القدير
كلمة (القدير) في اللغة صيغة مبالغة من القدرة، أو من التقدير،...
السِنَة من غير نومٍ، وهو أوله، فلا يشتبه على الناعس أكثر ما يقال عنده . ومن شواهده قول الله تَعَالَى : ﱫﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸ ﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿ ﴾ ﴿ ﮂ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇﱪ الأنفال :11.
أَوَّل النَّوْمِ، وَقِيلَ: النَّوْمُ القَلِيلُ، يُقَالُ: نَعَسَ نَعْسًا وَنَعَسًا وَنُعَاسًا أَيْ قَارَبَ النَّوْمَ فَهُوَ نَاعِسٌ، وَالمَرْأَةُ نَاعِسَةٌ، وَالجَمْعُ: نَوَاعِسُ، وَالتَّنْعِيسُ: التَّنْوِيمُ، وَنَعَّسَتِ الأُمُّ طِفْلَهَا أَيْ أَنَامَتْهُ، وَأَصْلُ النَّعْسِ: الضَّعْفُ وَالنَّقْصُ، يُقَالُ: نَعَسَتْ السُّوقُ إِذَا قلَّتْ وَكَسَدَتْ، وَمِنْهُ قَوْلُهُمْ: أَنْعَسَ الرَّجُلُ إِذَا جَاءَ بِأَوْلاَدٍ ضُعَفَاءَ كُسَالىَ، وَالنَّعْسُ: قِلَّةُ الرَّأْيِ وَضَعْفُهُ، وَسُمِّيَ أَوَّلُ النَّومِ نُعَاسًا؛ لِأَنَّ الحَوَاسَّ تَضْعُفُ فِيهِ وَتَفْتُرُ.
يَذْكُرُ الفُقَهَاءُ مُصْطَلَحَ (النُّعَاسِ) فِي كِتَابِ الصَّلاَةِ فِي بَابِ أَحْكَامِ خُطْبَةِ الجُمُعَةِ ، وَبَابِ صَلاَةِ الجَمَاعَةِ ، وَكِتَابِ القَضَاءِ فِي بَابِ آدَابِ القَاضِي.
نعس
أَوَّلُ النَّوْمِ بِحَيْثُ تَبْدَأُ الحَوَاسُّ فِي الضَّعْفِ عَنِ الإِدْراكِ لِمَا حَوْلَهَا.
النُّعاسُ هُوَ مَرْحَلَةُ بِدَايَةِ النَّوْمِ، وَيُسَمَّى أَيْضًا السِّنَةُ، وَهُوَ أَنْ يَحْتَاجَ الْإِنْسَانُ إلَى النَّوْمِ وَتَبْدَأُ حَوَاسُّهُ كَالسَّمْعِ وَالبَصَرِ وَنَحْوِهَا فِي ضَعْفِ إِدْراكِ مَا يُدورُ حَوْلَهَا، فَمَثَلاً: يَسْمَعُ النَّاعِسُ كَلَامَ جَلِيسِهِ وَلَا يَفْهَمُ مَعْنَاهُ.
أَوَّل النَّوْمِ، وَقِيلَ: النَّوْمُ القَلِيلُ، وَأَصْلُ النَّعْسِ: الضَّعْفُ وَالنَّقْصُ، وَسُمِّيَ أَوَّلُ النَّومِ نُعَاسًا؛ لِأَنَّ الحَوَاسَّ تَضْعُفُ فِيهِ وَتَفْتُرُ.
السِّنَة من غير نومٍ، وهو أوله، فلا يشتبه على الناعس أكثر ما يقال عنده.
* تهذيب اللغة : (2/ 63)
* الصحاح للجوهري : (3/ 983)
* المعجم الوسيط : (2/ 934)
* المطلع على ألفاظ المقنع : ص417 - المصباح المنير : 2 /613 - تهذيب اللغة : (2 /63)
* التوقيف على مهمات التعاريف : ص327 -
التَّعْرِيفُ:
1 - النُّعَاسُ فِي اللُّغَةِ: أَوَّل النَّوْمِ أَوِ النَّوْمُ الْقَلِيل، يُقَال: نَعَسَ نَعْسًا وَنَعَسًا وَنُعَاسًا: فَتَرَتْ حَوَاسُّهُ فَقَارَبَ النَّوْمَ فَهُوَ نَاعِسٌ، وَنَعْسَانُ قَلِيلَةٌ، وَمِنْهُ قَوْل اللَّهِ تَعَالَى: إِذْ يُغَشِّيكُمُ النُّعَاسَ أَمَنَةً مِنْهُ (1) .
وَقَال الأَْزْهَرِيُّ: حَقِيقَةُ النُّعَاسِ السِّنَةُ مِنْ غَيْرِ نَوْمٍ، وَمِنْ عَلاَمَاتِ النُّعَاسِ: سَمَاعُ كَلاَمِ الْحَاضِرِينَ وَإِنْ لَمْ يَفْهَمْهُ (2) .
