المتعالي
كلمة المتعالي في اللغة اسم فاعل من الفعل (تعالى)، واسم الله...
العربية
المؤلف | حسان أحمد العماري |
القسم | خطب الجمعة |
النوع | نصي |
اللغة | العربية |
المفردات | الحديث الشريف وعلومه - الحياة الآخرة |
إن الغفلة التي نعيشها اليوم عن حقيقة الحياة، وما بعدها، والصراع من أجلها، ونسيان الآخرة جلب للناس والمجتمعات والشعوب والدول التعاسة، والشقاء والحروب، والصراعات والاختلافات، وظهرت العصبيات الجاهلية بجميع مسمياتها حتى تجرأ الفرد على ظلم أخيه، وسالت الدماء، وفسدت الأخلاق، وظهر الكبر والعجب في النفوس، واغتر هذا بماله، وهذا بسلطانه، وهذا بأتباعه، وتساهل الناس في الطاعات والعبادات، وأخذوا من أحكام الدين ما يوافق هواهم ويحفظ مصالحهم ويحقق رغباتهم، وسعى كل فرد لتحقيق مستقبله في هذه الحياة، وحسب فهمه وتصوره، فجمع الأموال، ...
الخطبة الأولى:
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، الحمد لله الذي خلق الأرض والسموات، الحمد لله الذي علم العثرات، فسترها على أهلها وأنزل الرحمات، ثم غفرها لهم ومحا السيئات، فله الحمد ملء خزائن البركات، وله الحمد ما تتابعت بالقلب النبضات، وله الحمد ما تعاقبت الخطوات، وله الحمد عدد حبات الرمال في الفلوات، وعدد ذرات الهواء في الأرض والسماوات، وعدد الحركات والسكنات..
سبحانه.. سبحانه، الطير سبَّحه، والوحش مجَّده، والموج كبَّره، والحوت ناجاه.. والنمل تحت الصخور الصم قدَّسه، والنحل يهتف حمدًا في خلاياه والناس يعصونه جهرًا فيسترهم والعبد ينسى وربي ليس ينساه..
وأشهد أن لا إله إلا الله، لا مفرِّج للكربات إلا هو، ولا مقيل للعثرات إلا هو، ولا مدبر للملكوت إلا هو، ولا سامع للأصوات إلا هو، ما نزل غيث إلا بمداد حكمته، وما انتصر دين إلا بمداد عزته، وما اقشعرت القلوب إلا من عظمته، وما سقط حجر من جبل إلا من خشيته.
وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله قام في خدمته، وقضى نحبه في الدعوة لعبادته، وإقام اعوجاج الخلق بشريعته، وعاش للتوحيد ففاز بخلّته، وصبر على دعوته فارتوى من نهر محبته، صلِّ الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه، ومن سار على نهجه، وتمسك بسنته واقتدى بهديه إلى يوم الدين.
أما بعد: عباد الله: جاء في صحيح مسلم من حديث عن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة -رضي الله عنهما- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "إذا دخل أهل الجنةِ الجنة ينادى منادٍ: إن لكم أن تصحوا فلا تسقموا أبدًا، وإن لكم أن تحيوا فلا تموتوا أبدًا، وإن لكم أن تشبوا فلا تهرموا أبدًا، وإن لكم أن تنعموا فلا تبأسوا أبدًا" (رواه مسلم).
إنه نداء عظيم وبيان واضح جلي قرَّر أسباب السعادة وحقيقة الراحة ومنتهى الأمنيات لكل إنسان في هذا الوجود، ولكنه لا يمكن أن يتحقق في هذه الدنيا؛ لأنها جُبِلَت على كدر ومصائب وفتن وابتلاءات.. ففيها الأمراض والأسقام بجميع أنواعها والتي لا يكاد يخلو منها بيت كالضغط والسكري والسرطان، وأمراض المعدة والقولون، وأمراض القلب والروماتيزم، والمفاصل والعظام وغيرها، والتي تسبب للناس المشقة والعناء وتسلبهم السعادة والراحة والاستقرار.
