الظاهر
هو اسمُ فاعل من (الظهور)، وهو اسمٌ ذاتي من أسماء الربِّ تبارك...
تجرع شدة الغضب، واحتمال سببه، ومنع إنفاذه، مع قدرته على إيقاعه . ومن شواهده قوله تَعَالَى : ﱫﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧﭨ ﭩ ﭪ ﭫﱪآل عمران :134، وقوله صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ : "من كظم غيظاً، وهو قادر على أن ينفذه، دعاه الله -عَزَّ وَجَلَّ - على رءوس الخلائق يوم القيامة حتى يخيره الله من الحور العين ما شاء ." أبو داود : 4777
يَرِد مُصطلَح (كَظْم الغَيْظِ) في كُتُبِ الأَخْلاقِ والآدابِ في عِدَّة مَواضِعَ، منها: باب: آداب الرَّاعِي مع الرَّعِيَّةِ، وباب: آداب عِلاج القُلُوبِ، وباب: أَسْباب السَّعادَةِ، وباب: أَسْباب حُسْنِ الخُلُقِ، وغَيْر ذلك.
ضَبْطُ النَّفْسِ وإِمْساكُها عن الانْتِقامِ عند شِدَّةِ الغَضَبِ.
كَظْمُ الغَيْظِ صِفَةٌ جَلِيلَةٌ مِن صِفاتِ عِبادِ اللهِ الصَّالِحِينَ، وهو أن يُمْسِكَ نَفْسَهُ ويَضْبِطَها عند امْتِلائِها غَضَباً، فلا يَنْتَقِمْ مِمَّن أَهاجَهُ وأَغْضَبَهُ، ولا يَمْضِي ما هو قادِرٌ على إِمْضائِهِ؛ بل يُردَّه في جَوْفِهِ ولا يُظهِره مع قُدرَتِه على إيقاعِهِ بِعَدُوِّهِ، ولا يَتِمُّ ذلك إلّا بِإمْساكِ الجَوارِحِ كُلِّها: البَدَنُ عن البَطْشِ واللِّسانُ عن الفُحْشِ. وكظْمُ الغَيْظِ دَلِيلُ قُوَّةِ النّفسِ، وقَهْرِ شَهْوَةِ الغَضَبِ، ودَلِيلُ تقوى اللهِ تعالى وإيثارِ وَعْدِهِ بِالجَنَّةِ، وغير ذلك.
تجرع شدة الغضب، واحتمال سببه، ومنع إنفاذه، مع قدرته على إيقاعه.
* التوقيف على مهمات التعاريف : (ص 282)
* إحياء علوم الدين : (3/175)
* تفسير القرطبي : (4/133)
* موارد الظمآن : (4/204)
* نضرة النعيم : (8/3237) -
رمضانُ شهرُ الانتصاراتِ الإسلاميةِ العظيمةِ، والفتوحاتِ الخالدةِ في قديمِ التاريخِ وحديثِهِ.
ومنْ أعظمِ تلكَ الفتوحاتِ: فتحُ مكةَ، وكان في العشرينَ من شهرِ رمضانَ في العامِ الثامنِ منَ الهجرةِ المُشَرّفةِ.
فِي هذهِ الغزوةِ دخلَ رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلمَ مكةَ في جيشٍ قِوامُه عشرةُ آلافِ مقاتلٍ، على إثْرِ نقضِ قريشٍ للعهدِ الذي أُبرمَ بينها وبينَهُ في صُلحِ الحُدَيْبِيَةِ، وبعدَ دخولِهِ مكةَ أخذَ صلىَ اللهُ عليهِ وسلمَ يطوفُ بالكعبةِ المُشرفةِ، ويَطعنُ الأصنامَ التي كانتْ حولَها بقَوسٍ في يدِهِ، وهوَ يُرددُ: «جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا» (81)الإسراء، وأمرَ بتلكَ الأصنامِ فكُسِرَتْ، ولما رأى الرسولُ صناديدَ قريشٍ وقدْ طأطأوا رؤوسَهمْ ذُلاً وانكساراً سألهُم " ما تظنونَ أني فاعلٌ بكُم؟" قالوا: "خيراً، أخٌ كريمٌ وابنُ أخٍ كريمٍ"، فأعلنَ جوهرَ الرسالةِ المحمديةِ، رسالةِ الرأفةِ والرحمةِ، والعفوِ عندَ المَقدُرَةِ، بقولِه:" اليومَ أقولُ لكمْ ما قالَ أخِي يوسفُ من قبلُ: "لا تثريبَ عليكمْ اليومَ يغفرُ اللهُ لكمْ، وهو أرحمُ الراحمينْ، اذهبوا فأنتمُ الطُلَقَاءُ".