وَلاَ يَخْرُجُ الْمَعْنَى الاِصْطِلاَحِيُّ عَنِ الْمَعْنَى اللُّغَوِيِّ (3) .
الأَْلْفَاظُ ذَاتُ الصِّلَةِ:
أ - النَّوْمُ:
2 - النَّوْمُ: مَعْرُوفٌ وَهُوَ ضِدُّ الْيَقَظَةِ فَتْرَةُ رَاحَةٍ لِلْبَدَنِ وَالْعَقْل تَغِيبُ خِلاَلَهَا الإِْرَادَةُ وَالْوَعْيُ جُزْئِيًّا أَوْ كُلِّيًّا، وَتَتَوَقَّفُ الْوَظَائِفُ الْبَدَنِيَّةُ.
وَفِي الاِصْطِلاَحِ حَالَةٌ طَبِيعِيَّةٌ، تَتَعَطَّل مَعَهَا الْقُوَى بِسَبَبِ تَرَقِّي الْبُخَارَاتِ إِلَى الدِّمَاغِ (4) .
وَالْعَلاَقَةُ بَيْنَ النُّعَاسِ وَالنَّوْمِ قَال زَكَرِيَّا الأَْنْصَارِيُّ: إِنَّ النَّوْمَ فِيهِ غَلَبَةٌ عَلَى الْعَقْل بِسُقُوطِ الْحَوَاسِّ، وَالنُّعَاسَ لَيْسَ فِيهِ ذَلِكَ وَإِنَّمَا فِيهِ فُتُورُ الْحَوَاسِّ (5) .
ب - الإِْغْمَاءُ:
3 - الإِْغْمَاءُ فِي اللُّغَةِ: فَقْدُ الْحِسِّ وَالْحَرَكَةِ لِعَارِضٍ (6) .
وَفِي الاِصْطِلاَحِ: آفَةٌ فِي الْقَلْبِ أَوِ الدِّمَاغِ تُعَطِّل الْقُوَى الْمُدْرِكَةَ وَالْمُحَرِّكَةَ عَنْ أَفْعَالِهَا مَعَ بَقَاءِ الْعَقْل مَغْلُوبًا (7) .
وَالْعَلاَقَةُ بَيْنَ النُّعَاسِ وَالإِْغْمَاءِ: أَنَّ الإِْغْمَاءَ يُعَطِّل الْقُوَى الْمُدْرِكَةَ وَالْمُحَرِّكَةَ عَنْ أَفْعَالِهَا؟ وَأَمَّا النُّعَاسُ فَإِنَّهُ لاَ يُعَطِّل الْقُوَى الْمُدْرِكَةَ وَالْمُحَرِّكَةَ عَنْ أَفْعَالِهَا يَمْنَعُ مِنْ سَمَاعِ كَلاَمِ النَّاسِ. الأَْحْكَامُ الْمُتَعَلِّقَةُ بِالنُّعَاسِ:
أَثَرُ النُّعَاسِ فِي الْوُضُوءِ:
4 - ذَهَبَ جُمْهُورُ الْفُقَهَاءِ إِلَى أَنَّ الْوُضُوءَ لاَ يُنْقَضُ بِالنُّعَاسِ وَلَوْ شَكَّ هَل نَامَ أَوْ نَعَسَ فَلاَ وُضُوءَ عَلَيْهِ لأَِنَّ الأَْصْل الطَّهَارَةُ، وَيُسْتَحَبُّ أَنْ يَتَوَضَّأَ. وَقَال زَكَرِيَّا الأَْنْصَارِيُّ: لَوْ رَأَى رُؤْيَا وَشَكَّ أَنَامَ أَمْ لاَ فَعَلَيْهِ الْوُضُوءُ لأَِنَّ الرُّؤْيَا لاَ تَكُونُ إِلاَّ بِنَوْمٍ (8) .
وَقَال الْحَنَفِيَّةُ: النُّعَاسُ فِي حَالَةِ الاِضْطِجَاعِ لاَ يَخْلُو إِمَّا أَنْ يَكُونَ ثَقِيلاً أَوْ خَفِيفًا، فَإِنْ كَانَ ثَقِيلاً فَهُوَ حَدَثٌ، وَإِنْ كَانَ خَفِيفًا لاَ يَكُونُ حَدَثًا، وَالْفَاصِل بَيْنَ الْخَفِيفِ وَالثَّقِيل أَنَّهُ إِنْ كَانَ يَسْمَعُ مَا قِيل عِنْدَهُ فَهُوَ خَفِيفٌ، وَإِنْ كَانَ يَخْفَى عَلَيْهِ عَامَّةُ مَا قِيل عِنْدَهُ فَهُوَ ثَقِيلٌ (9) .
