الجبار
الجَبْرُ في اللغة عكسُ الكسرِ، وهو التسويةُ، والإجبار القهر،...
المُراقَبَةُ: حِراسَة الشَّيْءِ ومُلاحَظَتُهُ، يُقال: راقَبَ الشَّيْءَ ورَقَبَهُ، مُراقَبَةً ورِقاباً، أيْ: حَرَسَهُ ولاحَظَهُ. وتأْتي بِمعنى الحِفْظِ، ورَقِيبُ القَوْمِ: حارِسُهُم وحافِظُهُم. وتُطْلَقُ المُراقَبَةُ على الخَوْفِ والخَشْيَةِ، يُقال: راقَبَ اللهَ في أَمْرِهِ، أيْ: خافَهُ وخَشِيَهُ. وأَصْلُ المُرَاقَبَةِ: الاِنْتِظارُ والتَّرَصُّدُ، يُقال: رَقَبْتُهُ وأَرْقَبتُهُ وارْتَقَبَتْهُ، أي: انْتَظَرْتُهُ وتَرَصَّدْتُهُ. ومِن مَعانِيها أيضاً: عَطِيَّةُ الإِنْسانِ لِغَيْرِهِ بِشَرْطِ أن تكون لِلْباقِي مِنْهُما.
يَرِد مُصْطلَح (مُراقَبَة) في الفقه فِي مَواضِعَ، منها: كتاب الصَّلاةِ، باب: صِفَة الصَّلاةِ، وكتاب الصِّيامِ، باب: سُنَن الصَّوْمِ، وفي كتاب البُيوعِ، باب: شُروط البَيْعِ، وغَيْر ذلك. ويُطْلَق في الفقه في باب: الهِبَة والعطِيَّةِ بِمعنى الرُّقْبَى، وهي: هِبَةُ الشَّخْصِ لِغَيْرِهِ بِشَرْطِ أن تَكونَ لآخِرِهِما مَوْتاً. ويُطْلَق أيضاً في كتاب الحُدودِ، باب: حَدّ السَّرِقَةِ، ويُراد بِه: حِراسَةُ الشَّيْءِ ومُلاحَظَتُهُ مِن قادِرٍ على مَنْعِ سَرِقَتِهِ بِقُوَّةٍ أو اِسْتِغاثَةٍ.
رقب
اسْتِدامَةُ عِلْمِ العَبْدِ بِاطِّلاعِ الرَّبِّ عليه في جَمِيعِ أَحْوالِهِ مع الخَوْفِ مِن عِقابِهِ.
المُراقَبَةُ مَنْزِلَةٌ شَرِيفَةٌ، وهي مَعْرِفَةُ العَبْدِ أنَّ اللهَ مُطَّلِعٌ عليه، ناظِرٌ إِلَيْهِ يَرَى جَمِيعَ أَعْمالِهِ، ويَعْلَم كُلَّ ما يَخْطُرُ على بالِهِ، مع مُلازَمَةِ هذا العِلْمِ لِلْقَلْبِ بِحيث يَغْلِبُ عليه، ولا يَغْفُلُ عنه. وهذه المَنْزِلَةُ تُوجِبُ تَعْظِيمَ اللهِ تعالى وإِجْلالَهُ وتَرْكَ المَعاصِي، والجِدَّ في الطَّاعاتِ.
المُراقَبَةُ: حِراسَة الشَّيْءِ ومُلاحَظَتُهُ، وتأْتي بِمعنى الحِفْظِ. وتُطْلَقُ المُراقَبَةُ على الخَوْفِ والخَشْيَةِ. وأَصْلُها: الاِنْتِظارُ والتَّرَصُّدُ.
متابعة الغير حتى يكاد لا يغيب من أفعاله شيء.
