السيد
كلمة (السيد) في اللغة صيغة مبالغة من السيادة أو السُّؤْدَد،...
عن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «لا يُسْأَلُ بوَجْه الله إلا الجَنَّةُ».
[ضعيف.] - [رواه أبو داود.]
نهى رسول الله ﷺ في هذا الحديث أن يُسْأَلَ بوَجْهِ الله شيءٌ مِن حُطام الدنيا وتفاهاتها، وذلك أنها حقيرة فانية، ووجه الله عظيم باق، ثم أباح رسول الله ﷺ أن يُسْأَلَ بوَجْهِ الله الجنةُ أو ما يؤدِّي إليها، وذلك أن الجنة عظيمة، وسؤال العظيمِ بوَجْهِ الله تعظيمٌ له وإكرامٌ.
بوجه الله | هو صفة من صفاته الذاتية تليق بجلاله وعظمته. |
الجنة | هي دار الكرامة التي أعدها الله -جل وعلا- للمكلَّفين من عباده الذين أجابوا رسله، ووحدوه، وعملوا صالحًا. |
رمضانُ شهرُ الانتصاراتِ الإسلاميةِ العظيمةِ، والفتوحاتِ الخالدةِ في قديمِ التاريخِ وحديثِهِ.
ومنْ أعظمِ تلكَ الفتوحاتِ: فتحُ مكةَ، وكان في العشرينَ من شهرِ رمضانَ في العامِ الثامنِ منَ الهجرةِ المُشَرّفةِ.
فِي هذهِ الغزوةِ دخلَ رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلمَ مكةَ في جيشٍ قِوامُه عشرةُ آلافِ مقاتلٍ، على إثْرِ نقضِ قريشٍ للعهدِ الذي أُبرمَ بينها وبينَهُ في صُلحِ الحُدَيْبِيَةِ، وبعدَ دخولِهِ مكةَ أخذَ صلىَ اللهُ عليهِ وسلمَ يطوفُ بالكعبةِ المُشرفةِ، ويَطعنُ الأصنامَ التي كانتْ حولَها بقَوسٍ في يدِهِ، وهوَ يُرددُ: «جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا» (81)الإسراء، وأمرَ بتلكَ الأصنامِ فكُسِرَتْ، ولما رأى الرسولُ صناديدَ قريشٍ وقدْ طأطأوا رؤوسَهمْ ذُلاً وانكساراً سألهُم " ما تظنونَ أني فاعلٌ بكُم؟" قالوا: "خيراً، أخٌ كريمٌ وابنُ أخٍ كريمٍ"، فأعلنَ جوهرَ الرسالةِ المحمديةِ، رسالةِ الرأفةِ والرحمةِ، والعفوِ عندَ المَقدُرَةِ، بقولِه:" اليومَ أقولُ لكمْ ما قالَ أخِي يوسفُ من قبلُ: "لا تثريبَ عليكمْ اليومَ يغفرُ اللهُ لكمْ، وهو أرحمُ الراحمينْ، اذهبوا فأنتمُ الطُلَقَاءُ".