النُّزُول

النُّزُول


العقيدة
صفة فعلية اختيارية لله -عَزَّ وَجَلَّ - على الوجه اللائق به سبحانه، فينزل متى شاء، وكيف شاء إلى السماء الدنيا في الثلث الأخير من الليل، نزولاً يليق بجلاله، وعظمته، من غير تحريف، ولا تعطيل، ولا تكييف، ولا تمثيل، ليس نزول ملَك، ولا نزول رحمة، ونزوله -سُبْحَانَهُ - لا يشبه نزول المخلوق؛ كوصفه -سبحانه -بسائر الصفات الفعلية كالاستواء، والإتيان، والمجيء . فهو مستو على عرشه، بائن من خلقه . ولا منافاة بين نزوله -سُبْحَانَهُ - واستوائه على عرشه؛ لأنه -سُبْحَانَهُ - ينزل نزولاً يليق بجلاله وعظمته، لا نعلم كيفيته، ولا ندرك كنهه . وقد تواتر عن النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ - النزول في ثلاثة مواضع؛ الأول : نزوله نزولاً حقيقياً إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر . لحديث أبي هريرة -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ - عن النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ - قال : "ينزل ربنا كل ليلة إلى سماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل، فيقول : من يدعوني، فأستجيب له، من يسألني، فأعطيه، من يستغفرني، فأغفر له ." البخاري :1145. وفي رواية عن أبي هريرة وأبي سعيد -رَضِيَ اللهُ عَنْهُما - أنهما شهدا على رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ - أنه قال : "إن الله يمهل حتى إذا كان ثلث الليل هبط إلى السماء الدنيا، فنادى، هل من مذنب يتوب؟ هل من مستغفر؟ هل من سائل؟ " مسلم :757. والثاني : نزوله -سُبْحَاْنَهُ وَتَعَاْلَى - عشية عرفة، وأنه يدنو إلى الحجاج، وذلك لحديث عائشة -رَضِيَ اللهُ عَنْهَا - قالت : إن رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ - قال : "ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبداً من النار من يوم عرفة . وإنه ليدنو، ثم يباهي بهم الملائكة، فيقول :ما أراد هؤلاء؟ " مسلم :.1348، وفي رواية : "إذا كان يوم عرفة، فإن الله -تَبَاْرَكَ وَتَعَاْلَى - ينزل إلى سماء الدنيا، فيباهي بكم الملائكة ". البزار :6177. والثالث : نزوله -سُبْحَاْنَهُ وَتَعَاْلَى - يوم القيامة لفصل القضاء . لقوله تعالى : ﱫﯬ ﯭ ﯮ ﯯ ﯰ ﯱ ﯲ ﯳ ﯴ ﯵﱪ البقرة :210، وقال تعالى : ﱫﯽ ﯾ ﯿ ﰀ ﰁﱪ الفجر :22. وحديث أبي هريرة -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ - أن رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ - قال : "إن الله تبارك وتعالى إذا كان يوم القيامة، ينزل إلى العباد ليقضي بينهم، وكل أمة جاثية ."ابن حبان :408. وحديث ابن عباس -رَضِيَ اللهُ عَنْهُما - قال : "ينادي منادٍ بين يدي الصيحة : يا أيها الناس أتتكم الساعة، فيسمعها الأحياء والأموات . قال : وينزل الله -عَزَّ وَجَلَّ - إلى السماء الدنيا، فينادي مناد، لمن الملك اليوم، لله الواحد القهار ."السنة، لعبدالله بن أحمد 225
انظر : شرح حديث النزول لابن تيمية، ص :107-108 لوامع الأنوار للسفاريني، 1/242