الله
أسماء الله الحسنى وصفاته أصل الإيمان، وهي نوع من أنواع التوحيد...
المَرْجوحُ: الذي رَجَحَ عليه غَيْرُهُ، أي: غَلَبَهُ. والرُّجْحانُ: الغَلَبَةُ والقُوَّةُ، يُقال: أَرْجَحْتُ ورَجَّحْتُ الشَّيْءَ: إذا فَضَّلْتَهُ وقَوَّيْتَهُ، والرَّاجِحُ: الغالِبُ والقَوِيُّ، ومنه قَوْلُهُم: عَقْلٌ راجِحٌ، أيْ: مُكْتَمِلٌ قَوِيٌّ، ورَجاحَةُ الشَّيْءِ: كَمالُهُ. وأَصْلُ الرُّجْحانِ: الزِّيادَةُ، يُقال: رَجَحَ الشَّيْءُ يَرْجَحُ رُجُوحًا ورُجْحانًا: إذا زادَ وَزْنُهُ، والتّرْجِيحُ: التَّقْوِيَةُ والتَّفْضِيلُ، ويأْتي الرُّجْحانُ بِمعنى ثِقَلِ الشَّيْءِ ومَيَلانِهِ، والتَّرْجِيحُ: الإثْقالُ والتَّمْيِيلُ، ومِنْهُ سُمِّيَت الأُرْجُوحَةُ؛ لأنَّها تَمِيلُ يَمِينًا وشِمالًا، وأَرْجَحْتُ المِيزانَ: إذا أَثْقَلْتَهُ حتّى مالَ، والرَّاجِحُ: الوازِنُ. ومِن مَعانِي الرُّجْحانِ أيضًا: الاهْتِزازُ.
يَرِد مُصْطلَح (مَرْجُوح) في أُصُولِ الفِقْهِ في عِدَّة مَواضِعَ، منها: باب: دَلالات الأَلْفاظِ، وباب: الاجْتِهاد، وغَيْر ذلك. ويُسْتَعْمَلُ في الفقه في أَبْوَابٍ عَدِيدَةٍ عند وُجودِ أَكْثَر مِن قَوْلٍ أو رَأْيٍ أو رِوايَةٍ أو وَجْهٍ في المَسْأَلَةِ الواحِدَةِ، ويُراد بِهِ: القَوْلُ الضَّعِيفُ في المَسْألَةِ المُخْتَلَفِ فِيها، وقد يُفَرَّقُ بَيْنَهُما فَيُوصَفُ القَوْلُ المُخالِفُ لِلرَّاجِحِ في الخِلافِ المُعْتَبَرِ بِالمَرْجوحِ، ويُوصَفُ في الخِلافِ غَيْرِ المُعْتَبَرِ بِالضَّعِيفِ. ويُسْتَعْمَلُ المَرْجُوحُ بِمعنىً خاصٍّ، ويُراد بِه: ما ضَعُفَ دَلِيلُهُ، وقِيل: ما قَلَّ قائلُوهُ.
رَجَحَ
ما ضَعُفَ اعْتِبارُهُ مِن أَحَدِ الدَّلِيلَيْنِ أو القَولينِ المُتَعارِضَيْنِ وكان العَمَلُ بِغَيْرِهِ أَوْلَى.
المرجوحيَّة صِفَةٌ قائِمَةٌ بِالدَّلِيلِ أو القولِ، وهي ضدُّ الرُّجحانِ، والرُّجْحانُ ظُهورُ قُوَّةِ أَحَدِ الدَّلِيلَيْنِ فصاعدًا أو القَولينِ فصاعدًا عند التَّعَارضِ وتَمَيُّزُهُ بِمِيزَةٍ تَجْعَلُ الأَخْذَ والعَمَلَ بِهِ مُقَدَّمًا على غَيْرِهِ، والتَّرْجِيحُ: فِعْلُ المُجْتَهِدِ يُصارُ إليه لِلتَّخَلُّصِ مِن التَّعارُضِ عند تَعَذُّرِ الجَمْعِ وعدم وُجود النّاسِخِ، ويكون التَّرْجِيحُ بين دَلِيلَيْنِ مَنْقُولَيْنِ كَنَصَّيْنِ، وبين مَعْقُولَيْنِ كَقِياسَيْنِ، وبين مَنْقُولٍ ومَعْقُولٍ كنَصٍّ وقِياسٍ. وتَخْتَلِفُ القُوَّةُ المُرَجِّحَةُ لِدَليلٍ على غَيْرِهِ؛ تارَةً مِن جِهَةِ الثُّبُوتِ كَتَرْجِيحِ المُتَواتِرِ على الآحادِ، وتارَةً مِن جِهَةِ نَوْعِ الدَّلِيلِ كَتَرْجِيحِ القُرْآنِ على السُّنَّةِ، وتارَةً مِن جِهَةِ الدَّلالَةِ كَتَرْجِيحِ القَوْلِ على الفِعْلِ والنَّهْيِ على الأَمْرِ، وغَيْر ذلك مِن المُرَجِّحاتِ.
المَرْجوحُ: الذي رَجَحَ عليه غَيْرُهُ، أي: غَلَبَهُ. والرُّجْحانُ: الغَلَبَةُ والقُوَّةُ، وأَصْلُ الرُّجْحانِ: الزِّيادَةُ. والتّرْجِيحُ: التَّقْوِيَةُ والتَّفْضِيلُ.
