السبوح
كلمة (سُبُّوح) في اللغة صيغة مبالغة على وزن (فُعُّول) من التسبيح،...
الاحْتِمَـاء بشيء منيع يحمي الإنسان سواء كان موضعاً، أو آلة . ومنه الاحتماء بالقلاع، والحصون، والدروع، والتترُّس بالتروس، وبالأفراد من البشر، واتخاذهم دروعاً بشرية، كما يقال في زماننا . ومن شواهده قوله تعالى : ﱫﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﮞ ﮟ ﮠ ﮡ ﮢﮣ ﮤ ﮥ ﮦ ﮧﮨ ﮩ ﮪ ﮫ ﮬ ﮭ ﮮ ﮯ ﮰ ﮱ ﯓ ﯔ ﯕﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚﯛ ﯜ ﯝ ﯞ ﯟ ﯠ ﯡ ﯢ ﯣﱪ الحشر :٢ .
الدُّخُولُ في الحِصْنِ والاِحْتِماءُ بِهِ، يُقالُ: تَـحَصَّنَ مِن العَدُوِّ، أيْ: دَخَلَ الحِصْنَ واحْتَمَىَ بِهِ، والحِصْنُ: كُلُّ مَوْضِعٍ مَحْفوظٍ ولا يَتَوَصَّلُ إلى داخِلِهِ إلا أَهْلُهُ. وحَصَّنَ القَرْيَةَ، تَحْصِيناً، أيْ: بَنَى حَوْلَها سُوراً ونحْوَه لِيَحْفَظَها. ويَأْتي التَّحَصُّنُ أيضاً بِمعنى التَّعَفُّفِ عن الرَّيْبِ والشَّكِّ، يُقالُ: تَحَصَّنَتِ المَرْأَةُ، أيْ: تَعَفَّفَتْ. ومِن مَعانِيهِ: التَّحَفُّظُ والتَّحَرُّزُ والاِمْتِناعُ والاِخْتِباءُ.
يُطْلَقُ مُصْطَلَحُ (تَحَصُّن) في الفِقْهِ في كِتابِ الطَّهارَةِ، باب: آداب قَضاءِ الحاجَةِ، ومعناه: التَّحَفُّظُ وطَلَبُ الحِمايَةِ مِنَ شُرورِ الشَّيْطانِ. ويُطْلَقُ في كِتابِ النِّكاحِ، باب: آداب النِّكاحِ، ويُرادُ بِهِ: مُلازَمَةُ العَفافِ وتَرْكُ الفَواحِشِ. ويَرِدُ في كِتابِ الـحُدودِ، باب: دَفْع القاتِلِ.
حصن
إقامَةُ الشَّخْصِ في مَكانٍ آمِنٍ يَمْنَعُ وُصُولَ العَدُوِّ إِلَيْهِ.
التَّحصُّنُ: هو الدُّخول في الحِصْنِ والاِحْتِماءُ بِهِ، والحِصْنُ: كُلُّ مَوْضِعٍ حَصِينٍ لا يُتَوَصَّل إلى ما في جوْفِهِ؛ لاِرْتِفاعِهِ، ومِثْلُه: التَّحَصُّنُ بِكُلِّ ما يَحْمِي المُسْلِمِينَ من مُفاجَأَةِ العَدُوِّ لَهُم، مِن الوَسائِل التي تَتَنَوَّعُ بِحَسَبِ أَنْواعِ الخَطَرِ، وهذا يَخْتَلِفُ بِاخْتِلافِ العُصورِ والأمْكِنَةِ.
الدُّخُولُ في الحِصْنِ والاِحْتِماءُ بِهِ، ويَأْتي التَّحَصُّنُ بِمعنى التَّعَفُّفِ عن الرَّيْبِ والشَّكِّ والتَّحَفُّظِ والتَّحَرُّزِ والاِمْتِناعِ والاِخْتِباءُ.
الاحْتِمَـاء بشيء منيع يحمي الإنسان، سواء كان موضعاً، أو آلة.
