النَّفْسُ

النَّفْسُ


العقيدة التربية والسلوك
الرُّوح . لكنه قد يختلف مدلولها تارة مع الروح، وتارة يتحد معه . فإذا كانت متصلة بالبدن سميت نفساً، وأما إذا أخذت، ونزعت من البدن، فتسمى روحاً . وقد تطلق النفس على الدم . وعلى الذات لحديث أبي هريرة رَضِيَ اللهُ عَنْهُ : أن رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ - قال : "يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم إذا هو نام ثلاث عقد، يضرب كل عقدة عليك ليل طويل، فارقد . فإن استيقظ، فذكر الله، انحلت عقدة، فإن توضأ، انحلت عقدة، فإن صلى، انحلت عقدة . فأصبح نشيطاً، طيب النفس، وإلا أصبح خبيث النفس كسلان ."البخاري :1142. وحديث عبادة بن الصامت -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ - أنه قال : "إني من النقباء الذين بايعوا رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ - وقال : "بايعناه على أن لا نشرك بالله شيئا، ولا نسرق، ولا نزني، ولا نقتل النفس التي حرم الله، ولا ننتهب، ولا نعصي، بالجنة، إن فعلنا ذلك، فإن غشينا من ذلك شيئاً، كان قضاء ذلك إلى الله ." البخاري :3893. وهي على ثلاثة أنواع : النفس الأمارة بالسوء التي يغلب عليها اتباع هواها بفعل الذنوب والمعاصي . وردت في قوله تعالى : ﱫﭒ ﭓ ﭔﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢﱪيوسف :53، والنفس اللوامة، وهي التي تذنب، وتتوب، فعندها خير، وشر لكن إذا فعلت الشر تابت، وأنابت، فتسمى لوامة؛ لأنها تلوم صاحبها على الذنوب، ولأنها تتلوم أي تتردد بين الخير، والشر . لقوله تعالى : ﱫﮏ ﮐ ﮑ ﮒﱪالقيامة :2، والنفس المطمئنة، وهي التي تحب الخير، والحسنات، وتريدها، وتبغض الشر، والسيئات، وتكره ذلك، وقد صار ذلك لها خلقاً، وعادة، وملكة . وردت في قوله تعالى : ﱫﭬ ﭭ ﭮﱪ الفجر :27.
انظر : الروح لابن القيم، ص :294، شرح العقيدة الطحاوية لابن أبي العز الحنفي، 2/565

التعريف اللغوي :


النَّفْسُ: الرُّوحُ، يُقال: خَرَجَتْ نَفْسُ فُلانٍ، أيْ: رُوحُهُ. وتأْتي بِمعنى العَيْنِ، فيُقَال: أَصابَتْ فُلاناً نَفْسٌ، أيْ: عَيْنٌ. ونَفْسُ الشَّيْءِ: عَيْنُهُ. وأَصْلُ الكلمة مِن التَّنْفِيسِ، وهو: الخُروجُ مِن الجَوْفِ، ومِنْهُ النِّفاسُ وهو الوِلادَةُ. ويُطْلَقُ النَّفْسُ على الدَّمِ؛ لأنَّهُ أَساسُ الحَياةِ، أو لأنَّ الرُّوحَ تَخْرُجُ بِخُروجِهِ، يُقَال: سالَتْ نَفْسُهُ، أيْ: دَمُهُ. ومِن مَعانِيها أيضًا: الجَسَدُ والحسدُ والذَّاتُ والحَقِيقَةُ والعِزَّةُ والهِمَّةُ.

إطلاقات المصطلح :


يَرِد مُصطلح (نَفْس) في عِدّة مَواضِعَ، مِنْها: باب: الآداب الشَّرْعِيَّة، وباب: تَزْكِيَة النَّفْسِ، وباب: عُيُوب النَفْسِ، وغَيْر ذلك. ويُسْتَعْمَلُ عند الفُقَهاءِ بهذا المعنى أيضاً في عِدَّة مواضِع، منها: كتاب القِصاصِ وغَيْره. ويُطْلَق في كتاب الطَّهارَةِ، باب: إزالة النَّجاسات، ويُراد به: الدَمُّ، كَقَولِهِم: ما لا نَفْسَ له سائِلَةٌ، أي: ما لا دَمَ له سائِل كالذُّبابِ وَنَحْوِهِ. ويُطْلَق في عِلْمِ النَّفْسِ، ويُراد به: القُوَّةُ الخَفِيَّةُ التي يَحْيا بِها الإِنْسانُ.

جذر الكلمة :


نفس

المراجع :


التعريفات للجرجاني : (ص 262) - التوقيف على مهمات التعاريف : (ص 328) - مجموع فتاوى ابن تيمية : (17/512) - الروح في الكلام على أرواح الأموات والأحياء بالدلائل من الكتاب والسنة : (ص 198) - القيامة الصغرى : (ص 85) - الـمغني لابن قدامة : (1/44) - روضة الطالبين : (1/14) - العين : (7/270) - تهذيب اللغة : (13/8) - مقاييس اللغة : (5/460) - المحكم والمحيط الأعظم : (8/252) - مختار الصحاح : (ص 316) - لسان العرب : (6/233) - معجم لغة الفقهاء : (ص 484) - القاموس الفقهي : (ص 357) -