وَقَال الْبُهُوتِيُّ نَقْلاً عَنِ ابْنِ الْمُنِيرِ: يُغْتَفَرُ النُّعَاسُ الْخَفِيفُ، وَالأَْوْلَى لأَِئِمَّةِ الْمَسَاجِدِ تَجْدِيدُ الْوُضُوءِ (10) . النُّعَاسُ فِي الْمَسْجِدِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ:
5 - قَال ابْنُ قُدَامَةَ: يُسْتَحَبُّ لِمَنْ نَعَسَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ أَنْ يَتَحَوَّل عَنْ مَوْضِعِهِ، وَاسْتَدَل لِذَلِكَ بِمَا رَوَى ابْنُ عُمَرَ - ﵄ - قَال: سَمِعْتُ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ وَسَلَّمَ يَقُول: إِذَا نَعَسَ أَحَدُكُمْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فَلْيَتَحَوَّل مِنْ مَجْلِسِهِ ذَلِكَ (11) . وَلأَِنَّ تَحَوُّلَهُ عَنْ مَجْلِسِهِ يَصْرِفُ عَنْهُ النَّوْمَ (12) .
وَقَال الشَّافِعِيُّ: أُحِبُّ لِلرَّجُل إِذَا نَعَسَ فِي الْمَسْجِدِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَوَجَدَ مَجْلِسًا غَيْرَهُ - وَلاَ يَتَخَطَّى فِيهِ أَحَدًا - أَنْ يَتَحَوَّل عَنْهُ لِيَحْدُثَ لَهُ الْقِيَامُ وَاعْتِسَافُ الْمَجْلِسِ مَا يُذْعِرُ عَنْهُ النَّوْمَ وَإِنْ ثَبَتَ وَتَحَفَّظَ مِنَ النُّعَاسِ بِوَجْهٍ يَرَاهُ يَنْفِي النُّعَاسَ عَنْهُ فَلاَ أَكْرَهُ ذَلِكَ لَهُ وَلاَ أُحِبُّ إِنْ رَأَى أَنَّهُ يَمْتَنِعُ مِنَ النُّعَاسِ إِذَا تَحَفَّظَ أَنْ يَتَحَوَّل وَأَحْسَبُ مَنْ أَمَرَهُ بِالتَّحَوُّل إِنَّمَا أَمَرَهُ حِينَ غَلَبَ عَلَيْهِ النُّعَاسُ فَظَنَّ أَنْ لَنْ يَذْهَبَ عَنْهُ النَّوْمُ إِلاَّ بِإِحْدَاثِ تَحَوُّلٍ وَإِنْ ثَبَتَ فِي مَجْلِسِهِ نَاعِسًا كَرِهْتُ لَهُ ذَلِكَ وَلاَ إِعَادَةَ عَلَيْهِ إِذْ لَمْ يَرْقُدُ زَائِلاً عَنْ حَدِّ الاِسْتِوَاءِ (13) .
__________
(1) الأَْنْفَال / 11
(2) لِسَان الْعَرَبِ، وَالْقَامُوس الْمُحِيط، وَالْمُعْجَم الْوَسِيط
(3) الْمُفْرَدَات فِي غَرِيبِ الْقُرْآنِ، وَأَسْنَى الْمَطَالِب 2 / 56
(4) الْمُعْجَم الْوَسِيط، وَالْمِصْبَاح الْمُنِير، وَلِسَان الْعَرَبِ، وَالْمُفْرِدَاتِ لِلرَّاغِبِ، وَالتَّعْرِيفَات للجرجاني.
(5) أَسْنَى الْمَطَالِب 1 / 56، وَحَاشِيَة الشَّرْقَاوِي 1 / 70
(6) الْمُعْجَم الْوَسِيط
(7) حَاشِيَة ابْن عَابِدِينَ 1 / 297، 2 / 422، وَمَرَاقِي الْفَلاَح بِحَاشِيَةٍ الطحطاوي ص 50، التَّقْرِير وَالتَّحْبِير 2 / 179.
(8) حَاشِيَة الدُّسُوقِيّ 1 / 302، وَشَرْح الْجُمَل 1 / 69، وَالأُْمِّ 1 / 14، 18، وَأَسْنَى الْمَطَالِب 1 / 56، وَالْمُغْنِي 1 / 176، وَشَرْح صَحِيح مُسْلِم لِلنَّوَوِيِّ 2 / 64 ط دَار الْكُتُبِ الْعِلْمِيَّةِ.
(9) الْفَتَاوَى الْهِنْدِيَّة 1 / 12، وَابْن عَابِدِينَ 1 / 97.
(10) كَشَّاف الْقِنَاع 1 / 295
(11) حَدِيث: إِذَا نَعَسَ أَحَدُكُمْ. . . أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ (2 / 404 ط الْحَلَبِيّ) وَقَال: حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ.
(12) الْمُغْنِي لاِبْن قُدَامَة 2 / 353
(13) الأُْمّ 1 / 198.
الموسوعة الفقهية الكويتية: 373/ 40