ليست سجود عبادة ولكن تحية تكريم وإكبارٍ لمكانته، ويعفو عن إخوته في هذا الموقف الجميل، ويفرح بجمع الله تعالى له ولأهله جميعًا في هذا الجمع، حيث تتحقق رؤياه التي رآها منذ سنوات، وما كان تحقيقها ولا تأويلها إلا بعد أن مر بأحداث ضِخام، وهناك يشعر أن نعمة الله قد تمت عليه، كما يقول له أبوه في بداية القصة : ﴿ وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِنْ قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴾ [يوسف : 6]، وكأن هذين الاسمين حُفرا في قلب وذاكرة يوسف عليه السلام، وهناك يقول : ﴿ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُمْ مِنَ الْبَدْوِ مِنْ بَعْدِ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ﴾ [يوسف : 100]، الاسمان اللذان سمعهما مقترنين بتمام النعمة عليه ذكرهما عند تمام النعمة وتحقيقها فقال : ﴿ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ﴾ [يوسف : 100]، وفوّض أمره إلى الله حيث شبع من الدنيا وأخذ منها كل ما يطمح إليه إنسان ورفع الله عنه الكرب وجمعه بأهله وتمت النعمة، إذًا أنا مستعدٌ للوفاة يا ربي ﴿ رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ ﴾ [يوسف : 101].
ماذا نفعل بعد ذلك
  • نتمثل هدايات هذه السورة في حياتنا العملية .
  • نتدبر في معانيها، ونأخذ العظة والعبرة من آياتها .
  • نتعلم ما فيها من الحكم والمواعظ، ونستنير بها في حياتنا، ونطبق ما فيها من أوامر، وننتهي عن النواهي .

عناصر إضافية لشرائح محددة


للمسلم الجيد
  • إن سورة يوسف تعلمنا أنه يمكن للمسلم أن يتغلب على الفتن بالاستعانة بالله والاعتصام به، وأن الله تعالى يعين المؤمن على مواجهة الشهوات التي تُضعف الإنسان .

المحتوى الدعوي:


تنبيهات:


  • لم يصحّ عن النبيِّ ﷺ أيَّ حديث يُفضّل سورة يوسف على غيرها من السّور .