* الصحاح : (1/364)
* مقاييس اللغة : (2/489)
* المحكم والمحيط الأعظم : (3/75)
* البحر المحيط في أصول الفقه : (6/130)
* كشف الأسرار شرح أصول البزدوي : (4/112)
* مختصر التحرير : 4/627 - إرشاد الفحول إلى تحقيق الحق من علم الأصول : 2/259 -
التَّعْرِيفُ:
1 - الْمَرْجُوحُ فِي اللُّغَةِ: اسْمُ مَفْعُولٍ، مِنْ رَجَحَ الشَّيْءُ يَرْجَحُ وَيَرْجِحُ، وَيَرْجُحُ رُجُوحًا، وَرُجْحَانًا.
وَرَجَحَ بِمَعْنَى، ثَقُل وَمَال، وَرَجَحَ عَقْلُهُ: اكْتَمَل، وَرَجَحَ الرَّأْيُ غَلَبَ عَلَى غَيْرِهِ (1) .
وَالَّذِي يُفْهَمُ مِنْ كَلاَمِ الأُْصُولِيِّينَ: أَنَّ الْمَرْجُوحَ مَا كَانَ دَلِيلُهُ أَضْعَفَ مِنْ غَيْرِهِ الْمُقَابِل لَهُ (2) .
حُكْمُ الْعَمَل بِالْمَرْجُوحِ
2 - قَال الزَّرْكَشِيُّ: إِذَا تَحَقَّقَ التَّرْجِيحُ وَجَبَ الْعَمَل بِالرَّاجِحِ وَإِهْمَال الآْخَرِ، لإِِجْمَاعِ الصَّحَابَةِ عَلَى الْعَمَل بِمَا تَرَجَّحَ عِنْدَهُمْ مِنَ الأَْخْبَارِ.
وَأَنْكَرَ بَعْضُهُمُ التَّرْجِيحَ فِي الأَْدِلَّةِ كَمَا يَنْبَغِي فِي الْبَيِّنَاتِ، وَقَال: عِنْدَ التَّعَارُضِ يَلْزَمُ التَّخْيِيرُ أَوِ الْوَقْفُ. ثُمَّ قَال الزَّرْكَشِيُّ: الْمَرْجُوحُ هَل هُوَ كَالْعَدَمِ شَرْعًا أَمْ نَجْعَل لَهُ أَثَرًا؟ يَخْرُجُ مِنْ كَلاَمِهِمْ فِيهِ خِلاَفٌ، وَكَلاَمُ إِمَامِ الْحَرَمَيْنِ يَقْتَضِي الأَْوَّل، وَكَلاَمُ غَيْرِهِ يَقْتَضِي الثَّانِيَ، وَادَّعَى الإِْبْيَارِيُّ أَنَّهُ الْمَشْهُورُ، وَقَال: لَوْ كَانَ كَالْعَدَمِ لَمَا ضَعَفَ الظَّنُّ بِالرَّاجِحِ، وَلِذَلِكَ لاَ يَبْقَى الإِْنْسَانُ عَلَى ظَنِّهِ فِي الرَّاجِحِ، بِمَثَابَةِ مَا لَوْ كَانَ الرَّاجِحُ مُنْفَرِدًا بَل ظَنًّا بِالرَّاجِحِ إِذَا لَمْ يُعَارِضْ أَقْوَى مِنْ ظَنِّنَا بَعْدَ الْمُعَارَضَةِ، وَخَالَفَ ابْنُ الْمُنِيرِ وَنَقَل الإِْجْمَاعَ عَلَى أَنَّ الْمَرْجُوحَ سَاقِطُ الاِعْتِبَارِ (3) ، وَالتَّفْصِيل فِي الْمُلْحَقِ الأُْصُولِيِّ.
__________
(1) لسان العرب، والقاموس المحيط، والمعجم الوسيط.
(2) البحر المحيط 6 / 130.
(3) البحر المحيط 6 / 130 - 131.
الموسوعة الفقهية الكويتية: 345/ 36
رمضانُ شهرُ الانتصاراتِ الإسلاميةِ العظيمةِ، والفتوحاتِ الخالدةِ في قديمِ التاريخِ وحديثِهِ.
ومنْ أعظمِ تلكَ الفتوحاتِ: فتحُ مكةَ، وكان في العشرينَ من شهرِ رمضانَ في العامِ الثامنِ منَ الهجرةِ المُشَرّفةِ.
فِي هذهِ الغزوةِ دخلَ رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلمَ مكةَ في جيشٍ قِوامُه عشرةُ آلافِ مقاتلٍ، على إثْرِ نقضِ قريشٍ للعهدِ الذي أُبرمَ بينها وبينَهُ في صُلحِ الحُدَيْبِيَةِ، وبعدَ دخولِهِ مكةَ أخذَ صلىَ اللهُ عليهِ وسلمَ يطوفُ بالكعبةِ المُشرفةِ، ويَطعنُ الأصنامَ التي كانتْ حولَها بقَوسٍ في يدِهِ، وهوَ يُرددُ: «جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا» (81)الإسراء، وأمرَ بتلكَ الأصنامِ فكُسِرَتْ، ولما رأى الرسولُ صناديدَ قريشٍ وقدْ طأطأوا رؤوسَهمْ ذُلاً وانكساراً سألهُم " ما تظنونَ أني فاعلٌ بكُم؟" قالوا: "خيراً، أخٌ كريمٌ وابنُ أخٍ كريمٍ"، فأعلنَ جوهرَ الرسالةِ المحمديةِ، رسالةِ الرأفةِ والرحمةِ، والعفوِ عندَ المَقدُرَةِ، بقولِه:" اليومَ أقولُ لكمْ ما قالَ أخِي يوسفُ من قبلُ: "لا تثريبَ عليكمْ اليومَ يغفرُ اللهُ لكمْ، وهو أرحمُ الراحمينْ، اذهبوا فأنتمُ الطُلَقَاءُ".