أما في الجنة فإن المنادي ينادي: "يا أهل الجنة إن لكم أن تصحُّوا فلا تسقموا أبدًا".. لا أمراض ولا أوجاع ولا آهات أبداً، ولا موت يقصم الرقاب ويكدر الأحوال ويجلب الأحزان، ولا حروب ولا صراعات، ولا دماء وأشلاء، ولا قتل فيها، ولا إزهاقًا للأرواح، ولا خوفًا من الموت؛ لأن المنادي ينادي "يا أهل الجنة! إن لكم أن تحيوا فلا تموتوا أبدًا فيشعر المرء بالراحة والسعادة والطمأنينة فلا يخاف على فوات النعيم الذي أعطاه الله"..
قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "يؤتى بالموت كهيئة كبش أملح فينادي به منادٍ يا أهل الجنة فيشرئبون وينظرون، فيقول: هل تعرفون هذا فيقولون: نعم هذا الموت، وكلهم قد رآه، ثم ينادي منادٍ يا أهل النار فيشرئبون وينظرون، فيقول: هل تعرفون هذا؟ فيقولون: نعم هذا الموت، وكلهم قد رآه، فيذبح بين الجنة والنار، ثم يقول: يا أهل الجنة خلود فلا موت، ويا أهل النار خلود فلا موت ثم قرأ: (وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ) [مريم: 93]، وأشار بيده إلى الدنيا" (البخاري ومسلم)..
أما الدنيا، فإن الله قصم بالموت رقاب الجبابرة, وكسر به ظهور الأكاسرة, وقصر به آمال القياصرة, الذين لم تزل قلوبهم عن ذكر الموت نافرة, حتى جاءهم الوعد الحق فأرداهم في الحافرة, فنُقلوا من القصور إلى القبور، ومن ضياء المهود إلى ظلمة اللحود, ومن ملاعبة الجواري والغلمان إلى مقاساة الهوام والديدان, ومن التنعم بالطعام والشراب إلى التمرغ في التراب, ومن أُنس العشرة إلى وحشة الوحدة, ومن المضجع الوثير إلى المصرع الوبيل، فانظر هل وجدوا من الموت حصنًا وعزًّا واتخذوا من دونه حجابًا وحرزًا؟!
وانظر هل تحس منهم من أحد أو تسمع لهم ركزًا.. دار ما أضحكت وأيم الله إلا وأبكت، ولا أفرحت إلا وأحزنت، جميع ما فيها نهاية: قوتها الضعف، وشبابها الهرم، بل وحياتها الموت، جميع ما فيها ظل زائل وعارية مستردة،..
نظر ابن مطيع -رحمه الله- ذات يوم إلى داره فأعجبه حسنها ثم بكى، وقال: "والله لولا الموت لكنت بك مسرورًا, ولولا ما نصير إليه من ضيق القبور لقرَّت بالدنيا أعيننا, ثم بكى بكاءً شديدًا حتى ارتفع صوته.. قال تعالى: (إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالْأَنْعَامُ حَتَّى إِذَا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) [يونس: 24].
أيها المؤمنون: عباد الله: إن الغفلة التي نعيشها اليوم عن حقيقة الحياة، وما بعدها، والصراع من أجلها، ونسيان الآخرة جلب للناس والمجتمعات والشعوب والدول التعاسة، والشقاء والحروب، والصراعات والاختلافات، وظهرت العصبيات الجاهلية بجميع مسمياتها حتى تجرأ الفرد على ظلم أخيه، وسالت الدماء، وفسدت الأخلاق، وظهر الكبر والعجب في النفوس، واغتر هذا بماله، وهذا بسلطانه، وهذا بأتباعه، وتساهل الناس في الطاعات والعبادات، وأخذوا من أحكام الدين ما يوافق هواهم ويحفظ مصالحهم ويحقق رغباتهم، وسعى كل فرد لتحقيق مستقبله في هذه الحياة، وحسب فهمه وتصوره، فجمع الأموال، وبنى الدور والقصور ورزق العديد من الأولاد، وتقلد الكثير من المناصب، وكافح في هذه الحياة، وبذل ما في وسعه يريد بذلك السعادة والراحة والتمتع بما جمع وتعب من أجله، وفجأة يأتي الموت يأخذ الولد والزوجة والصديق والقريب، ثم يهجم على هذا الإنسان.. فتذهب اللذات وتنقطع الشهوات وتبقى الآهات والحسرات والتمنيات ويرتهن كل إنسان بعمله..