* المغرب في ترتيب المعرب : (ص 195)
* التعريفات للجرجاني : (ص 266)
* معجم مقاليد العلوم في التعريفات والرسوم : (ص 216)
* التوقيف على مهمات التعاريف : (ص 302)
* تهذيب اللغة : (9/112)
* مقاييس اللغة : (2/427)
* المحكم والمحيط الأعظم : (6/393)
* مختار الصحاح : (ص 126)
* لسان العرب : (1/426)
* القاموس الفقهي : (ص 151) -
التَّعْرِيفُ:
1 - الْمُرَاقَبَةُ فِي اللُّغَةِ: مَصْدَرُ رَاقَبَ، وَيُقَال: رَاقَبَهُ مُرَاقَبَةً وَرِقَابًا: رَقَبَهُ: أَيْ حَرَسَهُ وَلاَحَظَهُ، وَيُقَال: رَاقَبَ اللَّهَ أَوْ ضَمِيرَهُ فِي عَمَلِهِ أَوْ أَمْرَهُ: خَافَهُ وَخَشِيَهُ، وَفُلاَنٌ لاَ يُرَاقِبُ اللَّهَ فِي أَمْرِهِ: لاَ يَنْظُرُ إِلَى عِقَابِهِ فَيَرْكَبُ رَأْسَهُ فِي الْمَعْصِيَةِ.
وَلاَ يَخْرُجُ الْمَعْنَى الاِصْطِلاَحِيُّ عَنِ الْمَعْنَى اللُّغَوِيِّ (1) .
الْحُكْمُ الإِْجْمَالِيُّ:
تَتَعَلَّقُ بِالْمُرَاقَبَةِ أَحْكَامٌ مِنْهَا:
مُرَاقَبَةُ اللَّهِ تَعَالَى
2 - يَجِبُ عَلَى كُل مُكَلَّفٍ مُرَاقَبَةُ اللَّهِ تَعَالَى فِي كُل مَا يَأْتِي وَمَا يَدَعُ مِنَ الأُْمُورِ، لأَِنَّهُ مَسْئُولٌ عَنْ ذَلِكَ وَمُحَاسَبٌ عَلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَلأَِنَّ مَا يَصْدُرُ عَنْهُ مُسَجَّلٌ عَلَيْهِ، قَال اللَّهُ تَعَالَى: { مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} وَقَال: {إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} .
وَمُرَاقَبَةُ اللَّهِ تَعَالَى أَفْضَل الطَّاعَاتِ، قَال ابْنُ عَطَاءٍ: أَفْضَل الطَّاعَاتِ مُرَاقَبَةُ الْحَقِّ عَلَى دَوَامِ الأَْوْقَاتِ، وَفِي حَدِيثِ جَابِرٍ ﵁ أَنَّ جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَامُ سَأَل النَّبِيَّ ﷺ عَنِ الإِْحْسَانِ فَقَال ﷺ: أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ (2) قَال الزُّبَيْدِيُّ قَوْلُهُ ﷺ: فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ إِشَارَةٌ إِلَى حَال الْمُرَاقَبَةِ، لأَِنَّ الْمُرَاقَبَةَ عِلْمُ الْعَبْدِ بِاطِّلاَعِ الرَّبِّ سُبْحَانَهُ عَلَيْهِ، وَاسْتِدَامَتُهُ لِهَذَا الْعِلْمِ مُرَاقَبَةٌ لِرَبِّهِ، وَهَذَا أَصْل كُل خَيْرٍ (3) .
