الْمَعِيَّة

الْمَعِيَّة


العقيدة
صفة من صفات الله التي ثبتت في الكتاب، والسنة، وأجمع عليها السلف . ولا يراد من المعية كون الله معنا بذاته؛ فإن هذا محال عقلاً، وشرعاً؛ لأنه ينافي ما وجب من علوه، ويقتضي أن تُحيط به مخلوقاته، وهو محال . وأن معيته مع خلقه تقتضي أن يكون محيطًا بهم علمًا، وقدرة، وسمعًا، وبصرًا، وتدبيرًا، وسلطانًا، مع علوه على عرشه فوق جميع خلقه . ولا تستلزم الاختلاط، أو المصاحبة في المكان . وهو سُبْحَانَهُ لا يقاس بخلقه؛ فعلوُّه على خلقه لا ينافي معيته لعباده بخلاف المخلوق؛ فإن وجوده في مكان وجهة يلزم منه عدم إطلاعه على المكان الآخر، والجهة الأخرى، والرب ليس كمثله شيء لكمال علمه، وقدرته . وتنقسم معية الله لخلقه إلى قسمين؛ معية عامة، وهي من الصفات الذاتية؛ لأن مقتضياتها ثابتة لله -تعالى - أزلاً وأبداً، وهي التي تقتضي الإحاطة بجميع الخلق من مؤمن، وكافر، وبَر، وفاجر . في العلم، والقدرة، والتدبير، والسلطان، وغير ذلك من معاني الربوبية . وسميت عامة؛ لأنها تعم الخلق جميعاً مؤمنهم، وكافرهم، وبرهم، وفاجرهم . ومعية خاصة، وهي من الصفات الفعلية؛ لأن مقتضياتها تابعة لأسبابها، توجد بوجودها، وتنتفي بانتفائها . التي تقتضي النصر، والتأييد لمن أضيفت له . وهي مختصة بمن يستحق ذلك من الرسل وأتباعهم، وهذه المعية توجب لمن آمن بها كمال الثبات، والقوة . ومن أدلة المعية العامة قوله تعالى : ﱫﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲﭳﱪ الحديد :4، وقوله عَزَّ وَجَلَّ : ﱫﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵﱪ المجادلة :7. أما المعية الخاصة، فهي على نوعين؛ الخاصة المقيدة بوصف؛ مثل قوله تعالى : ﱫﯾ ﯿ ﰀ ﰁ ﰂ ﰃ ﰄ ﰅﱪ النحل :128. والخاصة المقيدة بشخص معين، كقوله -تعالى - عن نبيه : ﱫﯕ ﯖ ﯗ ﯘ ﯙ ﯚ ﯛ ﯜﱪ التوبة :40، وقال لموسى وهارون : ﱫﯡ ﯢ ﯣ ﯤﱪطه :46.
انظر : مجموع الفتاوى لابن تيمية، 5/193، العرش للذهبي، 2/175