خرج هارون الرشيد يوماً في رحلة صيد فمرّ برجل يقال له بُهلول قد اعتزل الناس وعاش وحيداً.. فقال هارون: عظني يا بُهلول قال: يا أمير المؤمنين!! أين آباؤك وأجدادك؟ من لدن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى أبيك؟ قال هارون: ماتوا.. قال: فأين قصورهم؟ قال: تلك قصورهم.. قال: وأين قبورهم؟ قال: هذه قبورهم.. فقال بُهلول: تلك قصورهم.. وهذه قبورهم.. فما نفعتهم قصورهم في قبورهم؟ قال: صدقت.. زدني يا بهلول.. قال: أما قصورك في الدنيا فواسعة فليت قبرك بعد الموت يتسع، فبكى هارون وقال: زدني فقال: يا أمير المؤمنين: قد ولاك الله فلا يرى منك تقصيرًا ولا تفريطًا، فزاد بكاؤه، وقال: زدني يا بهلول.. فقال: يا أمير المؤمنين:
هب أنك ملكت كنوز كسرى | وعُمرت السنين فكان ماذا؟ |
أليس القبر غاية كل حيٍ | وتُسأل بعده عن كل هذا؟ |
قال: بلى.. ثم رجع هارون ولم يكمل رحلة الصيد تلك.. وانطرح على فراشه مريضاً.. ولم تمضِ عليه أيام حتى نزل به الموت.. قال تعالى: (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ) [آل عمران: 185].
نعم! إن الموت أكبر فاجعة تصيب الإنسان، وهو قدَر الله لا يستثني أحدًا.. يموت الصالحون ويموت الطالحون، ويموت المجاهدون، ويموت القاعدون، ويموت الشجعان الذين يأبون الضيم، ويموت الجبناء الحريصون على الحياة بأيِّ ثمن، ويموت ذوو الاهتمامات الكبيرة، والأهداف العالية، ويموت التافهون الذين يعيشون فقط للمتاع الرخيص ويموت الأغنياء، ويموت الفقراء ويموت الحكام، ويموت المحكومون...
كل حي سيموت | ليس في الدنيا ثبوت |
حركات سوف تفنى | ثم يتلوها خفوت |
وكلام ليس يحلو | بعده إلى السكوت |
أيها السادر قل لي | أن ذاك الجبروت |
كنت مطبوعًا على | النطق فما هذا الصموت |
ليت شعري أهمود | ما أراه أم قنوت |
أين أملاك لهم | في كل أفق ملكوت |
زالت التيجان عنهم | وخلت تلك التخوت |
وعمرت منهم قبور | وخلت منهم بيوت |
إنما الدنيا خيال | باطل سوف يفوت |
ليس للإنسان فيها | غير تقوى الله قوت |
قال تعالى: (كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ) [الرحمن: 26 - 27]..
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني الله وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم.. قلت ما سمعتم، وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه..
الخطبة الثانية:
عباد الله: في الجنة لا يهرم الإنسان ولا يتقادم سنة، ولا تعتريه الشيخوخة والكبر وأمراضهما، بل يكون في مقتبل العمر صحيحاً معافًى في جسده وعقله ونفسه، ولذلك ينادي المنادي في الجنة: "إن لكم أن تشبُّوا فلا تهرموا".. فلا تخاف من الضعف والكبر والشيخوخة وما يصاحب ذلك من عجز وكثرة الأمراض، ونقص في القدرات السمعية والنظرية، وصعوبة الحركة، وكثرة التردد على الأطباء، وضعف في القدرات العقلية واختلال الذاكرة..
