المؤمن
كلمة (المؤمن) في اللغة اسم فاعل من الفعل (آمَنَ) الذي بمعنى...
عن أبي أمية المخزومي رضي الله عنه أن النبي ﷺ أُتِيَ بلِصٍّ قد اعتَرَف اعترافًا ولم يوجد معه متاع، فقال رسول الله ﷺ: «ما إِخَالُك سرقتَ»، قال: بلى، فأعاد عليه مرتين أو ثلاثًا، فأمر به فَقُطع، وجِيء به، فقال: «استغفِرِ الله وتُب إليه» فقال: أستغفرُ الله وأتوب إليه، فقال: «اللهم تب عليه» ثلاثا.
[ضعيف.] - [رواه أبو داود وابن ماجه والنسائي وأحمد والدرامي.]
أفاد الحديث أن رجلًا سرق وقد حصل منه اعتراف بسرقته، فأراد النبي عليه الصلاة والسلام التثبت من ذلك، فقال له: ما أظنك سرقت وكرر عليه ذلك، فلما كرر السارق ذلك تيقن رسول الله ﷺ أن السرقة قد حصلت منه، فعند ذلك قطع يده، ثم جيء به وأمره أن يتوب إلى الله -تعالى- ففعل، ودعا له النبي عليه الصلاة والسلام بالتوبة، والحديث أصل عند الفقهاء في تلقين السارق إقراره مرة أو مرتين.
أُتي بلصٍّ قد اعترفَ | جِيءَ بسارق قد أَقَرَّ بسرقته. |
ما إِخَالك سرقْت | إخالك بكسر الهمزة، هو المشهور، من خال: بمعنى: ظنَّ، أي ما أظنك سرقت، أراد بذلك: تلقينه الرجوع عن الاعتراف. |
رمضانُ شهرُ الانتصاراتِ الإسلاميةِ العظيمةِ، والفتوحاتِ الخالدةِ في قديمِ التاريخِ وحديثِهِ.
ومنْ أعظمِ تلكَ الفتوحاتِ: فتحُ مكةَ، وكان في العشرينَ من شهرِ رمضانَ في العامِ الثامنِ منَ الهجرةِ المُشَرّفةِ.
فِي هذهِ الغزوةِ دخلَ رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليهِ وسلمَ مكةَ في جيشٍ قِوامُه عشرةُ آلافِ مقاتلٍ، على إثْرِ نقضِ قريشٍ للعهدِ الذي أُبرمَ بينها وبينَهُ في صُلحِ الحُدَيْبِيَةِ، وبعدَ دخولِهِ مكةَ أخذَ صلىَ اللهُ عليهِ وسلمَ يطوفُ بالكعبةِ المُشرفةِ، ويَطعنُ الأصنامَ التي كانتْ حولَها بقَوسٍ في يدِهِ، وهوَ يُرددُ: «جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا» (81)الإسراء، وأمرَ بتلكَ الأصنامِ فكُسِرَتْ، ولما رأى الرسولُ صناديدَ قريشٍ وقدْ طأطأوا رؤوسَهمْ ذُلاً وانكساراً سألهُم " ما تظنونَ أني فاعلٌ بكُم؟" قالوا: "خيراً، أخٌ كريمٌ وابنُ أخٍ كريمٍ"، فأعلنَ جوهرَ الرسالةِ المحمديةِ، رسالةِ الرأفةِ والرحمةِ، والعفوِ عندَ المَقدُرَةِ، بقولِه:" اليومَ أقولُ لكمْ ما قالَ أخِي يوسفُ من قبلُ: "لا تثريبَ عليكمْ اليومَ يغفرُ اللهُ لكمْ، وهو أرحمُ الراحمينْ، اذهبوا فأنتمُ الطُلَقَاءُ".