دَوَامُ الْمُرَاقَبَةِ لِتَحَقُّقِ الْحِرْزِ
3 - قَال الشَّافِعِيَّةُ: يُشْتَرَطُ فِي الْمَسْرُوقِ لِوُجُوبِ الْقَطْعِ فِي حَدِّ السَّرِقَةِ أُمُورٌ مِنْهَا:
أَنْ يَكُونَ مُحْرَزًا بِمُلاَحَظَةِ أَوْ حَصَانَةِ مَوْضِعِهِ، وَشَرْطُ الْمُلاَحِظِ قُدْرَتُهُ عَلَى مَنْعِ سَارِقٍ بِقُوَّةٍ أَوِ اسْتِغَاثَةٍ، وَالدَّارُ الْمُنْفَصِلَةُ عَنِ الْعِمَارَةِ إِنْ كَانَ بِهَا قَوِيٌّ يَقْظَانُ حِرْزٌ مَعَ فَتْحِ الْبَابِ وَإِغْلاَقِهِ، وَإِلاَّ فَلاَ، وَالدَّارُ الْمُتَّصِلَةُ بِالْعُمْرَانِ حِرْزٌ مَعَ إِغْلاَقِهِ وَمَعَ حَافِظٍ وَلَوْ نَائِمٍ، وَمَعَ فَتْحِهِ وَنَوْمِهِ غَيْرُ حِرْزٍ لَيْلاً وَكَذَا نَهَارًا فِي الأَْصَحِّ، وَكَذَا يَقْظَانُ فِي دَارٍ تَغَفَّلَهُ سَارِقٌ وَسَرَقَ فَلَيْسَ بِحِرْزٍ فِي الأَْصَحِّ، لِتَقْصِيرِهِ بِإِهْمَال الْمُرَاقَبَةِ مَعَ فَتْحِ الْبَابِ، وَالثَّانِي مُقَابِل الأَْصَحِّ: أَنَّهَا حِرْزٌ لِعُسْرِ الْمُرَاقَبَةِ دَائِمًا (4) .
وَأَوْرَدَ الْفُقَهَاءُ الآْخَرُونَ الْحُكْمَ، وَلَكِنَّهُمْ لَمْ يَسْتَعْمِلُوا لَفْظَ الْمُرَاقَبَةِ (5) .
وَالتَّفْصِيل فِي (سَرِقَةٌ ف 37 - 41) .
__________
(1) المعجم الوسيط، والتعريفات للجرجاني، وشرح المحلي مع حاشية القليوبي 4 / 191.
(2) حديث: " أن تعبد الله كأنك تراه. . . ". أخرجه البخاري (فتح الباري 1 / 114) ، ومسلم (1 / 37) من حديث عمر بن الخطاب ﵁.
(3) إتحاف السادة المتقين 10 / 94، 96.
(4) مغني المحتاج 4 / 166، 167.
(5) بدائع الصنائع 7 / 73، والفتاوى الهندية 2 / 179، والشرح الصغير 4 / 483، والمغني مع الشرح الكبير 10 / 250.
الموسوعة الفقهية الكويتية: 337/ 36
رمضانُ شهرُ الانتصاراتِ الإسلاميةِ العظيمةِ، والفتوحاتِ الخالدةِ في قديمِ التاريخِ وحديثِهِ.
ومنْ أعظمِ تلكَ الفتوحاتِ: فتحُ مكةَ، وكان في العشرينَ من شهرِ رمضانَ في العامِ الثامنِ منَ الهجرةِ المُشَرّفةِ.
فِي هذهِ الغزوةِ دخلَ رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلمَ مكةَ في جيشٍ قِوامُه عشرةُ آلافِ مقاتلٍ، على إثْرِ نقضِ قريشٍ للعهدِ الذي أُبرمَ بينها وبينَهُ في صُلحِ الحُدَيْبِيَةِ، وبعدَ دخولِهِ مكةَ أخذَ صلىَ اللهُ عليهِ وسلمَ يطوفُ بالكعبةِ المُشرفةِ، ويَطعنُ الأصنامَ التي كانتْ حولَها بقَوسٍ في يدِهِ، وهوَ يُرددُ: «جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا» (81)الإسراء، وأمرَ بتلكَ الأصنامِ فكُسِرَتْ، ولما رأى الرسولُ صناديدَ قريشٍ وقدْ طأطأوا رؤوسَهمْ ذُلاً وانكساراً سألهُم " ما تظنونَ أني فاعلٌ بكُم؟" قالوا: "خيراً، أخٌ كريمٌ وابنُ أخٍ كريمٍ"، فأعلنَ جوهرَ الرسالةِ المحمديةِ، رسالةِ الرأفةِ والرحمةِ، والعفوِ عندَ المَقدُرَةِ، بقولِه:" اليومَ أقولُ لكمْ ما قالَ أخِي يوسفُ من قبلُ: "لا تثريبَ عليكمْ اليومَ يغفرُ اللهُ لكمْ، وهو أرحمُ الراحمينْ، اذهبوا فأنتمُ الطُلَقَاءُ".