هديه صلى الله عليه وسلم في الصلاة
عن الْبَرَاء بْن عَازِبٍ -رضي الله عنهما- «أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان في سفر، فصلى العشاء الآخِرَةَ، فقرأ في إحدى الركعتين بِالتِّينِ وَالزَّيْتُون فما سمعت أحدًا أحسن صوتًا أو قراءة منه».
شرح الحديث :
قرأ النبي -صلى الله عليه وسلم- بسورة التين والزيتون في الركعة الأولى في صلاة العِشاء؛ لأنه كان في سفر، والسفر يراعى فيه التخفيف والتسهيل؛ لمشقته وعنائه، ومع كون النبي -صلى الله عليه وسلم- مسافرًا، فإنه لم يترك ما يبعث على الخشوع وإحضار القلب عند سماع القرآن، وهو تحسين الصوت في قراءة الصلاة.
معاني الكلمات :
إحدى الركعتين | هي الأولى كما رواه النسائي. |
بالتين والزيتون | سورة التين والزيتون. |
أحسن صوتًا أو قراءةً | أو يحتمل أنها للشك من الراوي؛ فيكون الحسن إما في الصوت أو القراءة، ويحتمل أنها للتنويع، أي: أحسن صوتا وقراءة؛ فيكون الحسن في كليهما. |
فوائد من الحديث :
- جواز قراءة قصار المُفَصَّل في صلاة العشاء .
- أن الأحسن تخفيف الصلاة في السفر، ومراعاة حال المسافرين، ولو كان عند الإمام رغبة في التطويل .
- استحباب تحسين الصوت في القراءة، ومن ذلك القراءة في الصلاة؛ لأنه يبعث على الخشوع والحضور .
- الجهر في صلاة العشاء .
المراجع :
- تيسير العلام شرح عمدة الأحكام، عبد الله بن عبد الرحمن البسام، تحقيق: محمد صبحي حلاق، مكتبة الصحابة، الإمارات، مكتبة التابعين، القاهرة، الطبعة: العاشرة 1426هـ.
- تنبيه الأفهام شرح عمدة الأحكام، محمد بن صالح العثيمين، مكتبة الصحابة، الإمارات، الطبعة: الأولى، 1426هـ.
- الإلمام بشرح عمدة الأحكام، إسماعيل بن محمد الأنصاري، دار الفكر، دمشق، الطبعة: الأولى، 1381هـ.
- صحيح البخاري، محمد بن إسماعيل البخاري الجعفي، تحقيق: محمد زهير الناصر، دار طوق النجاة (مصورة عن السلطانية بإضافة ترقيم: محمد فؤاد عبد الباقي)، الطبعة: الأولى، 1422هـ.
- صحيح مسلم، مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري، تحقيق محمد فؤاد عبد الباقي، دار إحياء التراث العربي، بيروت، 1423هـ.