ففي الجنة سعادة لا قلق فيها، ولا اضطرابات نفسية، ولا هم ولا حزن، ولا نقص في المواد الغذائية، ولا ارتفاع في الأسعار، ولا أمراض القلوب كالحقد والحسد والغل والبغضاء، وفساد ذات البين التي أهلكت الناس اليوم، وسبَّبت لهم التعاسة، وقامت لأجل ذلك الحروب والصراعات وسُفكت لأجل ذلك الدماء، وقطعت الأرحام وضعفت الأخوة وذهب المعروف، وظهر الشح والبخل.
وتناسى الناس في غمرة ذلك أن هناك جنةً ونارًا وجزاء وثوابًا، ودينًا وأحكامًا وقيمًا يجب الالتزام بها في كل الظروف والأحوال، وأن هناك ربّاً يجب أن يُعبَد كما أراد، يراقب الأعمال، ويحصي الأقوال والأفعال، جعل الدنيا دار عمل واختبار، وجعل الآخر دار جزاء وثواب، وجعل طريق السعادة الحقيقية في الآخرة مرتبطًا بصلاح المرء في دينه وأعماله وأخلاقه وأقواله وتعدد منافعه في هذه الدنيا قال تعالى: (وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِنًا قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُوْلَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَى * جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاء مَن تَزَكَّى) [سورة طه: 76- 77].
عباد الله: لنُصلح أحوالنا ونقوِّي أُخوتنا ونتعاون فيما بيننا وننزع الحقد والغل من قلوبنا، ونسعى جميعا لبناء مجتمعاتنا وأوطاننا، ونحذر من أعداء هذه الأمة ومن أساليبهم وخططهم في تدمير الشعوب والمجتمعات، ونعود إلى الله بتوبة صادقة وعمل صالح عند ذلك سيأتي الفرج وتتنزل الرحمات وتأمن البلاد، ويحل الرخاء، ولنتذكر أن هذه الدنيا ليس فيها حياة حقيقة أبدبة، ولكن محطة عبور إلى الحياة بكل معانيها وصورها قال تعالى: (وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوانُ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ) [العنكبوت: 64]..
وإنما الدنيا دار ممر والكل سيرحل عنها، ولا ينفع المرء إلا إيمانه الصادق بالله وعمله الصالح فلنتذكر ذلك جيداً حتى لا نطغى أو تفسد أعمالنا أو تسوء أخلاقنا أو تضعف قيمنا.. قال تعالى: (وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ * وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ * أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ * أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ * أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ) [الزمر: 54 –58]..
اللهم إنا نسألك عيشة هنية وميتة سوية، ومردًّا غير مخزٍ ولا فاضح.. اللهم اجعل الحياة زيادة لنا في كل خير، واجعل الموت راحة لنا من كل شر، وإن أردت بأهل الأرض فتنة فاقبضنا إليك غير خزايا ولا مفتونين..
اللهم اجعل خير أعمالنا خواتيمها وخير أيامنا يوم أن نلقاك في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر.. برحمتك يا أرحم الراحمين..
اللهم اجعل قلوبنا عامرةً بالإيمان سليمة من الأدران لا تحمل حقدًا ولا غلاً لأحدٍ من المسلمين، وألِّف على الخير قلوبنا واحفظنا واحفظ بلادنا وسائر بلاد المسلمين..
هذا وصلوا وسلموا رحمكم الله على الرحمة المهداة، والنعمة المسداة؛ نبينا وإمامنا وقدوتنا محمد بن عبد الله، فقد أمركم الله بالصلاة والسلام عليه بقوله: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) [الأحزاب:56].