الحكم
كلمة (الحَكَم) في اللغة صفة مشبهة على وزن (فَعَل) كـ (بَطَل) وهي من...
العربية
المؤلف | عبد الله بن محمد الخليفي |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | نوازل الأحوال الشخصية وقضايا المرأة - الحكمة وتعليل أفعال الله |
جاهدوا أنفسكم الأمارة بالسوء، واذكروا ما أمامكم من مسؤوليات في الآخرة، واقتدوا بالذين سبقوكم من الأولين الصالحين، ومن سار على الحق مثلهم، ولا تضيعوا أموالكم فيما يعرضكم للخطر؛ كالمرض والفقر والأذى، واصرفوا همكم إلى حفظ غناكم، وانفاقه في وجوه البر والمعروف، كما ...
الخطبة الأولى:
الحمد الله الذي هدانا لدين الإسلام، وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، أحمده سبحانه وأشكره على توفيقه وإحسانه.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن نبينا محمدا عبده ورسوله، اللهم صل وسلم على عبدك وسولك، نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
أما بعد:
أيها المسلمون: اتقوا الله -تعالى-: (وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ)[آل عمران:132].
عباد الله: اعلموا أن الله -تعالى- قد حرم عليكم أشياء، فإياكم والوقوع فيها، من ذلك ما فشا في هذا العصر من التساهل في لبس خواتيم الذهب للرجال.
وهذا محرم بنص الشرع الشريف، وليس بعد قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قولة لأحد، فقد جاء في الحديث عنه صلى الله عليه وسلم: أنه أخذ حريرا فجعله في يمنيه، وذهبا فجعله في شماله، ثم قال: "إن هذين حرام على ذكور أمتي".
وروى أبو موسى الأشعري -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "حرم الحرير والذهب على ذكور أمتي، وأحل لإناثهم".
فاحذروا -أيها المسلمون-: من التهاون في أمور دينكم، وحذروا أولادكم من الوقوع فيما حرم الله عليكم على لسان نبينا -صلى الله عليه وسلم-، فإذ الشارع الحكيم لم ينهكم عن لبس الذهب والحرير إلا لما يترتب على ذلك من المفاسد الكثيرة، التي تبعث الشر، وتوقظ نار الفتنة بينكم، من سرقة، وقتل، ونهب، وكسر لقلوب الفقراء.
وإن مما حرم رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: الإسبال في الملبس، فقد جاء عنه أنه قال: "ما عدا الكعبين فهو في النار".
وقال: "من جر إزاره خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة".
فاتقوا الله -عباد الله-: ولا تأخذكم العزة بالإثم: (فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ)[الحجرات:6].
يوم لا ينفع الندم.
وجاهدوا أنفسكم الأمارة بالسوء، واذكروا ما أمامكم من مسؤوليات في الآخرة، واقتدوا بالذين سبقوكم من الأولين الصالحين، ومن سار على الحق مثلهم، ولا تضيعوا أموالكم فيما يعرضكم للخطر؛ كالمرض والفقر والأذى، واصرفوا همكم إلى حفظ غناكم، وانفاقه في وجوه البر والمعروف، كما كان سلفكم الصالح.
واعلموا أن طيب المأكل والملبس والمشرب، واختيار طلبه من الرزق الحلال، سبب في إجابة الدعاء، وأصلحوا نفوسكم، وأدبوها بآدب القرآن والسنة، يهدكم الله، ويصلح أحوالكم.
(مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاء فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ)[فصلت:46].
أستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين والمسلمات من كل ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.