الأول
(الأوَّل) كلمةٌ تدل على الترتيب، وهو اسمٌ من أسماء الله الحسنى،...
عن وابِصَة بن مَعْبَد الجُهني رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ رأى رَجُلا يصلِّي خلف الصَّف وحْدَه، فأمَرَه أن يُعِيد الصلاة.
[حسن.] - [رواه أبو داود وأحمد والترمذي.]
بعد أن انصرف رسول الله ﷺ من صلاته نظر، فإذا برجل يصلّي خلف الصف وحده، فأمره أن يعيد الصلاة التي صلاها خلف الصَّف من أولها، وهذا صريح؛ بأن صلاة المنفرد خلف الصف لا تصح؛ لأنه أُمر بالإعادة ولا يُأمر بالإعادة على أمر مندوب إليه، وما ورد في حديث أبي بكرة رضي الله عنه من أنه ركع دون الصف ثم دخل في الصف فلا ينافي ما هنا لأنه لم يصل منفردا؛ لأنه أدرك الركوع مع النبي ﷺ، وكونه أدى تكبيرة الإحرام وجزء من الركوع منفردا لا يعني أنه صلى منفردا، بخلاف من صلى ركعة، فأكثر فهذا الذي يتحقق فيه الانفراد وسواء كان الصَّف مكتملا أو غير مكتمل، وعليه فمن وجَد في الصف فُرجة يمكنه الدخول فيها، فلا يحل له أن يقف وحده خلف الصَّف، فإن فعل لم تصح صلاته، وإن لم يجد فُرجة في الصَّف، وقف خلف الصف وحده ولا يترك الجماعة.
لا يوجد | -- |
رمضانُ شهرُ الانتصاراتِ الإسلاميةِ العظيمةِ، والفتوحاتِ الخالدةِ في قديمِ التاريخِ وحديثِهِ.
ومنْ أعظمِ تلكَ الفتوحاتِ: فتحُ مكةَ، وكان في العشرينَ من شهرِ رمضانَ في العامِ الثامنِ منَ الهجرةِ المُشَرّفةِ.
فِي هذهِ الغزوةِ دخلَ رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلمَ مكةَ في جيشٍ قِوامُه عشرةُ آلافِ مقاتلٍ، على إثْرِ نقضِ قريشٍ للعهدِ الذي أُبرمَ بينها وبينَهُ في صُلحِ الحُدَيْبِيَةِ، وبعدَ دخولِهِ مكةَ أخذَ صلىَ اللهُ عليهِ وسلمَ يطوفُ بالكعبةِ المُشرفةِ، ويَطعنُ الأصنامَ التي كانتْ حولَها بقَوسٍ في يدِهِ، وهوَ يُرددُ: «جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا» (81)الإسراء، وأمرَ بتلكَ الأصنامِ فكُسِرَتْ، ولما رأى الرسولُ صناديدَ قريشٍ وقدْ طأطأوا رؤوسَهمْ ذُلاً وانكساراً سألهُم " ما تظنونَ أني فاعلٌ بكُم؟" قالوا: "خيراً، أخٌ كريمٌ وابنُ أخٍ كريمٍ"، فأعلنَ جوهرَ الرسالةِ المحمديةِ، رسالةِ الرأفةِ والرحمةِ، والعفوِ عندَ المَقدُرَةِ، بقولِه:" اليومَ أقولُ لكمْ ما قالَ أخِي يوسفُ من قبلُ: "لا تثريبَ عليكمْ اليومَ يغفرُ اللهُ لكمْ، وهو أرحمُ الراحمينْ، اذهبوا فأنتمُ الطُلَقَاءُ".