* العين : (3/118)
* المحكم والمحيط الأعظم : (3/153)
* النهاية في غريب الحديث والأثر : (1/984)
* مختار الصحاح : (ص 167)
* المصباح المنير في غريب الشرح الكبير : (1/191)
* شرح منتهى الإرادات : (3/15)
* كشاف القناع عن متن الإقناع : (3/47)
* نهاية المحتاج إلى شرح المنهاج : (8/65)
* الموسوعة الفقهية الكويتية : (10/227)
* لسان العرب : (13/119)
* تاج العروس : (34/435)
* معجم المصطلحات والألفاظ الفقهية : (1/440)
* الموسوعة الفقهية الكويتية : (10/227) -
التَّعْرِيفُ:
1 - مِنْ مَعَانِي التَّحَصُّنِ فِي اللُّغَةِ وَالاِصْطِلاَحِ: الدُّخُول فِي الْحِصْنِ وَالاِحْتِمَاءُ بِهِ، وَفِي الْقَامُوسِ: الْحِصْنُ، كُل مَوْضِعٍ حَصِينٍ لاَ يُتَوَصَّل إِلَى مَا فِي جَوْفِهِ، وَفِي الْمِصْبَاحِ: هُوَ الْمَكَانُ الَّذِي لاَ يُقْدَرُ عَلَيْهِ لاِرْتِفَاعِهِ، وَالْجَمْعُ حُصُونٌ.
وَحَصَّنَ الْقَرْيَةَ تَحْصِينًا بَنَى حَوْلَهَا مَا يُحَصِّنُهَا مِنْ سُورٍ أَوْ نَحْوِهِ.
وَيُسْتَعْمَل التَّحَصُّنُ أَيْضًا بِمَعْنَى: التَّعَفُّفِ عَنِ الرَّيْبِ، وَمِنْهُ قِيل لِلْمُتَعَفِّفَةِ (حَصَانٌ) . (1)
قَال اللَّهُ تَعَالَى: {وَلاَ تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا. . .} (2)
الْحُكْمُ الإِْجْمَالِيُّ وَمَوَاطِنُ الْبَحْثِ:
2 - التَّحَصُّنُ مِنَ الْكُفَّارِ الْمُحَارِبِينَ - إِنْ جَاءُوا لِقِتَال الْمُسْلِمِينَ - جَائِزٌ شَرْعًا، سَوَاءٌ أَكَانَ الْمُسْلِمُونَ فِي الْحِصْنِ أَقَل مِنْ نِصْفِ الْكُفَّارِ أَوْ أَكْثَرَ، وَذَلِكَ لِيَلْحَقَهُمْ مَدَدٌ وَقُوَّةٌ مِنْ بِلاَدِ الْمُسْلِمِينَ الْمُجَاوِرَةِ لِيَشُدُّوا أَزْرَهُمْ، فَيَكْثُرَ عَدَدُهُمْ وَيَخْشَاهُمْ عَدُوُّهُمْ، وَلاَ يَلْحَقُ الْمُسْلِمِينَ بِتَحَصُّنِهِمْ إِثْمُ الْفِرَارِ مِنَ الزَّحْفِ ْ؛ لأَِنَّ الإِْثْمَ مَنُوطٌ بِمَنْ فَرَّ بَعْدَ لِقَاءِ الْمُحَارِبِينَ غَيْرَ مُتَحَرِّفٍ لِقِتَالٍ، وَلاَ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ، وَإِنْ لَقَوْهُمْ خَارِجَ الْحِصْنِ فَلَهُمُ التَّحَيُّزُ إِلَى الْحِصْنِ، لأَِنَّهُ بِمَنْزِلَةِ التَّحَرُّفِ لِلْقِتَال أَوِ التَّحَيُّزِ إِلَى فِئَةٍ، وَهَذَا بِلاَ خِلاَفٍ. (3)
وَإِنْ كَانَ الْكُفَّارُ الْمُحَارِبُونَ فِي بِلاَدِهِمْ مُسْتَقِرِّينَ غَيْرَ قَاصِدِينَ الْحَرْبَ، فَحِينَئِذٍ يَنْبَغِي لِلْمُسْلِمِينَ أَنْ يَحْتَاطُوا بِإِحْكَامِ الْحُصُونِ وَالْخَنَادِقِ وَشَحْنِهَا بِمُكَافِئِينَ لَهُمْ، وَتَقْلِيدِ ذَلِكَ لِلْمُؤْتَمَنِينَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ وَالْمَشْهُورِينَ بِالشَّجَاعَةِ. (4)
وَالتَّفْصِيل مَوْطِنُهُ مُصْطَلَحُ: (جِهَادٌ) .
3 - وَيَجُوزُ أَيْضًا لِلْمُسْلِمِينَ التَّحَصُّنُ بِالْخَنَادِقِ كَمَا فَعَل رَسُول اللَّهِ ﷺ فِي غَزْوَةِ الْخَنْدَقِ حِينَمَا جَاءَ الأَْحْزَابُ لِقِتَالِهِ حَوْل الْمَدِينَةِ. (5) وَإِلَيْهِ يُشِيرُ قَوْله تَعَالَى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اُذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَل مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الأَْبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظَّنُونَا} (1) وَقَدْ شَارَكَ رَسُول اللَّهِ ﷺ فِي حَفْرِ الْخَنْدَقِ بِنَفْسِهِ مَعَ أَصْحَابِهِ.
4 - وَمِثْل التَّحَصُّنِ بِالْحُصُونِ وَالْخَنَادِقِ: التَّحَصُّنُ بِكُل مَا يَحْمِي الْمُسْلِمِينَ مِنْ مُفَاجَأَةِ الْعَدُوِّ لَهُمْ مِنَ الْوَسَائِل الَّتِي تَتَنَوَّعُ بِحَسَبِ أَنْوَاعِ الْخَطَرِ. وَهَذَا يَخْتَلِفُ بِاخْتِلاَفِ الْعُصُورِ وَالأَْمْكِنَةِ. (2)
__________
(1) لسان العرب، والمصباح المنير، والصحاح مادة: " حصن " وشرح فتح القدير 4 / 284 ط الأميرية بمصر، الطبعة الأولى، وحاشية الجمل على شرح المنهج 5 / 143 ط دار إحياء التراث العربي.
(2) سورة النور / 33.
(3) المغني لابن قدامة 8 / 486 ط مكتبة الرياض بالرياض، والخرشي 3 / 113 ط دار صادر / بيروت، ونهاية المحتاج 8 / 62 ط الحلبي بمصر.
(4) نهاية المحتاج 8 / 42، وروضة الطالبين 10 / 208 ط المكتب الإسلامي.
(5) حديث: " تحصن رسول الله ﷺ بالخندق ومشاركته إياهم " أخرجه البخاري (الفتح 7 / 399 ط السلفية) .
الموسوعة الفقهية الكويتية: 227/ 10
رمضانُ شهرُ الانتصاراتِ الإسلاميةِ العظيمةِ، والفتوحاتِ الخالدةِ في قديمِ التاريخِ وحديثِهِ.
ومنْ أعظمِ تلكَ الفتوحاتِ: فتحُ مكةَ، وكان في العشرينَ من شهرِ رمضانَ في العامِ الثامنِ منَ الهجرةِ المُشَرّفةِ.
فِي هذهِ الغزوةِ دخلَ رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلمَ مكةَ في جيشٍ قِوامُه عشرةُ آلافِ مقاتلٍ، على إثْرِ نقضِ قريشٍ للعهدِ الذي أُبرمَ بينها وبينَهُ في صُلحِ الحُدَيْبِيَةِ، وبعدَ دخولِهِ مكةَ أخذَ صلىَ اللهُ عليهِ وسلمَ يطوفُ بالكعبةِ المُشرفةِ، ويَطعنُ الأصنامَ التي كانتْ حولَها بقَوسٍ في يدِهِ، وهوَ يُرددُ: «جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا» (81)الإسراء، وأمرَ بتلكَ الأصنامِ فكُسِرَتْ، ولما رأى الرسولُ صناديدَ قريشٍ وقدْ طأطأوا رؤوسَهمْ ذُلاً وانكساراً سألهُم " ما تظنونَ أني فاعلٌ بكُم؟" قالوا: "خيراً، أخٌ كريمٌ وابنُ أخٍ كريمٍ"، فأعلنَ جوهرَ الرسالةِ المحمديةِ، رسالةِ الرأفةِ والرحمةِ، والعفوِ عندَ المَقدُرَةِ، بقولِه:" اليومَ أقولُ لكمْ ما قالَ أخِي يوسفُ من قبلُ: "لا تثريبَ عليكمْ اليومَ يغفرُ اللهُ لكمْ، وهو أرحمُ الراحمينْ، اذهبوا فأنتمُ الطُلَقَاءُ".